هل تطفئ روسيا غضبها بإلغاء المونديال؟
العقيلي: البطولة ستخفف الضغوطات السياسية وتمحو الصورة النمطية عن الخليج
الاحد / 6 / ذو القعدة / 1443 هـ - 00:00 - الاحد 5 يونيو 2022 00:00
ربما يخلو مونديال قطر 2022 من قطبي الصراع العالمي العسكري في الوقت الحالي، (روسيا وأوكرانيا) بعد أن دخلت حربهما الدائرة حاليا يومها الـ 102.
وتم استبعاد المنتخب الروسي من المونديال عقب غزوه أوكرانيا، فيما قد يغيب المنتخب الأوكراني أيضا حال خسر اليوم أمام نظيره الويلزي في الملحق الأوروبي واللعب في المجموعة الثانية إلى جانب إنجلترا والولايات المتحدة وإيران، فيما سيكون المنتخب الأوكراني حاضرا ومتصدرا للمشهد في المونديال حال تأهله.
ولا يزال مونديال قطر الذي تبقى على انطلاقته 169 يوما، مهددا بالإلغاء حال عدم إنهاء الإشكال الحالي بين روسيا وأوكرانيا وحدوث حرب عالمية ثالثة بين المعسكرين الشرقي والغربي.
دوافع لاغتيال المونديال
يسيطر الغضب على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بسبب قرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» باستبعاد المنتخب الروسي من المونديال، حيث يدفعها ذلك لرغبة جامحة في إخفاء أي ملامح سعادة أو استقرار غربي إعلاميا، كما أن حرق المونديال سيكون انتصارا للقناعة الروسية، وقنبلة في وجوه قادة الغرب ومنتخباتهم بحرمانهم من هذا المحفل.
كما أن انحياز قطر البلد المستضيف للمونديال، إلى المعسكر الغربي في قضية أوكرانيا، ومنافسة روسيا على أسواق الغاز العالمية عاملان جديدان لإغضاب الروس.
وتحاول روسيا إلغاء المونديال لإثبات قوتها أولا ومن ثم إثبات عجز المعسكر الغربي عن تأمين إقامة البطولة.
العقيلي: الاستغلال السياسي بالمونديال مرفوضيرى المحلل السياسي سليمان العقيلي أنه في حال تأهل أوكرانيا إلى المونديال، ربما يحدث ذلك حالة تعاطف دولي نسبي مع الأزمة الأوكرانية خاصة في مباريات المنتخب الأوكراني وربما في أجواء البطولة.
وأضاف العقيلي لـ»مكة» قائلا «عقب حرمان المنتخب الروسي وجمهوره من البطولة لا يتوقع المراقبون أن تحدث إشكالات ذات طبيعة سياسية أو أمنية».
وتابع «الحياد الذي أبدته حكومات وشعوب منطقة الخليج ومحاولتهم الابتعاد عن الاستقطاب السياسي في أوروبا، يقود للتوقع بأن الانعكاسات الأمنية والسياسية للحرب في أوكرانيا على المونديال وأجوائه ستكون ضعيفة، ولا يتوقع أن تتعدى الجانب المعنوي إذا حرص الجمهور الأوكراني على استجلاب التعاطف».
وأردف «على عكس المخاوف السلبية فان تركيز العالم على مباريات المونديال سيصرف الانتباه عن الأزمات السياسية وفي صدارتها الأزمة الأوكرانية مما يخفف الضغوطات السياسية ويعطي العالم فرصة الهروب من الاختناق السياسي».
تدخل سياسي نسبي بالرياضة
ووصف العقيلي حرمان روسيا منمونديال قطر بالأمر النادر في كرة القدم، وقال» القرار يعكس التدخل النسبي للسياسة في الرياضة العالمية، وهذا يذكرنا بمقاطعة الولايات المتحدة وحلفائها (ومنهم السعودية) لأولمبياد موسكو عام 1980 بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان.
