الرأي

تواصل معنا

عادل الحميدان
تعيش البشرية ثورة في مجال وسائل الاتصال أصبح من المستحيل معها تصور عدم قدرة أي إنسان على التواصل مع محيطه أو انقطاعه عن العالم الخارجي.

هذا الواقع الذي نعيشه غير نمط حياة الإنسان إلى حد اعتبرت فيه تلك الأوراق والمظاريف والطوابع وغيرها من أدوات المراسلة التي كنا نستخدمها حتى بداية الألفية الثالثة مجرد أدوات تعرض في المتاحف ومحلات بيع التراث.

هذه السرعة في التطور لم تمهل حتى تلك الأجهزة التي كنا نعتبرها قبل أقل من ثلاثة عقود قمة التقدم في مجالات الاتصالات مثل البيجر والفاكس إلى التقاعد مبكرا بعد أن أدت مهمتها في تهيئتنا لعصر شبيك لبيك.

لكن.. وفي مجال التواصل من الصعب التوقف عند كلمة لكن.. يبدو أن الكثير من مؤسساتنا العامة والخاصة لم تدرك هذا التطور، ولم ترغب في الاستفادة منه لتسهيل حياة جمهورها.

أعني بذلك عجزها عن تفعيل ما قدمته التقنية من وسائل للتواصل مع الناس، مكتفية في علاقتها مع التقنية بوجود موقع الكتروني أو حساب في تويتر تابع لها مع قدرة عجيبة على تجاهل أي استفسار أو شكوى.

وحتى مع وجود تلك الأيقونات (تواصل معنا، للتواصل، راسلنا... وغيرها) إلا أن أغلبها يدخلك في دائرة مفرغة تنتهي بقيام المستخدم بإغلاق المتصفح أو التطبيق، والبحث عن وسيلة بديلة تعيده إلى عصر ما قبل الإنترنت.

في مؤسسة حكومية غير خدمية قد يمكن البحث عن عذر حتى ولو لم يكن مقنعا، لكن ما يصعب فهمه هو وجود مؤسسة ربحية تستثمر مئات الملايين وتعجز عن الرد على استفسار عميل متوقع أو شكوى عميل قديم.

والحال كذلك فيما يتعلق بوجود هذه المؤسسات في محركات البحث أو خرائط قوقل، إضافة إلى معلومات رئيسة تتيح للإنسان الوصول إلى خيط ولو طويل يقوده إلى هذه المؤسسات.

الأمثلة كثيرة يضاف في كل يوم إليها عشرات الأمثلة، وطالما بقي السبب في هذه الظاهرة غير معروف.. فسيبقى العجب!

Unitedadel@