الجودة في الثورة الصناعية الرابعة
الاحد / 13 / ذو القعدة / 1443 هـ - 20:04 - الاحد 12 يونيو 2022 20:04
منذ أن بادرت ألمانيا بإطلاق مفهوم الجودة 4.0 في عام 2011، ودمج مميزاتها في الإنتاج الصناعي، لاقت قبولا واسعا عند متخذي القرار في الحكومات وبين المهنيين في الشركات الكبرى ولفتت أنظار الباحثين في تطوير الجودة، التي طالت قطاعات مختلفة مثل الزراعة والصحة والقطاعين الصناعي والتقني جعل هذا العنوان -الجودة 4.0- يتصدر بشكل واضح المؤتمرات والمعارض في الآونة الأخيرة.
الجودة 4.0 مصطلح جديد أصبح منهجا مستحدثا في إدارة الجودة، خاصة مع التطور الكبير في الاتصالات وتقنية المعلومات والتي أحدثت تحولا كبيرا في القطاع الصناعي، بعد ظهور مصطلح الصناعة 4.0 ليتم إدخاله عموديا في القطاعات الأخرى كالزراعة 4.0، وقطاع الخدمات اللوجستية 4.0، والخدمات 4.0، والصحة 4.0، والجودة 4.0 يلخص لنا بشكل مباشر أثر الثورة الصناعية الرابعة على القطاعات الأخرى.
من خلال هذا النهج الموسع في إدارة الجودة، حيث يتم دمج التقنيات الناشئة مع ممارسات إدارة الجودة التقليدية -التحكم بالجودة QC، ضمان الجودة QA، إدارة الجودة الشاملة TQM- لتوسيع نطاق وتحسين إدارة الجودة مدعوما بالتقنيات الناشئة، على سبيل المثال لا الحصر AI، ML، البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء الصناعي IIoT، أدت هذه التقنيات وآثارها الإيجابية في تحسين المنتجات والخدمات والأداء التنظيمي والتشغيلي بشكل شمولي عام.
فالرقابة على العمليات الإنتاجية وأثرها على المنتج في وقت واحد، ومقارنة العيوب بالأسباب قللت من تكاليف الجودة الباهظة ومن هدر الموارد، وحسنت جودة اتخاذ القرارات المدعوم بالتدفق السلس للبيانات، كما يحسن إدارة سلاسل قيمة الإمداد لأداء مؤسسي متميز يدير ويتنبأ بالمخاطر ويعزز استدامة الأعمال كما يحفز الإبداع والابتكار.
كل هذا الطرح السابق، رأيته وسمعت الكثير حوله في المؤتمر الوطني الثامن للجودة والذي انطلق في السادس من يونيو الجاري برعاية معالي وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي والذي كان ثريا بتواجد أصحاب المعالي والسعادة والباحثين والمختصين، كما تم اختيار ضيف هذا العام الوفد البريطاني ذو التجربة الطويلة في عالم الجودة.
أيضا أتيحت لي الفرصة بالمشاركة والتي كانت بعنوان – الربح عن طريق الجودة – والتي ناقشنا فيها تجربة عملاق الاتصالات وتقنية المعلومات - شركة هواوي - التي تدعم سياساتها بتمكين مدراء الأعمال لزرع مفهوم الربح عن طريق الجودة والذي يبدأ من المستوى التشغيل اليومي المعتمد على الجودة في الأداء والتفاني ليأخذ المواهب الدولية في طريق رحلة الجودة والتحسين المستمر إلى إنشاء منتجات وخدمات ومبادرات تلبي احتياجات أصحاب المصلحة، من خلال علاقة متينة مع أصحاب المصلحة وأنظمة مدعومة بالتقنيات الناشئة تساعد على إدارة متكاملة للجودة بشكل مؤتمت ومباشر، وصرف سخي ومقنن على البحث والتطوير والابتكار للاستشراف المستقبلي المتنوع والمستمر.
