إبعاد لفظ الجلالة عن الأقدام
الثلاثاء / 20 / ذو الحجة / 1443 هـ - 00:12 - الثلاثاء 19 يوليو 2022 00:12
خدمة الحرمين الشريفين لم تحظ برعاية فائقة منقطعة النظير على مر الأزمنة كما لم تحظ به في ظل حكومة المملكة العربية السعودية منذ أن أسسها الملك الراحل الملك عبدالعزيز عليه رحمة الله ومغفرته الواسعة، إذ أولى هاتين البقعتين الطاهرتين جل اهتمامه لخدمتهما ورعايتهما حق الرعاية والخدمة، وليتعاهد بعده أبناؤه من الملوك والأمراء المتوارثين شرف هذه الأمانة العظيمة والخدمة الجليلة، تغمد الله بواسع رحمته وفضله وكرمه من رحل منهم تاركين ومخلدين وراءهم هذا الإرث العظيم ليحمل أمانته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله ورعاهما وأبقاهما ذخرا لخدمة ورعاية هاتين البقعتين الشريفتين ولمرتاديها وزوارها من المصلين والحجاج والمعتمرين، ولخدمة الإسلام والمسلمين، والذين لم يألوا جهدا لبذل كل غال ونفيس للارتقاء بخدمتهما تأسيا بنهج المؤسس رحمه الله.
ولعل الحديث عن خدمة الحرمين الشريفين وتوسعتهما في ظل الدولة السعودية العظيمة وولاة أمرها، لن يفيه ولن تكفيه أية مقالات أو كتب أو حتى موسوعات ومجلدات فحقهما أكبر وأكثر وأعظم من ذلك، ولكنها جاءت استهلالا لما سأتطرق إليه من أمر هام يتعلق بكسوة الكعبة الشريفة كونها جزءا لا يتجزأ من منظومة خدمة الحرمين الشريفين، والتي أبت الدولة حفظها الله إلا أن تولي اهتماما بهذه الكسوة فأصدر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أمرا بتأسيس مصنع خاص لها في العام 1346هـ، وليكون مقرها بمكة المكرمة شرفها الله، وذلك بعدما كانت تأتي كهدية محملة في قوافل قادمة تارة من الشام وأخرى من مصر، والحديث عن تاريخ كسوة الكعبة الشريفة عبر الأزمنة له من ذوي الاختصاص ما يولي أمره.
فصلب موضوعي هنا هو ما لفت انتباهي لأكثر من مرة حين يتم غسل الكعبة المشرفة أو تغيير كسوتها، ترى المختصين والقائمين على صيانتها ونظافتها الدورية، تطأ أقدامهم على غير قصد تلك الكتابات التي تشكل خلفية للكسوة، وهي الممتدة على كافة جوانب وأطراف الكعبة، سيما الجزء الأعلى من طرف الكسوة المغطي لحافة سطح الكعبة (وهو بيت القصيد). وللتعرف أولا على تلك الكتابات المنسوجة بالحرير المصبوغ باللون الأسود القشيب، والمخطوطة بأجمل أنواع الخطوط العربية «الثلث»، نراها تتضمن: لفظ الجلالة «الله» «لا إله إلا الله محمد رسول الله» «سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» «يا حنان يا منان».
الأمر عظيم وجلل، وغير مقبول البتة، بأن تطأ الأقدام تلك الكتابات لما تشكله من قدسية وإجلال وتعظيم للفظ الجلالة ولما هو مكتوب، وحتما بأنه قد فات على المصممين والمنفذين والقائمين على صناعة الكسوة هذا الأمر، إلا أنه ولتلافي ذلك يتطلب في رأيي المتواضع الاكتفاء بنسيج خلفية مماثلة خالية من تلك الكتابات بالكسوة القادمة، وهي الفرصة المتاحة الآن لتصحيح ذلك طالما أنه لم يتم تغيير كسوة الكعبة لهذا العام 1443هـ حتى هذه اللحظة من كتابة الموضوع.
