الرأي

وصايا في مجال الأعمال

بسام فتيني
‏هذه وصايا خرجت بها قريحتي الموقرة لكل من يسأل عن مجال الأعمال وهي خلاصة تجاربي إن أعجبتك فخذ بها وإن اختلفت معي فيها فاتركها؛ لكنك يوما ما قد تشكرني عليها. فبسم الله وعلى بركة الله أقول:

‏احذر من استغلالك مجانا ووثق تعاملاتك بعقود؛ فكلمة الشرف ليست عقدا في وقتنا الحالي للأسف، واحذر من المجاملات 1000 مرة، ولا تتعجل بالصرف الباذخ (سفر - سيارة فارهة - كماليات) وابدأ صغيرا وخطط طويلا ثم انطلق سريعا، ولا تنخدع بالوعود. ‏

وحتى تكون صاحب عمل على الأغلب يجب أن تبدأ كموظف لذلك عليك استهداف الوظائف ذات العلاقة بمجال عملك المنشود مستقبلا، بمعنى (لو كنت تحلم بتملك مطعم اعمل كموظف في مطعم) ولا تتردد أبدا في الالتحاق بدورات تدريبية متخصصة (مالية -HR - تسويق -PMP ).

ولا توظف أي شخص في منشأتك تحت بند المجاملة (يقولون ما فيه خير أحسن من أن تكون نهايتك مديونا) وتعلم جيدا كيف تحافظ على التدفقات النقدية؛ فأغلب شباب الأعمال قد تتساوى بنود الصرف مع الدخل فيجد نفسه يستحصل مبالغ عالية لكن يصرف ما يعادلها وأحيانا يصرف أكثر مما يحصد؛ فيقع في المحظور.

‏ولا تكذب أبدا حين تتحدث عن إمكانات وقدرات فريقك أو كيانك

و‏حذار من الـ (ش و ك)..

ش = شراكة

و = وكالة

ك = كفالة

‏لا تشارك أي أحد والسلام، ولا توكل من لا تثق فيه وإن كان أقرب المقربين، و‏لا تكفل أحدا حتى وإن كان من الأصدقاء المقربين؛ فحين تقع الفأس في الرأس لن يتضرر أحد سواك، ولن يحاسب غيرك، ولن تنفعك كلمة ياليت، ولن يرحمك النظام والقانون والحق.

وتذكر دائما أن هناك على الأغلب عدة أنواع لتواجدك كتاجر في قطاع الأعمال ‏فقد تكون مستثمرا (ويطول الشرح في هذا النوع، لكنه باختصار يجعلك تضع قدما على قدم وتأتيك الأرباح)، لكن بالطبع هذا لمن يملك المال، وقد تكون رائد أعمال وأيضا يطول الشرح، لكن باختصار هو أن تقف بنفسك على عمل يكون فيه ميزة مضافة وإبداع، أو ‏كشريك إداري تتواجد بخبرتك وعلمك في مشروع وتستحصل منه على نسبة من الأرباح، ‏وهناك ميزة التعاقد بفكرة الامتياز التجاري (فرنشايز) وهي من الفرص الجيدة لمن يود الانطلاق مباشرة؛ فمثلا مطاعم (الدجاج الشهير) تعطي للشباب وكالات لفتح فروع تحمل نفس اسم البراند مع الدعم الكامل لإنجاحه، وقد تكون صاحب مهنة نوعية (مستشار - محامي - مدرب). ‏

وأعتقد أن أهم نقطة يغفل عنها بعض أصحاب المشاريع (الإعلان – التسويق - الترويج الالكتروني) فما فائدة أن يكون لك مطعم جميل ولا يعرفه أحد؟ ‏وأن يكون منتجك متميزا لكن لا يعرفه أحد؟ وأن تؤسس مشروعا بمبلغ باهظ ثم لا يعرفه أحد؟ كن ذكيا من البداية وخصص ميزانية للإعلان والترويج والنشر.

واحذر ممن يضيع وقتك بكثرة الاجتماعات واستنزاف وقتك.



واحذر من مدمني «الهياط» والذين يتحدثون عن أملاكهم الخيالية وعندما تطلب منهم دفعة للبدء بالعمل يتهرب! ‏ولا يخدعوك بالمشاريع التي لا تصدق؛ فيجب أن يكون المشروع (منطقي – قانوني - أخلاقي) تذكر هذه الثلاث دائما في كل شيء.

وفي مجال الأعمال ‏يجب أن تكون مفاوضا جيدا، ولا تتردد في التعلم وأخذ دورات في مهارات التفاوض، سيفيدك ذلك كثيرا في الاجتماعات التي يتم ترتيبها للتفاوض حول عرض سعر أو تقديم خدمات لعميل، ولا تتنازل عن قيمة عملك الحقيقية كن منطقيا في طلب ما تستحق وكن مقنعا حين تطلب هذا المقابل.. والحديث يطول لكن أكتفي بما سبق وإني لك من الناصحين.

BASSAM_FATINY@