لا.. ليستمر العطاء!
الاحد / 23 / محرم / 1444 هـ - 19:24 - الاحد 21 أغسطس 2022 19:24
عبارة تصادفنا كثيرا عندما نستخدم أجهزة الصرف الآلية، إما لسحب أو سداد أو تحويل، ولأن بنوكنا المحلية تفترض في تلك الـ«لا» منتهى العطاء؛ فإن العميل يقف مشدوها أمام هذا التعبير ويتنازل عن طباعة ذلك الإيصال الورقي بحبره الباهت، كونه يبحث عن ذلك العطاء المزعوم الذي ستبذله بنوكنا للمجتمع، وأي عطاء يكون من خلال ورقة إيصال لا تسمن ولا تغني من جوع، ويكمن في «لا»،لا يمكن أن تكون سوى نهي أو نفي، وفي الحالتين أنت أمام حرمان وليس عطاء؟!
بنوكنا المحلية من أقوى الشركات المدرجة في سوق الأسهم حضورا، فأرقام الأرباح المعلنة تتجاوز سقف المعتاد والزيادة المتواترة في أرباحها يشي بقدرة خارقة على الثبات في زمن المتغيرات، والثبات والتغيير أعني بهما هنا الجانب الاقتصادي الذي يؤكد علو كعوب بنوكنا المحلية عن نظيراتها في المحيط القريب والأقرب، والدليل كما ذكرت الأرقام الربحية المعلنة في كل ربع سنوي، والسؤال الذي يجدر بنا طرحه، ما هي مساهمات هذه البنوك المجتمعية التي تعكس حضورها الايجابي في هذا المجتمع؟
شخصيا لم أر لهذه البنوك نشاطات تذكر فتشكر، فالمواطنون على اختلاف رتبهم المعيشية يشكون من هذه البنوك ويرون فيها دراكولا هذا العصر الذي يمتص خيراتهم ومدخراتهم، صحيح أن العميل هو من يأتي برضاه وخيره واختياره كون هذه البنوك قد يسرت للناس القدرة على الاقتراض من خلال برامج شتى، والنتيجة أن هذا المقترض قد أصبح أسيرا لهذه البنوك سنوات طويلة، وما أن يخرج من (أسر) أعني قرض، حتى يستهدف بقرض آخر يجعله في حكم المرهون كالسلعة التي تباع وتشترى، ترهن وتفك.
بنوكنا المحلية ما زالت غير قادرة على التماهي والانسجام مع مسؤولياتها المجتمعية التي كان من المفترض أن تكون حاضرة ضمن أعمالها الريادية المنتظرة تجاه الناس، ومجالس إدارات تلك البنوك تغط في سبات عميق تجاه أي مسؤولية مجتمعية منتظرة، حتى حضورهم الإعلامي نادر، ربما يعود الأمر إلى عدم الرغبة في الأضواء التي قد تسبب شيئا من الحرج وربما تنزلق بهم إلى منعطفات عطاء حادة لم يعتادوا عليها، قد تفرض عليهم الدفع في مشاريع عطاء يعود نفعها على المجتمع وإنسانه.
المؤشرات الرقمية تقول إن أرباح بنوكنا المحلية مجتمعة بلغت في ربعها الثاني لهذا العالم 2022 حوالي 15 مليار ريال، أحد البنوك الكبيرة تجاوزت أرباحه لنفس الفترة مبالغ فلكية ونسب مئوية تؤكد أن هذا البنك قادر على التصدي لكثير من تحديات مشاريع العطاء، وعند الدخول إلى موقعه الالكتروني فإن الحديث عن مساهماته المجتمعية أقرب للإنشائية في مجمل ما كتب وما سيكتب في قادم الأيام.
مجالس إدارات هذه البنوك عليها مسؤولية كبرى تجاه هذا الوطن وإنسانه، وينتظر من أعضاء تلك المجالس المساهمة من خلال بنوكهم في مشاريع تنموية تخدم المواطن وتعود بالنفع عليه، أما العزلة والانعزال خلف شكليات بسيطة فهو ترسيخ لمفهوم بدأ يتشكل عند الناس، في كون تلك البنوك كالأورام التي تكبر على حساب الجسد، ويزداد تورمها يوما بعد يوم ليصبح المجتمع ضحيتها الكبرى كونها لم تراع مسؤولياتها المجتمعية تجاه الناس الذين هم في الأساس العملاء الذين يدخرون ويقترضون ويستثمرون.
