العالم

من يصرخ أولا وينهي الحرب الطاحنة؟

ناشونال إنترست: ساعة الحقيقة اقتربت بعد أن حل التعب على الطرفين

جندي روسي يترقب ما يحدث في الحرب (مكة)
ليس هناك سؤال يشغل العالم كله أكثر من السؤال الكبير: متى تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية؟

وفيما يرى البعض أن الأمور تزداد تعقيدا مع تعثر المفاوضات التي جرت في الآونة الأخيرة، رأى وزير الخارجية الدانماركي السابق يورغن أورستروم في مقال بمجلة «ناشونال إنترست» الأمريكية، أن الوقت حان من أجل جلاء الأمور حول الحرب في أوكرانيا وتحديد متى وكيف يمكن وضع حد لها.

وبعدما أنكر أول الأمر أنه سيغزو أوكرانيا، بات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتأرجح بين خيارات عدة كهدف للحرب، بما في ذلك أن أوكرانيا يتعين عليها «استئصال النازية» وعدم الانضمام إلى الناتو وحماية الأقليات الروسية. وهو لا يزال ينفي أن تكون الحرب مستعرة، ويطلق عليها عوض ذلك اسم «العملية العسكرية الخاصة».

وفيما تجد أهداف الحرب هذه، دعما من قبل الكثير من الروس، من المحير أنه أضاف مؤخرا أهدافا أخرى للحرب. حسب ما ذكر موقع (24) الإماراتي.

وخلال زيارة لمعرض تاريخي للاحتفال بذكرى بطرس الأكبر، الذي يعتبر على نطاق واسع مؤسس روسيا الحديثة، قارن بوتين نفسه بالقيصر، مذكرا بحرب الشمال ضد السويد التي دامت 21 عاما.

وفي 15 يونيو، ذهب بوتين خطوة أبعد بإعلانه أن «النظام العالمي السابق قد انتهى، بصرف النظر عن كل الجهود التي تبذل للحفاظ عليه، إنها طبيعة التاريخ».

وأكد أن عصر الهيمنة العالمية الأمريكية قد ولى.

ولا يعرف إلا القليل عن شعور الروس العاديين، وعن تأثير العقوبات، وعما إذا كان الروس يعانون مصاعب اقتصادية نتيجة الحرب.

وفي المقابل، لا تقاتل أوكرانيا من أجل بقائها فقط، وإنما من أجل الدفاع عن هويتها الوطنية. والنتيجة كانت أقوى بكثير مما تصوره أحد.

وكان للمساعدة العسكرية من الغرب أهميتها، لكن إرادة الأمة الأوكرانية ومواطنيها هي التي شكلت أساس الدفاع.

وعكس روسيا، فإن أهداف الحرب بالنسبة إلى الأوكرانيين تمس حياتهم اليومية. وإرادة البقاء كأمة لا يمكن الشك فيها، مع وجود تناقض أكبر حيال حدود الدولة. وأظهر استطلاع أجري مؤخراً، أن 89 % من الأوكرانيين يرفضون التنازل عن أراض في مقابل تسوية سلمية. وعلى رغم ذلك، فإن الاستطلاع لم يشمل آراء الناس الذين يعيشون في الأراضي التي يسيطر عليها الروس، حيث يوجد مزيد من التناقض مع الحكومة المركزية في كييف.

وفي نهاية المطاف، تواجه أوكرانيا خيارين، إما أن تكون أمة لا شك في هويتها الأوكرانية، أو استعادة الأراضي المحتلة بصرف النظر عما إذا كان الناس الذين يعيشون فيها يعتبرون أنفسهم من الروس أو الأوكرانيين. وهذا سؤال حيوي يتعين الإجابة عليه، بينما الأوكرانيون وحدهم هم المخولون بصياغة الحل النهائي.

وليست قدرة أوكرانيا وإرادتها على القتال وحدهما من يقرر نتيجة الحرب، وإنما رغبة أوروبا والولايات المتحدة في قبول كلفة دعم أوكرانيا وإدراك أن حرياتهم هي أيضا في خطر. ويراهن بوتين على أن أوروبا والولايات المتحدة تنوءان تحت عبء الارتفاع الصاروخي في أسعار النفط والغاز. وهذا ما يحول المسألة إلى حرب استنزاف.

وفقط عندما تقتنع روسيا بأن الغرب سيبقى ملتزماُ هذا المسار، فإن أبواب التسوية يمكن أن تنفتح.