الإسلام رفض تجميد العقل
الخميس / 19 / صفر / 1444 هـ - 19:37 - الخميس 15 سبتمبر 2022 19:37
الإسلام دين يدعو إلى التفكر والعمل والحرکة بدل الجمود والخمول، کما أنه شدد على تحكيم العقل في محاکاة الواقع واستنطاقه من أجل إيجاد أفضل السبل للحياة، وإننا لو تمعننا في الآيات الكريمة (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمٶمنون)، و(کتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته) و(صم بكم عمي فهم لا يعقلون) كذلك (وما يعقلها إلا العالمون)، فإننا نجد أن هذه الآيات الكريمات کما هو واضح من سياقها تؤکد على الإنسان ألا يبقى ساکنا جسديا وعقليا، وأن يسعى للعمل ويتفكر بدراية في ذاته وفي الواقع الموضوعي المحيط به، فذلك يفتح له سبل الرشاد والحياة المناسبة التي مقدر له أن يحياها.
الحياة القائمة على التغير المستمر تتطلب المرونة للتكيف معها
إن اختلاف العصور واستمرار الحياة الإنسانية وحدوث التطورات في مختلف المجالات تستدعي التعامل معها وفقا للظروف والأوضاع التي تتداعى عنها، إذ أن الحياة في مختلف المجالات تطرأ عليها أمور مستجدة لم تكن موجودة في العصور السابقة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن التطور التكنولوجي والبيولوجي وهندسة الجينات وزرع الأعضاء وغيرها، قد أوجد واقعا جديدا قائما بذاته ولا نستطيع أن نستفيد من طرق وأساليب التعامل والتفكر للعصور السابقة بأن نقوم بسحبها على هذا العصر، نعم نحن نستطيع الاستفادة من مضامينها ولكن دون سحبها کليا.
ومنذ البداية ذم الإسلام ورفض التقليد الآلي ووقف بقوة ضد تجميد العقل وشله لأي سبب کان، وإن الآية الكريمة (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو کان آباٶهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ومثل الذين کفروا کمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون)، وهنا عندما يصف القرآن الكريم البعض بـ «صم بكم عمي» فإن هذا الوصف يعني جمود العقل تماما، فالإنسان عندما يسمع الكثير من الأمور والحقائق ولا يتدبر ويتمعن فيها فذلك يعني بأن سمعه غير سليم.
الحيوية واستيعاب المستجدات من أسرار استمرار الإسلام
إن الإنسان عندما يجد نفسه أمام حالات وأوضاع وأمور تستدعي منه الكلام والحكم على الأشياء لكنه لا يستطيع، فذلك يعني أن لسانه عاجز عن الكلام بل وحتى غير سليم، کما أنه حينما يرى ويشاهد الكثير من الأمور والمناظر المختلفة ولا يستوعب ويفهم ما تشاهده عيونه، فإنه أشبه بالأعمى، والجمود العقلي تحديدا هو ألا يتم استخدام أدوات ووسائل العقل لفهم ومحاکاة الواقع أي الأذن واللسان والعين.
ونؤكد أن واحدا من أهم أسرار استمرار الدين الإسلامي وبقائه محافظا على نفسه على الرغم من کل الأخطار والتهديدات المحدقة به هو عامل الحيوية والتأقلم مع الزمان والمكان واستيعاب المستجدات وما يستحدث من أمور، وهذا بفضل العلماء الأجلاء الذين يسعون لاستنطاق الشريعة الإسلامية وإثبات کونها تتماشى وتتفق مع السنن التاريخية في التقدم والتغيير ولا تقف بوجهها، وحتى على مستوى الأحكام الشرعية فإنه لا وجود للجمود أبدا، وإنما تحرر حسب الزمان والمكان، ونرى أن الكثير من فقهاء الأمة - الآن - لديهم فتاوى متحررة، وهذا ما دعا إليه الإسلام، فالإسلام أتى كي نتدبر ونفكر، وذم -بذات الوقت- للمقلدين من آبائنا وأجدادنا، فلا نقلدهم بهذا المضمار باعتباره شيء ملزم، إن عملية المعرفة مطلب قرآني، وهي بذلك لا يجب أن تكون مقلدة، بل أن تنطلق إلى كل ما يمكن أن نتعلم ونستفيد منه، وكما يقولون: «خذوا الحكمة ولو من أفواه المجانين››.