ولتعاطف العالم الإسلامي مع الشعب الأفغاني حينها وتنديده بالغزو الشيوعي لبلد مسلم فقد كان أولمبياد 1980 في موسكو معزولا وقوطع على نطاق واسع.
لكن الأمر في قطر يختلف تماما، فروسيا ليست منظمة للمونديال وقد استبعدت وهذا ربما يخفف من التأثير على مباريات كأس العالم التي تحرص الدولة المنظمة (قطر) أن يكون أكبر من مناسبة رياضية».
محو الصورة النمطية عن الخليجوأشار العقيلي إلى أن تنظيم المونديال للمرة الأولى في الخليج لن يكون حدثا رياضيا فحسب، بل ستحرص قطر وجيرانها في مجلس التعاون لتحويله إلى مناسبة ثقافية واقتصادية تمحو بها الصورة النمطية عن منطقة الخليج التي عرفت بأنها ساحة حروب (شهدت 3 حروب في 3 عقود) ومركز لعدم الاستقرار والتهديدات الأمنية لأمن الطاقة لعالمية.
وقال العقيل «نهائيات كأس العالم التي سيفد لها ملايين المشجعين من مختلف دول العالم، ويتابعها عبر الشاشات مليارات المشاهدين ستكون تحت الأضواء العالمية لنحو شهر وهو ما يوفر فرصة ذهبية للمنظمين والمستضيفين بمن فيهم جيران قطر لإبراز الوجه الآخر للمنطقة والاستعانة في البعد الثقافي والعمق الحضاري والوجه الإنساني لمنطقة تحملت أعباء طموحات القوى الدولية والإقليمية».
وأضاف المحلل السياسي «إن وجود أكبر مسابقة رياضية دولية ذات شعبية عالمية ستهدي لهذه المنطقة فرصة لتجسيد دور المنطقة في السلام العالمي وتحويل أرضها إلى بيئة لتلاقح الثقافات وتصاهر الحضارات وسيجد العرب والخليجيون أنهم رواد هذه المهمة الإنسانية التي ظلت لسنين في منابر النخب الدينية والثقافية».
ويرى العقيل أن فكرة استغلال السياسة لهذا العرس الرياضي العالمي أمر غير مقبول وستحرص الدولة المنظمة والمنطقة كلها على تجنبه.
أحداث عسكرية أثرت على المونديال:
1938: استضافت فرنسا النسخة الثالثة من كأس العالم قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بعد أن بدأت أولى المعارك بين ألمانيا وبولندا، وأدى ذلك لانسحاب منتخبات منها النمسا.
1938: استبعد المنتخب الإسباني من كأس العالم بسبب اندلاع حرب أهلية فيها بين عامي 1937 و1938.
1949: لم يسمح لألمانيا واليابان بالمشاركة في التصفيات نظرا للأحداث السياسية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية.
1950: تسببت الحرب العالمية الثانية في توقف كأس العالم 12 عاما، قبل أن تعود النسخة الرابعة في 1950.
1958: انسحبت منتخبات مصر والسودان وتركيا واندونيسيا من التصفيات بسبب مشاركة إسرائيل كفريق آسيوي في ذلك الوقت كان عليه مواجهة فرق أفريقية وآسيوية من أجل الذهاب للسويد البلد المستضيف للبطولة.
1974: انسحب منتخب الاتحاد السوفيتي من التصفيات بسبب الانقلاب العسكري عام 1973
1982: خلال مونديال إسبانبا حدثت مناقشات حادة داخل الحكومة البريطانية حول مشاركة إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا، خوفا من مواجهة فرقها لمنتخب الأرجنتين في العام التي نشبت فيه حرب فوكلاند، الحرب التي دارت بينهم وبين الأرجنتين، لكن بريطانيا قررت المشاركة بعدما انتهت الحرب يوم افتتاح البطولة، ولم تحدث أي مواجهة بين الأرجنتين ومنتخبات بريطانيا الثلاثة.
