صلاة الجماعة ولكن!
الخميس / 20 / محرم / 1444 هـ - 21:49 - الخميس 18 أغسطس 2022 21:49
لقد شدد الإسلام على أهمية وحدة الصف وتآلف القلوب والعمل الجماعي، ورکز کثيرا على الابتعاد عن الأنانية والاستعاضة عنها بالتضحية والإيثار ونكران الذات، لذلك يحبب الإسلام کثيرا تجمع المسلمين ووحدة کلمتهم والنأي بأنفسهم عن کل ما يسبب الخلاف والشقاق والانقسام فيما بينهم، وقد کانت صلاة الجماعة واحدة من أهم المراسم العبادية التي تشد المسلمين إلى بعضهم وتجمعهم على خط وهدى الدين الإسلامي الحنيف.
صلاة الجماعة شعيرة توحد الصفوف وتجمع القلوب
صلاة الجماعة التي هي واحدة من أهم مظاهر وحدة المسلمين في مراسمهم العبادية المتبعة والتي يحرصون عليها أشد الحرص ويلتزمون بها لأنها تعكس أساس وجوهر الدين الإسلامي الذي أکد على ضرورة المحافظة على وحدة الصف في الصلاة والتضرع لله الواحد الأحد القهار، ولعل أهم وأبرز ما يلفت النظر في صلاة الجماعة أنها تتجاوز الفوارق الطبقية والعرقية بمختلف أشكالها وتجعل الجميع يقفون في صف واحد أمام ربهم الذي خلقهم وإليه المصير.
ولئن کانت هناك الكثير من المهام والأمور التي يحرص الإسلام على ضرورة الالتزام بها وعدم إهمالها أو التقصير بحقها، إلا أن صلاة الجماعة کانت ولا زالت وستبقى واحدة من أهم الشعائر والمهام التي يجب على المسلمين أداؤها والالتزام بها، لأنها تجسد حقيقة وواقع الإسلام وأهدافه الروحية العبادية السامية التي تنقي النفس وتطهرها من أدران الفرقة والانقسام، وصلاة الجماعة التي کما أسلفنا تجمع بين مختلف شرائح وأعراق وطبقات المجتمع الإسلامي، بين الغني والفقير، بين القوي والضعيف وبين الحاکم والمحكوم، وبين الشاب والكهل، فإنه من المهم جدا مراعاة القدرات والإمكانيات في هكذا مراسم عبادية يريد الله تعالى من ورائها تنقية الأرواح والنفوس وجمعها وتوجيهها على صراط مستقيم.
التيسير في صلاة الجماعة ضرورة شرعية
كما أن المولى تعالى حرص أن تكون صلاة الجماعة على قدر استطاعة مختلف شرائح المجتمع حتى لا يكون فيها مشقة وأذى، وهنا يقول المولى عز وجل في الآية الكريمة (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، کما أن الحديث النبوي الشريف يقول: «صل بصلاة أضعف القوم»، إذ إن الكهل الطاعن في السن الذي يحرص على المشارکة في صلاة الجماعة وکذلك المريض أو من به عاهة، لا يستطيع أن يؤديها، فقد تٶثر عليه سلبا عند إطالتها، وكذلك الحال مع المرأة الحامل أو التي يرافقها أطفالها، وفي هذا السياق يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأدخل الصلاة أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي، فأخفف، من شدة وجد أمه به».
لذلك من الضروري شرعا هنا مراعاة ذلك وضرورة أن يصلي الإمام وفقا لقدرات الأضعف والأقل تحملا وليس العكس، وإن الإمام هنا يقوم بأداء واجبه الشرعي الذي يبين حقيقة مهمة جدا وهي أن الإسلام کان ولا زال وسيبقى يراعي الأضعف والأقل قدرة ويعينه ويساعده لكي لا يظهر أقل شأنا من الآخرين هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن صلاة الجماعة لا يجب أن تكون منفرة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «يا أيها الناس، إن منكم منفرين، فأيكم أم الناس فليوجز؛ فإن من ورائه الكبير، والضعيف، وذا الحاجة».