ننتظر من بنوكنا المحلية مجتمعة، مبادرات إنسانية فاعلة وجادة تسهم في رفاه المجتمع وإنسانه، وهذا مطلب أخلاقي أصيل ينبغى علينا ذكره وتذكره، حتى يصبح واقعا ملموسا ينعم به الجميع، عندئذ ستصبح العبارة في ذلك الإيصال الورقي الذي تلفظه أجهزة الصراف الالكترونية تباعا، نعم بدلا من لا، كون نعم هي الأقرب للعطاء والبذل والسخاء.
alaseery2@
بنوكنا المحلية من أقوى الشركات المدرجة في سوق الأسهم حضورا، فأرقام الأرباح المعلنة تتجاوز سقف المعتاد والزيادة المتواترة في أرباحها يشي بقدرة خارقة على الثبات في زمن المتغيرات، والثبات والتغيير أعني بهما هنا الجانب الاقتصادي الذي يؤكد علو كعوب بنوكنا المحلية عن نظيراتها في المحيط القريب والأقرب، والدليل كما ذكرت الأرقام الربحية المعلنة في كل ربع سنوي، والسؤال الذي يجدر بنا طرحه، ما هي مساهمات هذه البنوك المجتمعية التي تعكس حضورها الايجابي في هذا المجتمع؟
شخصيا لم أر لهذه البنوك نشاطات تذكر فتشكر، فالمواطنون على اختلاف رتبهم المعيشية يشكون من هذه البنوك ويرون فيها دراكولا هذا العصر الذي يمتص خيراتهم ومدخراتهم، صحيح أن العميل هو من يأتي برضاه وخيره واختياره كون هذه البنوك قد يسرت للناس القدرة على الاقتراض من خلال برامج شتى، والنتيجة أن هذا المقترض قد أصبح أسيرا لهذه البنوك سنوات طويلة، وما أن يخرج من (أسر) أعني قرض، حتى يستهدف بقرض آخر يجعله في حكم المرهون كالسلعة التي تباع وتشترى، ترهن وتفك.
بنوكنا المحلية ما زالت غير قادرة على التماهي والانسجام مع مسؤولياتها المجتمعية التي كان من المفترض أن تكون حاضرة ضمن أعمالها الريادية المنتظرة تجاه الناس، ومجالس إدارات تلك البنوك تغط في سبات عميق تجاه أي مسؤولية مجتمعية منتظرة، حتى حضورهم الإعلامي نادر، ربما يعود الأمر إلى عدم الرغبة في الأضواء التي قد تسبب شيئا من الحرج وربما تنزلق بهم إلى منعطفات عطاء حادة لم يعتادوا عليها، قد تفرض عليهم الدفع في مشاريع عطاء يعود نفعها على المجتمع وإنسانه.
المؤشرات الرقمية تقول إن أرباح بنوكنا المحلية مجتمعة بلغت في ربعها الثاني لهذا العالم 2022 حوالي 15 مليار ريال، أحد البنوك الكبيرة تجاوزت أرباحه لنفس الفترة مبالغ فلكية ونسب مئوية تؤكد أن هذا البنك قادر على التصدي لكثير من تحديات مشاريع العطاء، وعند الدخول إلى موقعه الالكتروني فإن الحديث عن مساهماته المجتمعية أقرب للإنشائية في مجمل ما كتب وما سيكتب في قادم الأيام.
مجالس إدارات هذه البنوك عليها مسؤولية كبرى تجاه هذا الوطن وإنسانه، وينتظر من أعضاء تلك المجالس المساهمة من خلال بنوكهم في مشاريع تنموية تخدم المواطن وتعود بالنفع عليه، أما العزلة والانعزال خلف شكليات بسيطة فهو ترسيخ لمفهوم بدأ يتشكل عند الناس، في كون تلك البنوك كالأورام التي تكبر على حساب الجسد، ويزداد تورمها يوما بعد يوم ليصبح المجتمع ضحيتها الكبرى كونها لم تراع مسؤولياتها المجتمعية تجاه الناس الذين هم في الأساس العملاء الذين يدخرون ويقترضون ويستثمرون.
ننتظر من بنوكنا المحلية مجتمعة، مبادرات إنسانية فاعلة وجادة تسهم في رفاه المجتمع وإنسانه، وهذا مطلب أخلاقي أصيل ينبغى علينا ذكره وتذكره، حتى يصبح واقعا ملموسا ينعم به الجميع، عندئذ ستصبح العبارة في ذلك الإيصال الورقي الذي تلفظه أجهزة الصراف الالكترونية تباعا، نعم بدلا من لا، كون نعم هي الأقرب للعطاء والبذل والسخاء.
alaseery2@