2022: انسحب منتخب بولندا من مواجهة روسيا، تبعه المنتخب السويدي بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
2022: بسبب حرب روسيا على أوكرانيا تم حرمان روسيا من خوض الملحق المؤهل لمونديال قطر
وتم استبعاد المنتخب الروسي من المونديال عقب غزوه أوكرانيا، فيما قد يغيب المنتخب الأوكراني أيضا حال خسر اليوم أمام نظيره الويلزي في الملحق الأوروبي واللعب في المجموعة الثانية إلى جانب إنجلترا والولايات المتحدة وإيران، فيما سيكون المنتخب الأوكراني حاضرا ومتصدرا للمشهد في المونديال حال تأهله.
ولا يزال مونديال قطر الذي تبقى على انطلاقته 169 يوما، مهددا بالإلغاء حال عدم إنهاء الإشكال الحالي بين روسيا وأوكرانيا وحدوث حرب عالمية ثالثة بين المعسكرين الشرقي والغربي.
دوافع لاغتيال المونديال
يسيطر الغضب على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بسبب قرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» باستبعاد المنتخب الروسي من المونديال، حيث يدفعها ذلك لرغبة جامحة في إخفاء أي ملامح سعادة أو استقرار غربي إعلاميا، كما أن حرق المونديال سيكون انتصارا للقناعة الروسية، وقنبلة في وجوه قادة الغرب ومنتخباتهم بحرمانهم من هذا المحفل.
كما أن انحياز قطر البلد المستضيف للمونديال، إلى المعسكر الغربي في قضية أوكرانيا، ومنافسة روسيا على أسواق الغاز العالمية عاملان جديدان لإغضاب الروس.
وتحاول روسيا إلغاء المونديال لإثبات قوتها أولا ومن ثم إثبات عجز المعسكر الغربي عن تأمين إقامة البطولة.
العقيلي: الاستغلال السياسي بالمونديال مرفوضيرى المحلل السياسي سليمان العقيلي أنه في حال تأهل أوكرانيا إلى المونديال، ربما يحدث ذلك حالة تعاطف دولي نسبي مع الأزمة الأوكرانية خاصة في مباريات المنتخب الأوكراني وربما في أجواء البطولة.
وأضاف العقيلي لـ»مكة» قائلا «عقب حرمان المنتخب الروسي وجمهوره من البطولة لا يتوقع المراقبون أن تحدث إشكالات ذات طبيعة سياسية أو أمنية».
وتابع «الحياد الذي أبدته حكومات وشعوب منطقة الخليج ومحاولتهم الابتعاد عن الاستقطاب السياسي في أوروبا، يقود للتوقع بأن الانعكاسات الأمنية والسياسية للحرب في أوكرانيا على المونديال وأجوائه ستكون ضعيفة، ولا يتوقع أن تتعدى الجانب المعنوي إذا حرص الجمهور الأوكراني على استجلاب التعاطف».
وأردف «على عكس المخاوف السلبية فان تركيز العالم على مباريات المونديال سيصرف الانتباه عن الأزمات السياسية وفي صدارتها الأزمة الأوكرانية مما يخفف الضغوطات السياسية ويعطي العالم فرصة الهروب من الاختناق السياسي».
تدخل سياسي نسبي بالرياضة
ووصف العقيلي حرمان روسيا منمونديال قطر بالأمر النادر في كرة القدم، وقال» القرار يعكس التدخل النسبي للسياسة في الرياضة العالمية، وهذا يذكرنا بمقاطعة الولايات المتحدة وحلفائها (ومنهم السعودية) لأولمبياد موسكو عام 1980 بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان.
ولتعاطف العالم الإسلامي مع الشعب الأفغاني حينها وتنديده بالغزو الشيوعي لبلد مسلم فقد كان أولمبياد 1980 في موسكو معزولا وقوطع على نطاق واسع.
