جيل الطيبين المقدس!
الخميس / 3 / ذو القعدة / 1443 هـ - 20:33 - الخميس 2 يونيو 2022 20:33
بعيدا عن الجدل الدائر في الأيام الفائتة حول حديث أحد الأطباء عما يسمى (بجيل الطيبين) وموقفه منهم، سواء كان منطقيا أو متجنيا،لقد شد انتباهي ذلك العرفان الجمعي من قبل المعلقين، وهو بلا شك تقدير مستحق، وإشادة مطلوبة تجاه جيل بأكمله، قدم لنا الكثير من وقته وحسن تعهده للأجيال، سواء لجيلنا أو الجيل الذي قبلنا.
ولو تأملنا الواقع: لوجدنا أن الكثير من الآباء والمربين، والمفكرين، يقدمون جليل جهودهم، وعصارة خبراتهم وصنوف معارفهم، للنفع العام بسخاء جم، وسعادة غامرة، كل حسب موقعه، كوالدين، أو أساتذة، وخبراء، وعلماء.. الجميع بلا استثناء.
وهي ذات الصورة المتوقعة والمنطبقة على الأجيال التي سبقتنا في بذل النفيس نحو بناء جيل منتفع ونافع، ويكفيك من جمال ذلك المشهد والذي يعد مشهدا مألوفا وشائعا في جيلهم، أن ترى كيف كان الآباء يسلمون فلذات أكبادهم للمعلمين طالبين منهم الأخذ بيد من عصى على أبنائهم، كنوع من تمام الحرص والشعور بالمسؤولية تجاه مستقبل أبنائهم، بغض النظر عن الوسيلة، التي كانت إحدى الوسائل التربوية التي وصلوا إليها، ولو اهتدوا لغيرها لم يبخلوا ولم يقصروا (يقينا)!
إذن لا مجال للتشكيك في عطاءاتهم تجاه الجيل الذي كان تحت أيديهم وشكر الله لهم ذلك العطاء الوافر، والجهد الزاخر الذي مهما كتبت عنه أقلامنا، وتحدثت به ألسنتنا لما أوفتهم بشيء من الحق.
لكن ومع كل تلك الصور المشرفة والمشرقة هل نستطيع أن نقول عنهم «جيل ملائكي أو مقدس»؟! بطبيعة الحال لا! فكما أن هناك أناسا أخلصوا وتفانوا هناك آخرون قصروا وتأخروا، سواء في حق أنفسهم أو فيمن يعولون ويرعون! وهي مظاهر سلبية لا يكاد يخلو منها جيل من الأجيال، ومع ذلك هذا لا يعطينا الحق في تعميم تلك السلبيات ووصم جيل كامل بها وإلا لكانت أجيالنا والتي تلينا في أواخر السلالم!
ولكن هل تعطينا طيبتهم وبساطتهم ونقاء قلوبهم الحق في تسميتهم بـ (بجيل الطيبين)؟!! من أعطاهم هذه التزكية ولو من باب العرفان وعلى أي مقياس ومعيار؟!! يستحقونها نعم كوصف عام تقديري، وليس كحق مقدس!
بعض ممن يستخدم هذا الوصف، ينظر لما يسمى (بجيل الطيبين) -وأقول بعضا- ممن يستخدم هذا الوصف: يجرد الجيل الذي تلاه من كل خير وطيبة ونفع وصلاح وتقدم! إن لم ينظر إليه بنظرة تشاؤمية لا يرى معها بصيص أمل من صلاح ونفع! وكأن الخير والمعالي ومحامد الشيم والخلال ماتت بذهاب (جيل الطيبين)!! بل بعضهم لا يتصور أن يقوم للأجيال التالية قائمة إلا إذا عاد (جيل الطيبين)!! ولا يتقبل فكرة أن في هذه الأجيال ما يوازيهم من (كل) أصناف الطيبة التي ميزتهم بل فضلا عن تفوقهم عليه بأضعاف مضاعفة!
كيف لا وأنت تتحدث عن جيل جديد متعلم، واع، مثقف، مقبل على المعارف، معطاء، منصف ومحب (لجيل الطيبين)، ولكنه نسخة مختلفة، وإن شئت (متطورة) عنهم!
ولا يركز إلا على سلبيات الجيل الجديد وكأنها خلت في (جيل الطيبين) أو غيرهم!
عزيزي (المتشنج) (لجيل الطيبين): على رسلك ولا تحجر واسع، ولا تزعزع ثقة الجيل الجديد في نفسه، وتهون من قدره، وتحتقر تقدميته فقط كونه ليس من (جيل الطيبين) الذي تكاد توصله بتلك الثناءات الحصرية لحد (القداسة)!
قناعة: أنعم بجيل كان الطيب مخبره ومظهره، وأهلا بجيل ممتن لسعيه وسائر على خطاه ومتفوقا عليه، ومرحبا بجيل آت جامع للحسنيين.
ما يصلح لجيل ليس بالضرورة أن يكون صالحا للجيل الذي يليه، وإلا ما قيمة المعارف في البناء والتطوير.
