أكد الناقد الأستاذ الدكتور عادل خميس الزهراني أن 'تقرير الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية' لعام 2021م، يمثّل ممارسة تنظيمية حديثة ويوفّر معلومات تضع المتخصصين والمهتمينأمام الصورة الحقيقية للوضع الثقافي.

وقال: 'يتسم هذا النوع من التقارير بالموضوعية والإدراك الحقيقي للمتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، بالإضافة إلى أن الأدوات المنهجية السليمة تنتج عادة رصداً دقيقاً للحالة الثقافية، ومن خلالها يمكن دراسة الحراك واقتراح الحلول والتخطيط لمستقبل الثقافة بناء على معلومات ثابتة وموثوقة'.

وأردف: 'حضور المناشط الثقافية والفنية في المساحات المفتوحة مسألة مهمة لأنها تعني تقريب الثقافة من المجتمع، وتكييفها لتصبح مؤثرة في مناطق الترفيه والتجمع، كما أن الفنون والعلوم والآداب تنوّر الشعوب، وترسم صورة أكثر شمولية للعالم، وتساعد الافراد في فهم اختلاف الآخر، وبالتالي التعامل معه وفقاً لذلك؛ بعيداً عن التطرف والتعصب اللذين يقودان إلى العزلة والعنف'.

وذكر الزهراني أن زيادة نسب الحضور للمرافق الثقافية التي وثقها التقرير يعدّ أمراً متوقعاً كون الإنسان في أصله كائناً اجتماعياً، وحضوره في الفضاء العام يأتي تلبية لهذه الغريزة، مشدداً على أهمية استغلال الفضاء العام ومناطق التجمع لتنظيم مناشط ثقافية وفنية تضاف للجهد البيروقراطي الثقافي.

واختتم بقوله: 'تسهم الثقافة في تكريس مظاهر اجتماعية صحية، مثل الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، ومعرفة حقوق وواجبات المواطنة، وضرورة محاربة الفساد، وكل هذا يحدث عبر هذه النافذة، وهو ما يؤكّد هذه العلاقة المتقاطعة بين الفضاء العام والحركة الثقافية'.