الرأي

أهمية جودة نواتج التعلم

أبوبكر أحمد ولي
لا يخفى على الجميع أهمية التعليم في بناء النشء وتمكينهم من المعرفة والمهارات الأساسية للمواطنة الصالحة والعمل والإنتاج والمسؤولية الاجتماعية والتعامل بإيجابية مع متغيرات المستقبل.

التعليم هو اللبنة الأولى لبناء جودة الحياة. بالتعليم نرتقي وننافس كبرى الدول في جميع المجالات؛ لذا أصبح التعليم هو المكون الأساس لبناء الإنسان وتطوير المكان. ولا أبالغ إذا قلت إن التعليم والعمليات التعليمية من مرحلة رياض الأطفال إلى الطفولة المبكرة إلى التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي هو القاعدة الأساسية لجميع المهن، حيث تعتبر مخرجات التعليم -بما تحمله من جودة معرفية ومهارية وقيمية- مدخلات لكثير من المهن. والحديث في هذا الشأن يطول إلا أنني سأتطرق في هذا المقال لمصطلح مهم شاع كثيرا خلال الأعوام الماضية وهو «جودة نواتج التعلم».

«جودة نواتج التعلم».. لو تحدثنا بالتفصيل نستطيع فك هذا المصطلح إلى قسمين: القسم الأول «جودة النواتج»، والقسم الثاني «جودة التعلم». ولو أخذنا الجودة بتعريفها الشامل هي ملائمة المنتج أو مطابقة المواصفات. وعليه نقول إن «جودة النواتج» هي مطابقة مواصفات مخرجات عمليات التعليم للمواصفات المتفق عليها مسبقا والمعروفة بأهداف المقررات التعليمية في كل مرحلة من المراحل الدراسية. وبجانب ذلك يأتي القسم الثاني من المصطلح «جودة التعلم» والتعلم هو العملية الناتجة عن عملية التعليم. وهنا نستطيع القول إن جودة النواتج تعتمد على جودة التعلم.

وبعد هذا التعريف لجودة نواتج التعلم وتأثر جودة النواتج بجودة التعلم والتعليم، سأذكر في الأسطر القليلة القادمة خطوات مهم لتجويد عمليات التعليم وبالتالي جودة نواتجه.

حيث يأتي الاستعداد لبداية العام الدراسي الجديد ودعم المدارس كخطوة أولى، وأستطيع تقسيم الاستعداد للعام الدراسي إلى ثلاث دوائر عمل وفق الصلاحيات والمسؤوليات: إدارة التعليم، ومكتب التعليم، والمدرسة، ولكل دوره في تجهيز البيئة المدرسية واكتمال المعلمين والمقررات المدرسية، وفي هذا خطوات كثيرة تبدأ من تحليل الواقع إلى رصد الاحتياجات إلى توفيرها إلى إلى إلى ... وفقا لخارطة تدفق الإجراءات في كل عملية. ويجب أن أؤكد هنا على أهمية تحديد دور كل دائرة من هذه الدوائر الثلاث وحوكمة أدائها.

الخطوة الثانية التخطيط الجيد للعام الدراسي من قبل المدرسة ومكتب وإدارة التعليم. تبدأ ببناء استراتيجية إدارة التعليم إلى برامج مكاتب التعليم المحققة لاستراتيجية إدارة التعليم إلى العمليات المدرسية والتعليمية التنفيذية في المدارس. تضبط وتضمن جودة التخطيط وتحافظ على مسارات وجودة الأداء من خلال استخدام مؤشرات قياس تقيس الأداء دوريا.

الخطوة الثالثة قياس وضبط أداء جميع فرق العمل في إدارة التعليم ومكتب التعليم والمدرسة، ويجب ضبط جودة الأداء وفق أدوات محددة وموحدة وذات سمات سيكومترية، ووفق إجراءات مخطط لها وخارطة تدفق ينفذها جميع أعضاء فرق القياس (المشرفون التربويون والمشرفات التربويات والمعلم والمعلمة) وكل من له صفة وصلاحية متابعة عملية التعليم والتعلم.

ويأتي تحليل البيانات وتقييم مستوى الأداء ونواتجه كخطوة رابعة بهدف الاستفادة من بيانات عمليات القياس والضبط. ثم في الخطوة الرابعة تأتي إجراءات اقتناص فرص التحسين داخل المدرسة وعلى نطاق عمل مكتب التعليم أو إدارة التعليم، حيث تقوم المدرسة بالتعرف على الأداء المتميز والأداء المتوسط والأداء المنخفض والمنخفض جدا، حيث تكرم المتميز وتبحث أسباب الانخفاض وتعالجه ذاتيا أو بمشاركة مكتب أو إدارة التعليم، لأن انخفاض النتائج معناه عدم مطابقة مواصفات المخرجات لكل مقرر أي عدم تحقيق أهداف المقرر المدرسي.

خطوات أربع مهمة جدا تساعد كل مدير ومديرة للتخطيط للأداء ودعمه وضبط تنفيذه وتحسينه ورفع مستوى جودة نواتجه، خطوات أربع تؤدى دوريا في فترات متقاربة ومتصلة تعطي خارطة مرئية لجودة الأداء التعليمي في المدرسة وتعطي خارطة مرئية أوسع على نطاق عمل مكتب أو إدارة التعليم.

في هذا السياق ومن وجهة نظري أرى أن تحسين مستويات جودة نواتج التعلم مرتبطة ارتباطا كبيرا بمستوى الفكر الإداري ومدى قدرة رئيس فريق العمل على بناء خطة شاملة للجميع وجهتها تحقيق الأفضل في الأداء وهدفها جودة نواتج هذا الأداء، وجودة النواتج هي محصلة لجودة الأداء التعليمي، وبجودة نواتج التعلم نستطيع المنافسة محليا وعالميا في كل المنافسات الخاصة بالتعليم؛ فلا جودة إلا جودة نواتج التعلم وغيرها سيكون ضياع للوقت.

وكما يقول الراوي: رئيس فريق العمل يمكن وربما يكون مدير تعليم أو مدير مكتب تعليم أو مدير مدرسة. وباختصار لو أردت أن تباهي بأدائك فعليك استعراض نواتجه.

@abubakrw