الأمم المتحدة وإعادة الهيكلة
الاحد / 20 / ذو القعدة / 1443 هـ - 18:11 - الاحد 19 يونيو 2022 18:11
كثر الحديث في وسائل الإعلام العالمية حول ضرورة إعادة هيكلة الأمم المتحدة تفاديا لتعقد الأزمات الدولية واندلاع حرب عالمية ثالثة كون الهيكلة الحالية باتت لا تتلاءم مع طبيعة الأوضاع الدولية الحالية.
قبل أكثر من مائة عام تقريبا وبعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها تم تدشين هيئة عالمية أطلق عليها عصبة الأمم بيد أنها فشلت في احتواء النازية المتصاعدة والاحتقانات الأوروبية البينية مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبعد انقضائها تم تأسيس هيئة الأمم المتحدة في عام 1945م على يد51 دولة، وبعدها تضاعف أعداد الأعضاء إلى حوالي أربعة أضعاف الرقم ليصل مجموع الأعضاء الحاليين 193 دولة.
ومنذ تلك الفترة الطويلة لم يطرأ على طبيعة المنظمة الدولية أي إصلاحات جوهرية تراعي التغيرات المتسارعة التي تحدث في العالم، ولعل أبرز تلك الإشكاليات والتي تشغل حيز الإعلام اليوم مسألة حق النقض الفيتو، والحديث هنا عن الدول التي برزت في العقود الأخيرة وأصبح لها شأن دولي كبير وتطالب أن يكون لها مقعد دائم في مجلس الأمن وصلاحية النقض الفيتو، مثل اليابان وألمانيا والهند، والمؤيدون لهذا الطرح يتعللون بأن ليس من المصلحة الدولية أن تبقى دول ذات تأثير جيوسياسي واقتصادي بعيدا عن صناعة القرارات العالمية الحاسمة ويستدلون بذلك التراجع المستمر في قوة التأثير لبعض الدول الأخرى والتي تتمتع بميزة النقض، وأنها لم تعد بتلك المكانة التي تؤهلها للعضوية الدائمة لمجرد أنها خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية!!
مؤخرا طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن بمقعد دائم في مجلس الأمن لليابان، ولا شك أن هذه الخطوة موجهة بشكل مباشر ضد الصين التي اعترضت على هذا الاقتراح جملة وتفصيلا، كما أن الألمان أيضا لديهم طموح في هذا الحق لا سيما بعد أن أصبحوا القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا وليس من مصلحة المجتمع الدولي من وجهة نظرهم أن يظلوا خارج سياق مجلس الأمن، يقول الكاتب سيد علي: من غير الملائم أن تبقى دولا لديها قوة اقتصادية وجيوسياسية في العالم وغائبة عن القرار الدولي بينما تبقى دولا أخرى متحكمة وهي لا تزال تعيش على أمجاد الماضي.
وفي الختام، إن كان ولا بد من تغيير المنظمة العالمية فإن التغيرات الدولية الأخيرة قد أفرزت واقعا دوليا جديدا، وهناك دول ذات ثقل اقتصادي وعسكري ومكانة لا بد أن تصبح ممثلة على الأقل عن مصالح تكتلات معينة، فالبرازيل مثلا تصبح ممثلة عن دول أمريكا اللاتينية، والمملكة العربية السعودية تصبح ممثلة عن العالم الإسلامي، ويكون لهما حق الفيتو وهكذا، وبهذا تصبح المنظمة الدولية ذات عدالة أكثر من وضعها الحالي.
@ALBAKRY1814
قبل أكثر من مائة عام تقريبا وبعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها تم تدشين هيئة عالمية أطلق عليها عصبة الأمم بيد أنها فشلت في احتواء النازية المتصاعدة والاحتقانات الأوروبية البينية مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبعد انقضائها تم تأسيس هيئة الأمم المتحدة في عام 1945م على يد51 دولة، وبعدها تضاعف أعداد الأعضاء إلى حوالي أربعة أضعاف الرقم ليصل مجموع الأعضاء الحاليين 193 دولة.
ومنذ تلك الفترة الطويلة لم يطرأ على طبيعة المنظمة الدولية أي إصلاحات جوهرية تراعي التغيرات المتسارعة التي تحدث في العالم، ولعل أبرز تلك الإشكاليات والتي تشغل حيز الإعلام اليوم مسألة حق النقض الفيتو، والحديث هنا عن الدول التي برزت في العقود الأخيرة وأصبح لها شأن دولي كبير وتطالب أن يكون لها مقعد دائم في مجلس الأمن وصلاحية النقض الفيتو، مثل اليابان وألمانيا والهند، والمؤيدون لهذا الطرح يتعللون بأن ليس من المصلحة الدولية أن تبقى دول ذات تأثير جيوسياسي واقتصادي بعيدا عن صناعة القرارات العالمية الحاسمة ويستدلون بذلك التراجع المستمر في قوة التأثير لبعض الدول الأخرى والتي تتمتع بميزة النقض، وأنها لم تعد بتلك المكانة التي تؤهلها للعضوية الدائمة لمجرد أنها خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية!!
مؤخرا طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن بمقعد دائم في مجلس الأمن لليابان، ولا شك أن هذه الخطوة موجهة بشكل مباشر ضد الصين التي اعترضت على هذا الاقتراح جملة وتفصيلا، كما أن الألمان أيضا لديهم طموح في هذا الحق لا سيما بعد أن أصبحوا القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا وليس من مصلحة المجتمع الدولي من وجهة نظرهم أن يظلوا خارج سياق مجلس الأمن، يقول الكاتب سيد علي: من غير الملائم أن تبقى دولا لديها قوة اقتصادية وجيوسياسية في العالم وغائبة عن القرار الدولي بينما تبقى دولا أخرى متحكمة وهي لا تزال تعيش على أمجاد الماضي.
وفي الختام، إن كان ولا بد من تغيير المنظمة العالمية فإن التغيرات الدولية الأخيرة قد أفرزت واقعا دوليا جديدا، وهناك دول ذات ثقل اقتصادي وعسكري ومكانة لا بد أن تصبح ممثلة على الأقل عن مصالح تكتلات معينة، فالبرازيل مثلا تصبح ممثلة عن دول أمريكا اللاتينية، والمملكة العربية السعودية تصبح ممثلة عن العالم الإسلامي، ويكون لهما حق الفيتو وهكذا، وبهذا تصبح المنظمة الدولية ذات عدالة أكثر من وضعها الحالي.
@ALBAKRY1814