التخصصات الفرعية في جامعاتنا السعودية!
الاحد / 28 / شوال / 1443 هـ - 19:17 - الاحد 29 مايو 2022 19:17
بدأت مؤخرا بالقراءة حول ممارسة بالغة في الأهمية، ولا أعلم عن سبب غيابها في مؤسساتنا التعليمية، ألا وهي إعطاء الطالب فرصة بأن يدرس تخصصا فرعيا، فضلا عن تخصصه الرئيس خلال المرحلة الجامعية.
والحقيقة أنني وجدت العديد من البحوث والتجارب لهذه الممارسة، والتي تتحدث عن أثرها المباشر وغير المباشر على اقتصاد الدول.
ولا أخفيكم القول بأننا تأخرنا كثيرا، ويجب علينا القيام بهذا الأمر اليوم قبل الغد. هذه المقالة لن تكون كافية لأبين لك، عزيزي القارئ، عن مدى أهمية هذا الأمر لنا، ولا سيما ونحن مقبلون على رؤية واعدة تتطلب من جميع من في هذا الوطن العمل بمهنية عالية لتحقيقها بإذن الله.
وقبل أن أبدأ بسرد بعض فوائد هذه الممارسة المهمة، أود أن أوضح ماهيتها، وهل هي مقبولة عالميا؟ إن نظام التخصص الفرعي هو نظام مرن يتيح للطالب أو الطالبة دراسة تخصص آخر، فضلا عن التخصص الرئيس في الوقت نفسه، ولكن بعدد ساعات أقل؛ أي إن الطالب سيقوم بدراسة بعض من مواد التخصص الفرعي، وهو الأمر الذي سوف يعطيه نظرة أعمق في هذا المجال، فمثلا يستطيع الطالب الملتحق بقسم الاقتصاد في كلية إدارة الأعمال أن يختار قسم الإعلام من كلية الإعلام تخصصا فرعيا له.
وعليه، فإنه سوف يتخرج وتخصصه الرئيس (اقتصاد)، وتخصصه الفرعي (إعلام).
أو أن يقوم طالب آخر من قسم السياحة والفندقة باختيار اللغة الإنجليزية كتخصص فرعي له، وبالتالي سوف يتخرج الطالب وتخصصه الرئيس (إدارة السياحة والضيافة)، وتخصصه الفرعي (لغة إنجليزية).
ونعم، فهي ممارسة عالمية مطبقة في العديد من الدول حول العالم.
وكما ترى، عزيزي القارئ، إذا ما أخذنا النموذجين أعلاه كأمثلة فإنه من المحتمل أن يجد خريج قسم الاقتصاد خيارات وظيفية أكثر مما سبق؛ حيث إنه، وبعد أن دخل مجال الإعلام أكاديميا، قد يتجه له أيضا مهنيا بوصفه إعلاميا متخصصا بالاقتصاد، وهو الأمر الذي لا يخفى على الجميع بأنه ينقص إعلامنا حاليا.
أما بالنسبة للمثال الآخر فأستطيع القول؛ كوني من منطقة المدينة المنورة، بأن أغلب الفنادق العالمية قد تفضل خريج قسم السياحة والفندقة الذي يتحدث اللغة الإنجليزية علاوة على اللغة العربية أكثر من غيره.
قد يقول قائل بأن مدة سنتين قد لا تكفي بأن يتمكن الطالب من إجادة تعلم اللغة الإنجليزية، وهذا صحيح، ولكن هناك برامج أكاديمية فعالة تسمى (الإنجليزية لأغراض محددة)، وربما تتبناها معاهد اللغات الأجنبية في جامعاتنا؛ حيث تقوم بتأهيل وتدريب الطالب لغويا لهدف معين.
الأمثلة أعلاه بينت بعضا من الفوائد المباشرة التي قد تتحقق للطالب إذا ما اختار تخصصا فرعيا خلال رحلته الجامعية، وهنا أود أن أزيدك من الشعر بيتا؛ حيث إن هناك أيضا فوائد أخرى غير مباشرة قد تتحقق من خلال هذه الممارسة، ألا وهي التنوع في العلاقات التي سيخرج بها الطالب؛ حيث إن هذه الممارسة قد تتيح للطالب بناء علاقات مع زملاء له خارج تخصصه الرئيس، وهو الأمر الذي بدوره سيفتح الأبواب ربما لشراكات مستقبلية لم تكن لتتم سابقا، وقد يكون لها بصمة كبيرة في اقتصادنا.