أنعم بلحظاتك وجمال أوقاتك، فربما يأتي زمان يقال عنك من (جيل المفلحين)!!، فلو علم (جيل الطيبين) ما سيوصم به عصرهم لما تمسكوا بجماليات (جيل ما قبل الطيبين).
@Mjabbar11
ولو تأملنا الواقع: لوجدنا أن الكثير من الآباء والمربين، والمفكرين، يقدمون جليل جهودهم، وعصارة خبراتهم وصنوف معارفهم، للنفع العام بسخاء جم، وسعادة غامرة، كل حسب موقعه، كوالدين، أو أساتذة، وخبراء، وعلماء.. الجميع بلا استثناء.
وهي ذات الصورة المتوقعة والمنطبقة على الأجيال التي سبقتنا في بذل النفيس نحو بناء جيل منتفع ونافع، ويكفيك من جمال ذلك المشهد والذي يعد مشهدا مألوفا وشائعا في جيلهم، أن ترى كيف كان الآباء يسلمون فلذات أكبادهم للمعلمين طالبين منهم الأخذ بيد من عصى على أبنائهم، كنوع من تمام الحرص والشعور بالمسؤولية تجاه مستقبل أبنائهم، بغض النظر عن الوسيلة، التي كانت إحدى الوسائل التربوية التي وصلوا إليها، ولو اهتدوا لغيرها لم يبخلوا ولم يقصروا (يقينا)!
إذن لا مجال للتشكيك في عطاءاتهم تجاه الجيل الذي كان تحت أيديهم وشكر الله لهم ذلك العطاء الوافر، والجهد الزاخر الذي مهما كتبت عنه أقلامنا، وتحدثت به ألسنتنا لما أوفتهم بشيء من الحق.
لكن ومع كل تلك الصور المشرفة والمشرقة هل نستطيع أن نقول عنهم «جيل ملائكي أو مقدس»؟! بطبيعة الحال لا! فكما أن هناك أناسا أخلصوا وتفانوا هناك آخرون قصروا وتأخروا، سواء في حق أنفسهم أو فيمن يعولون ويرعون! وهي مظاهر سلبية لا يكاد يخلو منها جيل من الأجيال، ومع ذلك هذا لا يعطينا الحق في تعميم تلك السلبيات ووصم جيل كامل بها وإلا لكانت أجيالنا والتي تلينا في أواخر السلالم!
ولكن هل تعطينا طيبتهم وبساطتهم ونقاء قلوبهم الحق في تسميتهم بـ (بجيل الطيبين)؟!! من أعطاهم هذه التزكية ولو من باب العرفان وعلى أي مقياس ومعيار؟!! يستحقونها نعم كوصف عام تقديري، وليس كحق مقدس!
بعض ممن يستخدم هذا الوصف، ينظر لما يسمى (بجيل الطيبين) -وأقول بعضا- ممن يستخدم هذا الوصف: يجرد الجيل الذي تلاه من كل خير وطيبة ونفع وصلاح وتقدم! إن لم ينظر إليه بنظرة تشاؤمية لا يرى معها بصيص أمل من صلاح ونفع! وكأن الخير والمعالي ومحامد الشيم والخلال ماتت بذهاب (جيل الطيبين)!! بل بعضهم لا يتصور أن يقوم للأجيال التالية قائمة إلا إذا عاد (جيل الطيبين)!! ولا يتقبل فكرة أن في هذه الأجيال ما يوازيهم من (كل) أصناف الطيبة التي ميزتهم بل فضلا عن تفوقهم عليه بأضعاف مضاعفة!
كيف لا وأنت تتحدث عن جيل جديد متعلم، واع، مثقف، مقبل على المعارف، معطاء، منصف ومحب (لجيل الطيبين)، ولكنه نسخة مختلفة، وإن شئت (متطورة) عنهم!
ولا يركز إلا على سلبيات الجيل الجديد وكأنها خلت في (جيل الطيبين) أو غيرهم!
عزيزي (المتشنج) (لجيل الطيبين): على رسلك ولا تحجر واسع، ولا تزعزع ثقة الجيل الجديد في نفسه، وتهون من قدره، وتحتقر تقدميته فقط كونه ليس من (جيل الطيبين) الذي تكاد توصله بتلك الثناءات الحصرية لحد (القداسة)!
قناعة: أنعم بجيل كان الطيب مخبره ومظهره، وأهلا بجيل ممتن لسعيه وسائر على خطاه ومتفوقا عليه، ومرحبا بجيل آت جامع للحسنيين.
ما يصلح لجيل ليس بالضرورة أن يكون صالحا للجيل الذي يليه، وإلا ما قيمة المعارف في البناء والتطوير.
أنعم بلحظاتك وجمال أوقاتك، فربما يأتي زمان يقال عنك من (جيل المفلحين)!!، فلو علم (جيل الطيبين) ما سيوصم به عصرهم لما تمسكوا بجماليات (جيل ما قبل الطيبين).
@Mjabbar11