أعمال

«ساما» يضخ 50 مليارا ودائع طويلة الأجل بالبنوك لدعم السيولة

ضخ البنك المركزي السعودي «ساما»، نحو 50 مليار ريال على شكل ودائع طويلة الأجل لدى البنوك التجارية، بحسب وكالة «بلومبيرج»، بهدف تعزيز سيولة القطاع المصرفي، والسيطرة على ارتفاع سعر الفائدة «السايبور» إثر الرفع المتتالي للفائدة الأمريكية هذا العام والذي دفع المركزي السعودي إلى إجراء رفع مماثل لارتباط الريال بالدولار.

والسايبر هو سعر الفائدة بين البنوك السعودية، ويمثل السعر المرجعي لتكلفة التمويل بين البنوك بالريال السعودي، ويتم تحديده بشكل يومي بناء على عوامل السوق وفقا لألية محددة ومعتمدة بين البنوك، ويستخدم كمرجع أساسي لقياس تكلفة التمويل وتسعير التمويل للعملاء بالريال. ويقوم (ساما) بنشر السعر المرجعي اليومي، على أساس متوسط أسعار الفائدة للبنوك السعودية.

ونقلت وكالة بلومبيرج عن مصادر لها، أن التدخل من قبل البنك المركزي السعودي بدأ قبل فترة وجيزة من قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة الشهر الحالي.

وأوضحت أن «ساما» قام بتوفير هذه السيولة للبنوك بخصم عن سعر «السايبور» لمدة ثلاثة أشهر.

وأشارت المصادر إلى أن التمويل من البنك المركزي إلى البنوك التجارية جاء على ثلاث شرائح منفصلة حتى الآن، حيث كانت أول شريحتين بقيمة 15 مليار ريال لكل منهما، فيما تمت الشريحة الثالثة قبل أيام قليلة.

وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز سيولة القطاع المصرفي، في الوقت الذي سجل فيه سعر الفائدة بين البنوك السعودية أو «السايبور» SAIBOR ارتفاعات قوية منذ بدء رفع الفائدة الأمريكية.

ووفقا لوكالة بلومبيرج، فقد انعكست هذه الخطوات بتراجع سعر فائدة «السايبور» يوم الأحد (26 يونيو 2022) بمقدار 17 نقطة أساس مقارنة بنهاية الأسبوع الماضي لتصل إلى 3.13%.

ورفع المركزي السعودي سعر الفائدة في 15 يونيو الجاري وهي المرة الثالثة هذا العام (2022)، تماشيا مع رفع البنك الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة، بهدف السيطرة على التضخم.

وأوضح «ساما» في بيان حينها، أنه اتساقا مع هدف المحافظة على الاستقرار النقدي والمالي، وفي ضوء التطورات المحلية والعالمية، تقرر رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء «الريبو» بمقدار 0.5 % من 1.75 إلى 2.25 %، وكذلك رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس «الريبو العكسي» بمقدار 0.5 % من 1.25 إلى 1.75 %.

ويتوقع مختصون ماليون أن يستمر الفيدرالي الأمريكي في رفع نسب الفائدة عدة مرات هذا العام (2022)، حيث يعتبر زيادة الفائدة الحل الأكثر جدوى لتحجيم التضخم.

وكان البنك الفيدرالي الأمريكي رفع في منتصف يونيو الجاري أسعار الفائدة 75 نقطة أساس وهذه المرة الثالثة التي يرفع فيها الفائدة خلال العام الحالي، وسط توقعات نمو التضخم إلى 5.2% خلال 2022. وقال الفيدرالي، إنه «ملتزم بقوة» بإعادة التضخم إلى مستوى 2% المستهدف.

وأضاف أنه قرر رفع أسعار الفائدة إلى نطاق بين 1.50% و1.75%.

ورجح مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أن ينهي معدل الفائدة عام 2022 عند مستوى 3.4% وهو ما يمثل ارتفاعا بنحو 1.5% عن توقعات مارس الماضي. وتشير التوقعات إلى أن معدل الفائدة قد يصل لـ3.8% في 2023.

ويمثل معدل اتفاقيات إعادة الشراء «الريبو» سعر الإقراض من البنك المركزي إلى البنوك، فيما يمثل معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس «الريبو العكسي» سعر الفائدة التي تحصل عليها البنوك عند إيداع أموالها لدى البنك المركزي.