لكن الأمر في قطر يختلف تماما، فروسيا ليست منظمة للمونديال وقد استبعدت وهذا ربما يخفف من التأثير على مباريات كأس العالم التي تحرص الدولة المنظمة (قطر) أن يكون أكبر من مناسبة رياضية».
محو الصورة النمطية عن الخليجوأشار العقيلي إلى أن تنظيم المونديال للمرة الأولى في الخليج لن يكون حدثا رياضيا فحسب، بل ستحرص قطر وجيرانها في مجلس التعاون لتحويله إلى مناسبة ثقافية واقتصادية تمحو بها الصورة النمطية عن منطقة الخليج التي عرفت بأنها ساحة حروب (شهدت 3 حروب في 3 عقود) ومركز لعدم الاستقرار والتهديدات الأمنية لأمن الطاقة لعالمية.
وقال العقيل «نهائيات كأس العالم التي سيفد لها ملايين المشجعين من مختلف دول العالم، ويتابعها عبر الشاشات مليارات المشاهدين ستكون تحت الأضواء العالمية لنحو شهر وهو ما يوفر فرصة ذهبية للمنظمين والمستضيفين بمن فيهم جيران قطر لإبراز الوجه الآخر للمنطقة والاستعانة في البعد الثقافي والعمق الحضاري والوجه الإنساني لمنطقة تحملت أعباء طموحات القوى الدولية والإقليمية».
وأضاف المحلل السياسي «إن وجود أكبر مسابقة رياضية دولية ذات شعبية عالمية ستهدي لهذه المنطقة فرصة لتجسيد دور المنطقة في السلام العالمي وتحويل أرضها إلى بيئة لتلاقح الثقافات وتصاهر الحضارات وسيجد العرب والخليجيون أنهم رواد هذه المهمة الإنسانية التي ظلت لسنين في منابر النخب الدينية والثقافية».
ويرى العقيل أن فكرة استغلال السياسة لهذا العرس الرياضي العالمي أمر غير مقبول وستحرص الدولة المنظمة والمنطقة كلها على تجنبه.
أحداث عسكرية أثرت على المونديال:
1938: استضافت فرنسا النسخة الثالثة من كأس العالم قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بعد أن بدأت أولى المعارك بين ألمانيا وبولندا، وأدى ذلك لانسحاب منتخبات منها النمسا.
1938: استبعد المنتخب الإسباني من كأس العالم بسبب اندلاع حرب أهلية فيها بين عامي 1937 و1938.
1949: لم يسمح لألمانيا واليابان بالمشاركة في التصفيات نظرا للأحداث السياسية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية.
1950: تسببت الحرب العالمية الثانية في توقف كأس العالم 12 عاما، قبل أن تعود النسخة الرابعة في 1950.
1958: انسحبت منتخبات مصر والسودان وتركيا واندونيسيا من التصفيات بسبب مشاركة إسرائيل كفريق آسيوي في ذلك الوقت كان عليه مواجهة فرق أفريقية وآسيوية من أجل الذهاب للسويد البلد المستضيف للبطولة.
1974: انسحب منتخب الاتحاد السوفيتي من التصفيات بسبب الانقلاب العسكري عام 1973
1982: خلال مونديال إسبانبا حدثت مناقشات حادة داخل الحكومة البريطانية حول مشاركة إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا، خوفا من مواجهة فرقها لمنتخب الأرجنتين في العام التي نشبت فيه حرب فوكلاند، الحرب التي دارت بينهم وبين الأرجنتين، لكن بريطانيا قررت المشاركة بعدما انتهت الحرب يوم افتتاح البطولة، ولم تحدث أي مواجهة بين الأرجنتين ومنتخبات بريطانيا الثلاثة.
2022: انسحب منتخب بولندا من مواجهة روسيا، تبعه المنتخب السويدي بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
2022: بسبب حرب روسيا على أوكرانيا تم حرمان روسيا من خوض الملحق المؤهل لمونديال قطر