أبجديات مهملة
الخميس / 19 / صفر / 1444 هـ - 19:36 - الخميس 15 سبتمبر 2022 19:36
يكفي مشهور تافه لإفساد مئات الأسر، من الناحية التربوية والأخلاقية وحتى الدينية، خصوصا إذا كانت هذه الأسر هشة من الخارج، ومخلخلة من الداخل، وعيها ضعيف وثقافتها معدومة، فيطلق ذاك المشهور الجاهل سهامه، وتنفث تلك المشهورة الحمقاء سمومها، وبلا أدنى مقاومة تتلقف السهام والسموم ملايين العقول البسيطة، تارة بحسن الظن الساذج، وتارة بغرض التسلية والقضاء على الفراغ، أبجديات ولكنها للأسف مهملة، وتصنع ألف مشكلة.
شاهدت أحدهم يتحدث عن أمر أثار استياءه، وهو خلو عدد من الحدائق والمماشي من المرافق الأساسية مثل (دورات المياه) أعزكم الله، فاستغربت من أنني لم أستغرب، بل إني ضحكت ضحكا كالبكاء، ثم تذكرت أنني اعتدت مشاهدة هذه المضحكات المبكيات، لأنها بديهيات وتهمل.
ذكرني هذا بالأرصفة أمام المحال التجارية وأن عرضها تقريبا خمسة أضعاف عرض أرصفة المدارس الابتدائية، وقس على ذلك درجة الأمان والسلامة، وسهولة الحركة والوقوف عليها، فتجد الصغار بجوار مدارسهم يتحركون بين السيارات كأنهم مشاركون في برنامج (الحصن) ولكن المخاطر هنا حقيقية مؤلمة، وربما كانت قاتلة مهلكة، كل يوم أشاهد هذا المشهد بجوار مدرسة البنات وأدعو الله ألا يتأذى أحد، لدرجة أنني كرهت برنامج (الحصن)، فرق كبير بين مهندس يحفظ وآخر يفهم.
برنامج عرض في شهر رمضان، فكرته الأساسية تلقي أسئلة والإجابة عنها من خلال مشاهير في (الإعلام والغناء والتمثيل وغيرهم) ومع احترامي الكامل لأشخاصهم إلا أنهم ليسوا مؤهلين لإسداء النصائح أو الإجابة عن أسئلة شائكة قد يحار فيها أهل الاختصاص والعلم والخبرة، ومع ذلك تشاهدهم يجيبون إجابات سطحية تافهة في الغالب، دون مراعاة أو اهتمام لمآلات الأمور، في حال أخذهم بعض البسطاء على محمل الجد، وصدقوا أن ما يقولونه يدخل في دائرة النصائح المفيدة، أو الإرشادات السديدة، مواهب ليست في محلها، وفكرة جانبت الصواب، وكما قيل: كثرة المساس تذهب الإحساس.
للشعراء رواة تصدح بأشعارهم، وللأندية الرياضية جماهير تدعمها وتؤازرها، وهي تفرح مشجعيها، وتشبع حاجتهم النفسية للانتماء، وتشغل أوقاتهم بما لا يضر، فتكون المنفعة تبادلية، ولكنها للأسف شحت بمزاياها، وجادت بضحاياها، فالتعصب كثر واستعر، والشماتة المبالغ بها فرقت الأصحاب، وأججت نار الخصومة في القلوب، فتحولت من تسلية بريئة إلى معارك شرسة، أكثر ضحاياها سقطوا بنيران صديقة، أبجديات مهملة وتطول القائمة، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
basem_slr@
شاهدت أحدهم يتحدث عن أمر أثار استياءه، وهو خلو عدد من الحدائق والمماشي من المرافق الأساسية مثل (دورات المياه) أعزكم الله، فاستغربت من أنني لم أستغرب، بل إني ضحكت ضحكا كالبكاء، ثم تذكرت أنني اعتدت مشاهدة هذه المضحكات المبكيات، لأنها بديهيات وتهمل.
ذكرني هذا بالأرصفة أمام المحال التجارية وأن عرضها تقريبا خمسة أضعاف عرض أرصفة المدارس الابتدائية، وقس على ذلك درجة الأمان والسلامة، وسهولة الحركة والوقوف عليها، فتجد الصغار بجوار مدارسهم يتحركون بين السيارات كأنهم مشاركون في برنامج (الحصن) ولكن المخاطر هنا حقيقية مؤلمة، وربما كانت قاتلة مهلكة، كل يوم أشاهد هذا المشهد بجوار مدرسة البنات وأدعو الله ألا يتأذى أحد، لدرجة أنني كرهت برنامج (الحصن)، فرق كبير بين مهندس يحفظ وآخر يفهم.
برنامج عرض في شهر رمضان، فكرته الأساسية تلقي أسئلة والإجابة عنها من خلال مشاهير في (الإعلام والغناء والتمثيل وغيرهم) ومع احترامي الكامل لأشخاصهم إلا أنهم ليسوا مؤهلين لإسداء النصائح أو الإجابة عن أسئلة شائكة قد يحار فيها أهل الاختصاص والعلم والخبرة، ومع ذلك تشاهدهم يجيبون إجابات سطحية تافهة في الغالب، دون مراعاة أو اهتمام لمآلات الأمور، في حال أخذهم بعض البسطاء على محمل الجد، وصدقوا أن ما يقولونه يدخل في دائرة النصائح المفيدة، أو الإرشادات السديدة، مواهب ليست في محلها، وفكرة جانبت الصواب، وكما قيل: كثرة المساس تذهب الإحساس.
للشعراء رواة تصدح بأشعارهم، وللأندية الرياضية جماهير تدعمها وتؤازرها، وهي تفرح مشجعيها، وتشبع حاجتهم النفسية للانتماء، وتشغل أوقاتهم بما لا يضر، فتكون المنفعة تبادلية، ولكنها للأسف شحت بمزاياها، وجادت بضحاياها، فالتعصب كثر واستعر، والشماتة المبالغ بها فرقت الأصحاب، وأججت نار الخصومة في القلوب، فتحولت من تسلية بريئة إلى معارك شرسة، أكثر ضحاياها سقطوا بنيران صديقة، أبجديات مهملة وتطول القائمة، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
basem_slr@