sayidelhusseini@
الحياة القائمة على التغير المستمر تتطلب المرونة للتكيف معها
إن اختلاف العصور واستمرار الحياة الإنسانية وحدوث التطورات في مختلف المجالات تستدعي التعامل معها وفقا للظروف والأوضاع التي تتداعى عنها، إذ أن الحياة في مختلف المجالات تطرأ عليها أمور مستجدة لم تكن موجودة في العصور السابقة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن التطور التكنولوجي والبيولوجي وهندسة الجينات وزرع الأعضاء وغيرها، قد أوجد واقعا جديدا قائما بذاته ولا نستطيع أن نستفيد من طرق وأساليب التعامل والتفكر للعصور السابقة بأن نقوم بسحبها على هذا العصر، نعم نحن نستطيع الاستفادة من مضامينها ولكن دون سحبها کليا.
ومنذ البداية ذم الإسلام ورفض التقليد الآلي ووقف بقوة ضد تجميد العقل وشله لأي سبب کان، وإن الآية الكريمة (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو کان آباٶهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ومثل الذين کفروا کمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون)، وهنا عندما يصف القرآن الكريم البعض بـ «صم بكم عمي» فإن هذا الوصف يعني جمود العقل تماما، فالإنسان عندما يسمع الكثير من الأمور والحقائق ولا يتدبر ويتمعن فيها فذلك يعني بأن سمعه غير سليم.
الحيوية واستيعاب المستجدات من أسرار استمرار الإسلام
إن الإنسان عندما يجد نفسه أمام حالات وأوضاع وأمور تستدعي منه الكلام والحكم على الأشياء لكنه لا يستطيع، فذلك يعني أن لسانه عاجز عن الكلام بل وحتى غير سليم، کما أنه حينما يرى ويشاهد الكثير من الأمور والمناظر المختلفة ولا يستوعب ويفهم ما تشاهده عيونه، فإنه أشبه بالأعمى، والجمود العقلي تحديدا هو ألا يتم استخدام أدوات ووسائل العقل لفهم ومحاکاة الواقع أي الأذن واللسان والعين.
ونؤكد أن واحدا من أهم أسرار استمرار الدين الإسلامي وبقائه محافظا على نفسه على الرغم من کل الأخطار والتهديدات المحدقة به هو عامل الحيوية والتأقلم مع الزمان والمكان واستيعاب المستجدات وما يستحدث من أمور، وهذا بفضل العلماء الأجلاء الذين يسعون لاستنطاق الشريعة الإسلامية وإثبات کونها تتماشى وتتفق مع السنن التاريخية في التقدم والتغيير ولا تقف بوجهها، وحتى على مستوى الأحكام الشرعية فإنه لا وجود للجمود أبدا، وإنما تحرر حسب الزمان والمكان، ونرى أن الكثير من فقهاء الأمة - الآن - لديهم فتاوى متحررة، وهذا ما دعا إليه الإسلام، فالإسلام أتى كي نتدبر ونفكر، وذم -بذات الوقت- للمقلدين من آبائنا وأجدادنا، فلا نقلدهم بهذا المضمار باعتباره شيء ملزم، إن عملية المعرفة مطلب قرآني، وهي بذلك لا يجب أن تكون مقلدة، بل أن تنطلق إلى كل ما يمكن أن نتعلم ونستفيد منه، وكما يقولون: «خذوا الحكمة ولو من أفواه المجانين››.
sayidelhusseini@