ومن هنا نؤكد أن صلاة الجماعة لا ولن تؤدي غرضها والهدف العبادي المبتغى من ورائها بإطالتها والإطناب فيها، ذلك أن الله سبحانه وتعالى لا ينظر أبدا للمظاهر الدنيوية المزخرفة المفتعلة بقدر ما ينظر إلى النية المعقودة في قلوب المسلمين، وحتى أن مجرد دعاء قصير جدا من جانب مسلم مظلوم ومكلوم قد تكون أسرع تلبية من دعاء طويل عريض لمسلم آخر.
Sayidelhusseini@
صلاة الجماعة شعيرة توحد الصفوف وتجمع القلوب
صلاة الجماعة التي هي واحدة من أهم مظاهر وحدة المسلمين في مراسمهم العبادية المتبعة والتي يحرصون عليها أشد الحرص ويلتزمون بها لأنها تعكس أساس وجوهر الدين الإسلامي الذي أکد على ضرورة المحافظة على وحدة الصف في الصلاة والتضرع لله الواحد الأحد القهار، ولعل أهم وأبرز ما يلفت النظر في صلاة الجماعة أنها تتجاوز الفوارق الطبقية والعرقية بمختلف أشكالها وتجعل الجميع يقفون في صف واحد أمام ربهم الذي خلقهم وإليه المصير.
ولئن کانت هناك الكثير من المهام والأمور التي يحرص الإسلام على ضرورة الالتزام بها وعدم إهمالها أو التقصير بحقها، إلا أن صلاة الجماعة کانت ولا زالت وستبقى واحدة من أهم الشعائر والمهام التي يجب على المسلمين أداؤها والالتزام بها، لأنها تجسد حقيقة وواقع الإسلام وأهدافه الروحية العبادية السامية التي تنقي النفس وتطهرها من أدران الفرقة والانقسام، وصلاة الجماعة التي کما أسلفنا تجمع بين مختلف شرائح وأعراق وطبقات المجتمع الإسلامي، بين الغني والفقير، بين القوي والضعيف وبين الحاکم والمحكوم، وبين الشاب والكهل، فإنه من المهم جدا مراعاة القدرات والإمكانيات في هكذا مراسم عبادية يريد الله تعالى من ورائها تنقية الأرواح والنفوس وجمعها وتوجيهها على صراط مستقيم.
التيسير في صلاة الجماعة ضرورة شرعية
كما أن المولى تعالى حرص أن تكون صلاة الجماعة على قدر استطاعة مختلف شرائح المجتمع حتى لا يكون فيها مشقة وأذى، وهنا يقول المولى عز وجل في الآية الكريمة (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، کما أن الحديث النبوي الشريف يقول: «صل بصلاة أضعف القوم»، إذ إن الكهل الطاعن في السن الذي يحرص على المشارکة في صلاة الجماعة وکذلك المريض أو من به عاهة، لا يستطيع أن يؤديها، فقد تٶثر عليه سلبا عند إطالتها، وكذلك الحال مع المرأة الحامل أو التي يرافقها أطفالها، وفي هذا السياق يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأدخل الصلاة أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي، فأخفف، من شدة وجد أمه به».
لذلك من الضروري شرعا هنا مراعاة ذلك وضرورة أن يصلي الإمام وفقا لقدرات الأضعف والأقل تحملا وليس العكس، وإن الإمام هنا يقوم بأداء واجبه الشرعي الذي يبين حقيقة مهمة جدا وهي أن الإسلام کان ولا زال وسيبقى يراعي الأضعف والأقل قدرة ويعينه ويساعده لكي لا يظهر أقل شأنا من الآخرين هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن صلاة الجماعة لا يجب أن تكون منفرة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «يا أيها الناس، إن منكم منفرين، فأيكم أم الناس فليوجز؛ فإن من ورائه الكبير، والضعيف، وذا الحاجة».
ومن هنا نؤكد أن صلاة الجماعة لا ولن تؤدي غرضها والهدف العبادي المبتغى من ورائها بإطالتها والإطناب فيها، ذلك أن الله سبحانه وتعالى لا ينظر أبدا للمظاهر الدنيوية المزخرفة المفتعلة بقدر ما ينظر إلى النية المعقودة في قلوب المسلمين، وحتى أن مجرد دعاء قصير جدا من جانب مسلم مظلوم ومكلوم قد تكون أسرع تلبية من دعاء طويل عريض لمسلم آخر.
Sayidelhusseini@