أخبار للموقع

"مدرسة أثينا".. اللوحة التي أذهلت فتاة "جاكس للفنون"

تقف الفتاة ذات الوشاح الأحمر بمهرجان جاكس للفنون في 'جناح رحلة داخل عصر النهضة'، وصواعق الدهشة تجمدها أمام إحدى اللوحات المهمة في تاريخ الفن، حيث استوقف الفنان الإيطالي رفائيل خطوات الزائرة، واسترق نظراتها واستدعى فضولها الفني لتتسمّر أمام أشهر رسمة عالمية، وهي 'مدرسة أثينا'. ما الذي جعل هذه المارّة تنجذب إلى اللوحة؟، ربما الألوان المتجانسة، والتصوير المعماري البارع، غير أن الشخصيات تبدو داخل نقاش تنويري ساخن، وقد يكون توقيع الفنان رفائيل مغرياً للتعرّف على إنتاجه الفني، رغم رحيله المبكر بداعي 'قصور القلب'، وهو في السابعة والثلاثين من عمره. إلا أن التفاصيل السابقة لا تجعلنا قريبين بعد من عبقرية اللوحة، وذهول المرأة ذات الوشاح الأحمر، التي تتشارك مع متذوقي الفن الإحساس ذاته منذ عام 1510م عندما انتهى الفنان الإيطالي من عمله الإبداعي التاريخي. قُبيل التنزه في أزقة المدرسة، وتلمس عبقها وسحرها الفني الذي يُخشّب الأجساد ويستدعي انتباه الأحداق، هل يمكن أن نتصور التقاء الفيلسوف اليوناني سقراط وابن رشد الأندلسي، أو اجتماع الفيلسوف الباكي هرقليطس، والفيلسوف الفارسي زرادشت بعد ما عز اللقاء؟. أجزاء مختلفة من الأرض انتصبت عليها أقدام هؤلاء الفلاسفة؛ حقبهم متباعدة، ومعتقداتهم الفكرية تختلف، ولكن عبقرية الفن تتمثّل في نقطة تجمع لا تفسد للود قضية. من خلال ريشة رفائيل وهو ابن الثانية والعشرين عاماً، تواصل المفكرون من قاطبة العالم في حدود إطار اللوحة، الأرض المحتشدة بفلاسفة ما قبل الميلاد وحتى عصر النهضة، توثّق أنحاءها دوائر نقاش عميقة حول رؤاهم في مجالات العلوم الطبيعية والأدب والقانون والفلك. وهكذا حوت لوحة واحدة في غاية البهاء اثنين وعشرين عالماً قادمين من العصر الهلنستي والروماني والمسيحي والإسلامي، وعبر نظرة متمعنة نستطيع ملاحظة الامتزاج الثقافي الساحر، واكتشاف نبوغ الرسمة. ومن أجل نشر الدهشة وتكريس حضور الفن، تحطّ الأعمال العالمية رحالها في 'جاكس للفنون' الذي تنظمه وزارة الثقافة حتى 23 يوليو في قلب الدرعية التاريخية كونها مركزاً فنيّاً يجسّد الإلهام والبراعة الإنسانية، بجانب إثرائها لتجارب الزوّار بأقسام فنية إبداعية تستعرض أعمالاً وتراكيب لفنانين عالميين ومحليين.