هل يمكن تغيير الكسوة كل عامين؟
ولأن الشيء بالشيء يذكر كما يقال، ولأن الحديث قائم عن كسوة الكعبة الشريفة، فأجدني أتقدم هنا بهذا الاقتراح، والذي حتما بأنه سوف يثير حفيظة البعض إن لم يكن الأغلبية، فالملاحظ أن الكعبة الشريفة وبعد الجائحة باتت في مأمن وسلام ولله الحمد من عبث بعض الطائفين وخاصة بعض الحجيج ممن يستهويهم حمل التذكارات إلى أهاليهم وبلدانهم سيما أن كانت قطعة ثمينة من أستار الكعبة الشريفة كما كان يحدث من قبل جائحة كورونا فتراهم مستخدمين الأمواس والآلات الحادة لتمزيق أجزاء وقطعا من الكسوة مما يؤدي إلى تشويه منظرها، ومن ثم يتطلب العمل على صيانتها وإعادة ترقيعها إلى حين ما يتم تغيير الكسوة الجديدة، هذا غير انتشار الأوبئة التي من الممكن حدوثها جراء التقبيل والتمسح بأستار الكعبة، والحمد لله والآن وبعد إحاطة الكعبة بسواتر وموانع احتياطا لكل ما كان يمكن حدوثه مما سبق فقد سلمت الكسوة من كل ذلك، مما أرى بأنه لا يستدعي الأمر إلى تغييرها كل عام، وإنما كل عامين إن لم يكن كل ثلاث سنوات طالما أنها باتت سليمة سالمة من عبث العابثين من بعض الطائفين وإن كانت روحانية التصاق الجسد بالكعبة لا تعادلها ولا يماثلها أي شعور أو وصف في الدنيا، لكن للضرورة أحكام ولرب ضارة نافعة، وقد يقول البعض بأن الكعبة هي بيت الله ومن ثم هي الأولى بأن يتم الصرف عليها ببذخ شديد وإن لم يتم الصرف عليها فعلى ماذا يتم؟ فأقول إن ذلك قد يكون من باب التبذير والإسراف وإن الله سبحانه وتعالى لا يحب الصفتين.
وإن كان ولا بد من صرف ميزانية هذه الكسوة التي تبلغ العشرين مليون ريال سنويا على وجه التقريب، فأرى بأن يتم تخصيصها لمشاريع خيرية باسم كسوة الكعبة المشرفة كأن تكون لرعاية دور أرامل وأيتام، وأن تكون لبعض المحتاجين من العاملين بمصنع الكسوة وأسرهم، وأن تصرف مكافآت مجزية للعاملين بالمصنع، أو تصرف لفقراء الحرم، والأمر سيكون عاما بعد عام، إلى جانب أنه سيتم تفادي عملية الإرهاق التي تحدث عادة لتجهيزها كل عام، معتقدا بأن هناك ثمة فوائد عديدة ستجنى من وراء توفير ميزانية الكسوة لعام أو لعامين.
هذا والله من وراء القصد.
ولعل الحديث عن خدمة الحرمين الشريفين وتوسعتهما في ظل الدولة السعودية العظيمة وولاة أمرها، لن يفيه ولن تكفيه أية مقالات أو كتب أو حتى موسوعات ومجلدات فحقهما أكبر وأكثر وأعظم من ذلك، ولكنها جاءت استهلالا لما سأتطرق إليه من أمر هام يتعلق بكسوة الكعبة الشريفة كونها جزءا لا يتجزأ من منظومة خدمة الحرمين الشريفين، والتي أبت الدولة حفظها الله إلا أن تولي اهتماما بهذه الكسوة فأصدر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أمرا بتأسيس مصنع خاص لها في العام 1346هـ، وليكون مقرها بمكة المكرمة شرفها الله، وذلك بعدما كانت تأتي كهدية محملة في قوافل قادمة تارة من الشام وأخرى من مصر، والحديث عن تاريخ كسوة الكعبة الشريفة عبر الأزمنة له من ذوي الاختصاص ما يولي أمره.
