العالم

وثائق جديدة للمجزرة تفضح نظام الملالي عالميا

معرض مصور أمام الكونجرس الأمريكي يكشف تورط رئيسي وقادة إيران بلومفيلد: أشد الجرائم خطورة ضد الإنسان بعد الحرب العالمية الثانية شيهان: أكثر ما يزعجني أن عنف الدولة الإيرانية لم يقابل بعدالة عالمية صمصامي: موجة قمع جديدة ضد المرأة وتطبيق قوانين العصور الوسطى

صور عدد من الشهداء في المجزرة (مكة)
فضحت وثائق جديدة -قدمتها المعارضة الإيرانية في معرض مصور أمام الكونجرس الأمريكي في واشنطن-، نظام الملالي أمام العالم، وكشفت جانبا من الكوارث التي يرتكبها ضد البشرية، والفظائع التي قادته إلى قتل 30 ألف إيراني خلال المجزرة المرتكبة في حق مجاهدي خلق عام 1988، والتي تورط فيها الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي ومجموعة من قادة النظام.

واحتوى الجزء الأكبر من المعرض على وثائق تكشف دور إبراهيم رئيسي في المجزرة، وأدلة على تورطه في جرائم النظام وانتهاكاته الفظيعة على مدى أربعة عقود، وأظهر جزء آخر ضلوعه أيضا بمقتل أكثر من 1500 متظاهر خلال مظاهرات نوفمبر 2019.

ويلقي شهود عيان من أهالي وأقارب ضحايا المجزرة الشهيرة وشخصيات سياسية كلمات مؤثرة خلال المعرض الذي انطلق أمس الأول، ويستمر على مدار 4 أيام، وتتركز مطالب غالبية المتحدثين على عدم السماح لرئيسي بالسفر إلى أمريكا للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

محاسبة الرئيس

وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية إبراهيم رئيسي على قائمة عقوبات الحكومة الأمريكية، وأدانته بعبارات واضحة للغاية لمشاركته في “القتل خارج نطاق القانون” و“التعذيب” و“قمع المواطنين”، وتم الإعلان عن هذه العقوبات في نوفمبر 2019، عندما كان رئيسا للقضاء.

ومن المطالب الأخرى للمشاركين ومنظمي المعرض، محاسبة الرئيس الإيراني وتقديمه للعدالة بتهمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

وفي اليوم الأول من إقامة المعرض تحدثت سونا صمصامي ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في أمريكا وبعض الشخصيات السياسية البارزة الأمريكية.

وقالت صمصامي «كان الهدف الرئيس لخامنئي من تنصيب رئيسي هو قمع الشعب الإيراني، لكن اختيار سفاح مجزرة عام 1988 للقمع أدى إلى نتائج عكسية».

لجنة الموت

وأكدت أن المعرض يذكر العالم كله بأن إبراهيم رئيسي كان أحد أعضاء لجنة الموت سيئة السمعة في إيران، التي قتلت سجناء في زنزانات نظام خميني في سجني إيفين وكوهردشت عام 1988.

وأضافت «لم تنج أي سجينة في إيفين وكوهردشت من هذه المذبحة، تم قتل حوالي 30 ألف سجين سياسي، 90% منهم من المؤيدين والمتعاطفين مع مجاهدي خلق في إيران، كان العديد من هؤلاء السجناء يقضون عقوبة قصيرة، لكنهم قتلوا في عملية إبادة جماعية ضد الإنسانية، وقد طالبنا الأمم المتحدة بالتحقيق في القضية، التي وصفت بأنها أكبر إبادة جماعية من قبل حكومة منذ الحرب العالمية الثانية».

على الصعيد العالمي، دعت منظمة العفو الدولية إلى ضرورة محاكمة خامنئي ورئيسي بتهمة الإبادة الجماعية، وبعد عام واحد من وصول رئيسي، ساءت حالة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وأعربت عدة منظمات دولية لحقوق الإنسان عن قلقها حول موجة الإعدامات في إيران.

قمع المرأة

وفيما شددت صمصامي على موجة قمع ضد المرأة في الأشهر الأخيرة، وتطبيق قوانين العصور الوسطى في جميع أنحاء البلاد، دعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى منع رئيسي من الحضور إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقالت «يجب القبض على رئيسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية ومحاكمته».

وقال السفير لينكولن بلومفيلد، مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العسكرية والسياسية «ما حدث عام 1988 وما تلاه من معلومات وصلت إلينا عن المجزرة وما زالت تصلنا، نفهم الآن أن هذه كانت من أشد الجرائم خطورة ضد حقوق الإنسان بعد الحرب العالمية الثانية، وهذه جريمة كبرى ولا تعرف بشاعتها الحدود، وقد قتل آلاف المعتقلين السياسيين من أنصار وأعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في هذه المجزرة، العديد من مرتكبي المجزرة ما زالوا في النظام، وطبعا أحدهم هو الآن رئيس النظام إبراهيم رئيسي».

جريمة إرهابية

ولفت بلومفيلد إلى أن القضية تتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية، وقال «هذه ليست قضية لا علاقة لها بأمريكا. نتعاطف مع الضحايا الذين وقعوا في أحداث مثل بوفالو، والآن نحن أمام أقارب من كانت صورهم أمامنا».

وتابع «أعتقد أنني أستطيع إظهار ما حدث في ذلك العام من خلال مراسل ومحامي حول هذه القضية والمجزرة عام 1988 إنه أكد أن ثلاثة قضاة تعاملوا مع قضايا المجازر هذه وكانوا يعرفون باسم لجنة الموت، وكل سجين سياسي انتهى عقوبته، وبعضهم حتى أفرج عنهم، أعيدوا إلى مرة أخرى، وتم وضعهم أمام هذه اللجنة المكونة من ثلاثة أعضاء وطلب منهم عدم مشاركة بعضهم في أي عمل أو جريمة إرهابية».

وثائق وصور

وأشارت الدكتورة إيفان شيهان، المدير التنفيذي لكلية العلاقات العامة الدولية بجامعة بالتيمور إلى بشاعة المجزرة، وقالت «أتيحت لي الفرصة للقاء أعضاء المعارضة الديمقراطية للنظام الإيراني في أوروبا، ثم سافرت إلى أشرف 3 بألبانيا مقر المعارضة الإيرانية، لكن في الليلة الأخيرة من هذه الرحلة، عندما تحدثت لأكثر من 5 ساعات مع معتقلين سياسيين سابقين، ورأيت متحف الشهداء، كان الأمر لا يصدق بالنسبة لي، لقد صادفنا مجموعة من الوثائق والصور».

وتضيف «في هذا المتحف صادفنا أحداثا وقصصا يجب سماعها. شارك الكثير من الناس ذكرياتهم، ورأيت شجاعة غير عادية في هؤلاء الأشخاص لم أرها من قبل، أكثر ما يزعجني هو أن عنف الدولة هذا لم يقابل بالعدالة، لم يواجه أي من مسؤولي هذا النظام العدالةـ كان الرئيس الحالي للنظام الإيراني أحد مرتكبي هذه الجريمة الرئيسيين».

ماذا يحمل المعرض؟
  • صور لشهداء مجزرة عام 1988
  • وثائق عن لجنة الموت التي اتخذت قرار الإعدام وبينها إبراهيم رئيسي
  • منشورات وتفاصيل عن جريمة إعدام 30 ألف شخص معارض
  • شهود عيان من أهالي وأقارب الشهداء يروون تفاصيل ما حدث
  • شخصيات سياسية عالمية تكشف عن تعاطفها مع الضحايا