makkahnew

الرأي

تكنولوجيا التواصل سلاح ذو حدين

تكنولوجيا التواصل سلاح ذو حدين تكنولوجيا التواصل سلاح ذو حدين
دخيل سليمان المحمدي
نعيش في عصر تستحوذ به التكنولوجيا على الجزء الكبير من حياتنا بعدما شنت حربها الضروس التي اقتحمت تفكيرنا واستولت على عقولنا بتأثيراتها المتباينة من إيجابية وسلبية. ومن هذه التكنولوجيا تطبيقات برامج التواصل الاجتماعي، والتي عن طريقها اقتحمت التكنولوجيا منزلة العلاقات الإنسانية عن طريق الاتصال المرئي أو الصوتي أو الكتابي إذ إن كل فرد في هذا العالم العريض يجد نفسه بصورة أو أخرى مقحما في موقف من مواقف الاتصال، ومعنيا بالفهم أو سوء الفهم وبالتفاعل والتجاوب الإنساني.

وفي صلب هذا الاقتحام بالعمليات المستمرة والمتشابكة تتوالد الكثير من الكلمات وتنمو في مجالات اللغة ورموزها وإرشاداتها لتشمل كل أنواع الاتصال سواء كان فرديا أو جماعيا مما يؤشر إلى الاهتمام المباشر أو غير المباشر بما يطرح من محتويات وموضوعات نجد من يقحم نفسه بها حتى وإن كانت لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد.

وكتناسب طردي نجد أنه كلما تضخم وازداد عدد الرسائل تضخم وازداد حجم المواد التافهة والفاسدة التي تحوي محتويات تحاول السيطرة على اهتماماتنا مثل استخدام الرطانة اللغوية والثرثرة التافهة، فلذا يتوجب علينا تأسيس مظلة سيكولوجية واقية حتى نقي أطفالنا معاناة التشويش الكامل والذي يسبب ضعف الذهن والعاطفة.

لقد سيطرت محتويات اللافائدة على الكثير من حسابات برامج التواصل سواء كانت تهتم بالنشاطات الرياضية أو الفنية وهي الأكثر حظا بالتفاعل والمتابعة مما يدل ذلك على أن الاهتمامات أصبحت هشة وضعيفة لا تبني رأيا ولا فائدة بل تتغير وتتحول بمجرد أحرف يتم نشرها عبر هذه الحسابات التي تغذي هرمون التعصب الرياضي الذي تسبب بالكثير من الاحتقانات وشكل تفرقة وتصنيفات لا نستطيع تجاهلها فخلق أجواء رياضية مشحونة بالكره والبغض.

ولا ننسى أيضا حسابات الترويج والإعلانات عن السلع والخدمات بالمقابل المادي والتي تتنافس فقط بزيادة أعداد المتابعين فكلما زاد عدد المتابعين كانت الفرصة أكبر لزيادة المبلغ بعيدا عن الاهتمام بالمحتوى أو جودة ما يتم الإعلان عنه. ناهيك عن تصوير الهدايا التي يتصورون معها ولا نعلم عن حقيقتها.

وزد على ذلك ما يتم تصويره ونشره من الأمهات وأصحاب الحفلات من تجهيزات الطعام بل هناك من يغلق الباب على الطعام حتى يتم تصويره ونشره ومن ثم يدعو ضيوفه والمدعوين للأكل.

وأخيرا وهو الأهم ما يتم نشره من الشائعات عبر بعض هذه البرامج المزيفة التي تستهدف زرع بذور الفتنة بإثارة البلبلة وبث الخوف والفزع بين الناس، والتحاليل المغلوطة مما يجعل المتابع قد ينجرف بتعليقاته وردوده دون تثبت من صحتها أو مغزاها أو مصدرها متوهما أنه يجب عليه الإدلاء برأيه وانتقاداته واقتراحاته حتى وإن كانت لا تعنيه، فهناك من تسببت له مثل هذه الإشاعات بالنظرة التشاؤمية لكل ما يجري حولهم فيتعاطون مع الأمر من هذه الزاوية فقط فيتحول الهزل إلى جد والجد إلى الهزل.

فبرامج التواصل الاجتماعي جعلت أهل البيت يهتمون بالتواصل اللاشعوري مع البعيدين ويهملون التواصل الحقيقي مع القريبين.

كما أن لتكنولوجيا التواصل سلبيات أيضا لا ننكر وجود الإيجابيات ولكن نحن ركزنا في هذا المقال على بعض أهم السلبيات حتى نحاول الابتعاد عنها ولا نكون أحد العناصر التي تنميها وتنشرها.

dakhelalmohmadi@