عمران (الصامت)!
بدون عقال
السبت / 17 / ذو القعدة / 1437 هـ - 18:30 - السبت 20 أغسطس 2016 18:30
عمران..
طفل سوري لم يبلغ الخامسة من عمره..
ولد وسوريا تطحن في (رحى) حرب لم تنته..
خرج حيا من تحت الأنقاض..
ليجلس بكامل هدوئه على صدر الصحف اليومية..
وعلى رأس نشرات الأخبار اليومية..
وفي بال كل من رآه..
كان من الممكن أن يموت كما مات أقرانه ويدفن مجهولا كما دفنوا..
لكنه بقي حيا ليقول أفصح رسالة للعالم وهو (صامت)..
وليعري من يقفون (دقيقة صمت) ناعمة حدادا على أحداث عابرة بكامل أناقتهم..
خرج بكامل (براءته) يكتسي أدلة (جرائم) مستهدفيه..
كان (ثابتا) على كرسي الإسعاف وهو في قلب الحرب..
لـ (يهز) أصحاب القرار الجبناء في العالم الذين استهلكوا كل الكلام..
وجبنوا عن أقل الأفعال..
لا يدري عن أهله..
ولا يدري عن ما سيواجهه..
ولا يدري عن من أمطر بيته بقنابل الموت..
لكنه رضع (يقينا) وهبه ذلك الثبات النادر..
لم يبك وكأنه يقول:
الأحرار لا يبكون لأنهم اختاروا أقدارهم وواجهوها..
لا ندري هل سيوقظ (عمران) ضمائر طال نومها..
أم سيكتفي العالم بـشجب مكرور واستنكار ممرور..
وكم شتيمة بالية باردة يطلقها من يراه على من رماه..
ثم يرحل مطويا في صفحات التاريخ كما طوي غيره..
الكلمات عن سوريا باتت (تجرح) ولا تشرح..
سوريا باتت خيمة (عزاء) ينعى الباقون فيها فراق الراحلين..
تفرعن فيها الظلمة فتقاسموا نصيب (الشر) بعدل بينهم وظلم طال (الخير) هناك..
لعل خروج (عمران) من تحت (الهدم) فأل خير بـعمران أرضه التي طالها الدمار..
وبـأمنها بعد أن كساها الخوف..
هذا ما أرجوه من الله وأدعوه به!
shibani500@makkahnp.com