فصلب موضوعي هنا هو ما لفت انتباهي لأكثر من مرة حين يتم غسل الكعبة المشرفة أو تغيير كسوتها، ترى المختصين والقائمين على صيانتها ونظافتها الدورية، تطأ أقدامهم على غير قصد تلك الكتابات التي تشكل خلفية للكسوة، وهي الممتدة على كافة جوانب وأطراف الكعبة، سيما الجزء الأعلى من طرف الكسوة المغطي لحافة سطح الكعبة (وهو بيت القصيد). وللتعرف أولا على تلك الكتابات المنسوجة بالحرير المصبوغ باللون الأسود القشيب، والمخطوطة بأجمل أنواع الخطوط العربية «الثلث»، نراها تتضمن: لفظ الجلالة «الله» «لا إله إلا الله محمد رسول الله» «سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» «يا حنان يا منان».
الأمر عظيم وجلل، وغير مقبول البتة، بأن تطأ الأقدام تلك الكتابات لما تشكله من قدسية وإجلال وتعظيم للفظ الجلالة ولما هو مكتوب، وحتما بأنه قد فات على المصممين والمنفذين والقائمين على صناعة الكسوة هذا الأمر، إلا أنه ولتلافي ذلك يتطلب في رأيي المتواضع الاكتفاء بنسيج خلفية مماثلة خالية من تلك الكتابات بالكسوة القادمة، وهي الفرصة المتاحة الآن لتصحيح ذلك طالما أنه لم يتم تغيير كسوة الكعبة لهذا العام 1443هـ حتى هذه اللحظة من كتابة الموضوع.
هل يمكن تغيير الكسوة كل عامين؟
ولأن الشيء بالشيء يذكر كما يقال، ولأن الحديث قائم عن كسوة الكعبة الشريفة، فأجدني أتقدم هنا بهذا الاقتراح، والذي حتما بأنه سوف يثير حفيظة البعض إن لم يكن الأغلبية، فالملاحظ أن الكعبة الشريفة وبعد الجائحة باتت في مأمن وسلام ولله الحمد من عبث بعض الطائفين وخاصة بعض الحجيج ممن يستهويهم حمل التذكارات إلى أهاليهم وبلدانهم سيما أن كانت قطعة ثمينة من أستار الكعبة الشريفة كما كان يحدث من قبل جائحة كورونا فتراهم مستخدمين الأمواس والآلات الحادة لتمزيق أجزاء وقطعا من الكسوة مما يؤدي إلى تشويه منظرها، ومن ثم يتطلب العمل على صيانتها وإعادة ترقيعها إلى حين ما يتم تغيير الكسوة الجديدة، هذا غير انتشار الأوبئة التي من الممكن حدوثها جراء التقبيل والتمسح بأستار الكعبة، والحمد لله والآن وبعد إحاطة الكعبة بسواتر وموانع احتياطا لكل ما كان يمكن حدوثه مما سبق فقد سلمت الكسوة من كل ذلك، مما أرى بأنه لا يستدعي الأمر إلى تغييرها كل عام، وإنما كل عامين إن لم يكن كل ثلاث سنوات طالما أنها باتت سليمة سالمة من عبث العابثين من بعض الطائفين وإن كانت روحانية التصاق الجسد بالكعبة لا تعادلها ولا يماثلها أي شعور أو وصف في الدنيا، لكن للضرورة أحكام ولرب ضارة نافعة، وقد يقول البعض بأن الكعبة هي بيت الله ومن ثم هي الأولى بأن يتم الصرف عليها ببذخ شديد وإن لم يتم الصرف عليها فعلى ماذا يتم؟ فأقول إن ذلك قد يكون من باب التبذير والإسراف وإن الله سبحانه وتعالى لا يحب الصفتين.
وإن كان ولا بد من صرف ميزانية هذه الكسوة التي تبلغ العشرين مليون ريال سنويا على وجه التقريب، فأرى بأن يتم تخصيصها لمشاريع خيرية باسم كسوة الكعبة المشرفة كأن تكون لرعاية دور أرامل وأيتام، وأن تكون لبعض المحتاجين من العاملين بمصنع الكسوة وأسرهم، وأن تصرف مكافآت مجزية للعاملين بالمصنع، أو تصرف لفقراء الحرم، والأمر سيكون عاما بعد عام، إلى جانب أنه سيتم تفادي عملية الإرهاق التي تحدث عادة لتجهيزها كل عام، معتقدا بأن هناك ثمة فوائد عديدة ستجنى من وراء توفير ميزانية الكسوة لعام أو لعامين.
هذا والله من وراء القصد.