الرأي

الميثاق الصحي.. مطلب

إسماعيل محمد التركستاني
لا بد أن ندرك تماما أن هناك ارتفاعا كبيرا في مؤشر الإصابة بارتفاع سكر الدم (وخاصة النوع الثاني) إلى جانب ارتفاع عدد المصابين بتصلب الشرايين (نتيجة ارتفاع نسبة الدهون في الدم)، وإذا كان مؤشر تسوس الأسنان لدى الصغار (خاصة) غير معروف فزيادة الطلب على عيادات الأسنان قد تكون مؤشرا واضحا على ما يعانيه المجتمع من مشاكل صحية تخص الأسنان لدى جميع الفئات العمرية. هناك أسباب عديدة تقف وراء التقصير في الاهتمام بمبدأ الوقاية (Prevention) والصحة (wellness) لدى الكبار والصغار (سواء كانوا نساء أو رجالا)، من الأسباب ما هو مرتبط بالعادات والتقاليد (فيما يخص الأكل والشرب)، ومنها ما هو مرتبط بمناهجنا الدراسية (سواء في التعليم العام أو الجامعي)، وهناك أيضا من الأسباب ما هو متعلق بالتطبيق الفعال والتطور في الخدمات الصحية. أما فيما يتعلق بالتثقيف الصحي، فقد ظهرت خلال الفترة الماضية (العشر السنوات الماضية)، بعض البرامج التي أطلقتها وزارة الصحة (مثل الكشف المبكر لمرض السرطان، السكر، السمنة، القلب) وذلك بالتعاون مع الجمعيات الخيرية، ولكنها (من وجهة نظري) تحتاج إلى مزيد من التفعيل والتوسع، مثل التركيز في إيصال تلك المفاهيم (الإيجابية) إلى المجتمعات المدرسية (بنين وبنات) وجامعاتنا. إلى جانب التفعيل المشترك مع القنوات الفضائية المختلفة. باختصار... لا بد أن تكون هناك استراتيجية واضحة المعالم لتشجيع الاستثمار الصحي (سواء للفرد أو المجتمع) وتكون ملائمة مع واقع مجتمعنا المحلي (بثقافاته المتعددة) وتتوافق مع طموحاته، وتكون تلك الاستراتيجية على شكل ميثاق صحي تتكفل جهات متعددة (حكومية وخاصة) بتطبيقه. وهذا الميثاق يتكون من مجموعة من الآليات التي من خلالها (بالتطبيق الصحيح لها) يمكنها رفع سقف مؤشر الصحة لدى الفرد والمجتمع، وتكون مسؤولية متابعتها (سنويا) من قبل جهات (هيئات وجمعيات) سواء كانت حكومية أو خاصة. وهذه الآليات (أو التطبيقات) تتكون من (مثلا) الاستخدام الأمثل للخدمات الصحية المقدمة من مختلف المنشآت الصحية (الحكومية والخاصة)، مشاركة الشركات (الطبية والأدوية) في ترسيخ المفاهيم الصحية لدى مختلف شرائح المجتمع، إقامة الفعاليات (الثقافية والصحية) تحت خيمة صحية يدعى إليها جميع طوائف المجتمع، الاستفادة من الفعاليات الأخرى (رياضية وفنية) في ترسيخ تلك المفاهيم الصحية.