الرأي

كن أنت ولا تخش اتجاه الريح!

عبدالله المزهر
أن تكون صاحب مبدأ يعني أنك لن تكون قلقا من اتجاه الريح، لن تكون خائفا من تبدل المواقف، ولن تقضي أوقاتك مشغولا بالتبرير وشرح مواقفك وآرائك السابقة والتي غيرتها مرارا لأنها لم تكن آراءك ولا مواقفك من الأساس. لن تكون عرضة لابتزاز سخيف ولن تكون خائفا من قلم هنا أو صوت هناك حين تكتب أو تتكلم عن قناعة ومبدأ ثابتين. اكتب أو تحدث بصدق ودون أن تتخيل وجوه الآخرين وهم يقرؤونك أو يسمعونك، افعل ذلك دون أن تنشغل بالطريقة التي ستثير بها إعجاب أحدهم أو كيف ستستفز آخر. افعل ذلك ودع الآخرين يكتبون ويتحدثون، وصدقني ـ هذه المرة على الأقل ـ إنك ستستمتع بكل ما يقال مهما كان مختلفا معك ومخالفا لرأيك! وبالطبع فإن المعني بهذه النصيحة العظيمة، من رجل عظيم مثلي، هم من ما زال لديهم بقية من إحساس، وممن ما زال يرجى أن في وجوههم آثارا لماء الحياء. أما تجار المواقف والذين تكون مصلحتهم الخاصة ـ المادية في الغالب ـ هي الأساس الذي تُبنى عليه آراؤهم ومواقفهم فهؤلاء ليسوا معنيين بنصائحي العظيمة. فمناقشة الآراء حين يقولها أصحابها الحقيقيون الذين يقولونها عن قناعة مهما كانت متطرفة أو غير سوية أمر جميل، لكن الذين يقومون بدور 'مكبر الصوت' لآراء غيرهم دون قناعة منهم، وليست لديهم إشكالية في تبديل مبادئهم فإن مناقشتهم أو محاولة إقناعهم من الأسباب التي تؤدي للصلع المبكر ومن ثم ربما الوفاة المبكرة. اقرأ أيضا: هل أنت الوحيد الذي يشعر بالوحدة؟ و... 13 أداة نستخدمها ستختفي بحلول عام 2020