ومن نافلة القول، جهود الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الواضحة لتعزيز مفاهيم الجودة بإطلاق المبادرة النوعية «سفراء الجودة» ليصل عدد سفراء الجودة في جميع أنحاء المملكة إلى 7500 سفير وسفيرة، ورأينا المؤتمر الوطني الثامن للجودة في المدينة المنورة ليكمل هذه الجهود المضنية، ويخرج لنا بعدة توصيات، إحداها إطلاق المؤشر الوطني للجودة لقياس أداء المؤسسات وتصنيفها وفق معايير الجودة، لتحفيز المؤسسات في القطاع العام والخاص والقطاع غير الربحي ورواد الأعمال على تبني المنهجيات والأدوات الممكنة للجودة الشاملة والتنمية المستدامة، وفي الختام نتمنى أن نرى الدورة القادمة تستضاف في مكة المكرمة لنأخذ الجودة المستدامة في جولة على وطن طموح.
fahadnalarjani@
الجودة 4.0 مصطلح جديد أصبح منهجا مستحدثا في إدارة الجودة، خاصة مع التطور الكبير في الاتصالات وتقنية المعلومات والتي أحدثت تحولا كبيرا في القطاع الصناعي، بعد ظهور مصطلح الصناعة 4.0 ليتم إدخاله عموديا في القطاعات الأخرى كالزراعة 4.0، وقطاع الخدمات اللوجستية 4.0، والخدمات 4.0، والصحة 4.0، والجودة 4.0 يلخص لنا بشكل مباشر أثر الثورة الصناعية الرابعة على القطاعات الأخرى.
من خلال هذا النهج الموسع في إدارة الجودة، حيث يتم دمج التقنيات الناشئة مع ممارسات إدارة الجودة التقليدية -التحكم بالجودة QC، ضمان الجودة QA، إدارة الجودة الشاملة TQM- لتوسيع نطاق وتحسين إدارة الجودة مدعوما بالتقنيات الناشئة، على سبيل المثال لا الحصر AI، ML، البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء الصناعي IIoT، أدت هذه التقنيات وآثارها الإيجابية في تحسين المنتجات والخدمات والأداء التنظيمي والتشغيلي بشكل شمولي عام.
فالرقابة على العمليات الإنتاجية وأثرها على المنتج في وقت واحد، ومقارنة العيوب بالأسباب قللت من تكاليف الجودة الباهظة ومن هدر الموارد، وحسنت جودة اتخاذ القرارات المدعوم بالتدفق السلس للبيانات، كما يحسن إدارة سلاسل قيمة الإمداد لأداء مؤسسي متميز يدير ويتنبأ بالمخاطر ويعزز استدامة الأعمال كما يحفز الإبداع والابتكار.
كل هذا الطرح السابق، رأيته وسمعت الكثير حوله في المؤتمر الوطني الثامن للجودة والذي انطلق في السادس من يونيو الجاري برعاية معالي وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي والذي كان ثريا بتواجد أصحاب المعالي والسعادة والباحثين والمختصين، كما تم اختيار ضيف هذا العام الوفد البريطاني ذو التجربة الطويلة في عالم الجودة.
أيضا أتيحت لي الفرصة بالمشاركة والتي كانت بعنوان – الربح عن طريق الجودة – والتي ناقشنا فيها تجربة عملاق الاتصالات وتقنية المعلومات - شركة هواوي - التي تدعم سياساتها بتمكين مدراء الأعمال لزرع مفهوم الربح عن طريق الجودة والذي يبدأ من المستوى التشغيل اليومي المعتمد على الجودة في الأداء والتفاني ليأخذ المواهب الدولية في طريق رحلة الجودة والتحسين المستمر إلى إنشاء منتجات وخدمات ومبادرات تلبي احتياجات أصحاب المصلحة، من خلال علاقة متينة مع أصحاب المصلحة وأنظمة مدعومة بالتقنيات الناشئة تساعد على إدارة متكاملة للجودة بشكل مؤتمت ومباشر، وصرف سخي ومقنن على البحث والتطوير والابتكار للاستشراف المستقبلي المتنوع والمستمر.
ومن نافلة القول، جهود الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الواضحة لتعزيز مفاهيم الجودة بإطلاق المبادرة النوعية «سفراء الجودة» ليصل عدد سفراء الجودة في جميع أنحاء المملكة إلى 7500 سفير وسفيرة، ورأينا المؤتمر الوطني الثامن للجودة في المدينة المنورة ليكمل هذه الجهود المضنية، ويخرج لنا بعدة توصيات، إحداها إطلاق المؤشر الوطني للجودة لقياس أداء المؤسسات وتصنيفها وفق معايير الجودة، لتحفيز المؤسسات في القطاع العام والخاص والقطاع غير الربحي ورواد الأعمال على تبني المنهجيات والأدوات الممكنة للجودة الشاملة والتنمية المستدامة، وفي الختام نتمنى أن نرى الدورة القادمة تستضاف في مكة المكرمة لنأخذ الجودة المستدامة في جولة على وطن طموح.
fahadnalarjani@