إن مرحلة البكالوريوس قد تعد أهم مرحلة في حياة الشخص؛ ولهذا فإنني أؤمن بأن الجامعة يقع على عاتقها عبء كبير ليس بإعداد الطالب لسوق العمل فقط، وإنما للحياة بشكل عام؛ حيث توفر له البيئة المعرضة (Exposure environment) للعديد من التجارب والفرص التي توسع آفاقه.
وعليه، فإنني أرى بأنه يجب أن تقوم جامعاتنا بعمل تطبيق مبدئي على تخصصات معينة، ودراسة أثرها ومدى قدرتها على القيام بهذا الأمر، وبذلك تستطيع عمل خطة تدريجية للسنوات القادمة؛ لتتمكن من استيعاب هذه الممارسة وتوفيرها لطلابها من أجل مستقبل أفضل.
@SaadMaghamsi
والحقيقة أنني وجدت العديد من البحوث والتجارب لهذه الممارسة، والتي تتحدث عن أثرها المباشر وغير المباشر على اقتصاد الدول.
ولا أخفيكم القول بأننا تأخرنا كثيرا، ويجب علينا القيام بهذا الأمر اليوم قبل الغد. هذه المقالة لن تكون كافية لأبين لك، عزيزي القارئ، عن مدى أهمية هذا الأمر لنا، ولا سيما ونحن مقبلون على رؤية واعدة تتطلب من جميع من في هذا الوطن العمل بمهنية عالية لتحقيقها بإذن الله.
وقبل أن أبدأ بسرد بعض فوائد هذه الممارسة المهمة، أود أن أوضح ماهيتها، وهل هي مقبولة عالميا؟ إن نظام التخصص الفرعي هو نظام مرن يتيح للطالب أو الطالبة دراسة تخصص آخر، فضلا عن التخصص الرئيس في الوقت نفسه، ولكن بعدد ساعات أقل؛ أي إن الطالب سيقوم بدراسة بعض من مواد التخصص الفرعي، وهو الأمر الذي سوف يعطيه نظرة أعمق في هذا المجال، فمثلا يستطيع الطالب الملتحق بقسم الاقتصاد في كلية إدارة الأعمال أن يختار قسم الإعلام من كلية الإعلام تخصصا فرعيا له.
وعليه، فإنه سوف يتخرج وتخصصه الرئيس (اقتصاد)، وتخصصه الفرعي (إعلام).
أو أن يقوم طالب آخر من قسم السياحة والفندقة باختيار اللغة الإنجليزية كتخصص فرعي له، وبالتالي سوف يتخرج الطالب وتخصصه الرئيس (إدارة السياحة والضيافة)، وتخصصه الفرعي (لغة إنجليزية).
ونعم، فهي ممارسة عالمية مطبقة في العديد من الدول حول العالم.
وكما ترى، عزيزي القارئ، إذا ما أخذنا النموذجين أعلاه كأمثلة فإنه من المحتمل أن يجد خريج قسم الاقتصاد خيارات وظيفية أكثر مما سبق؛ حيث إنه، وبعد أن دخل مجال الإعلام أكاديميا، قد يتجه له أيضا مهنيا بوصفه إعلاميا متخصصا بالاقتصاد، وهو الأمر الذي لا يخفى على الجميع بأنه ينقص إعلامنا حاليا.
أما بالنسبة للمثال الآخر فأستطيع القول؛ كوني من منطقة المدينة المنورة، بأن أغلب الفنادق العالمية قد تفضل خريج قسم السياحة والفندقة الذي يتحدث اللغة الإنجليزية علاوة على اللغة العربية أكثر من غيره.
قد يقول قائل بأن مدة سنتين قد لا تكفي بأن يتمكن الطالب من إجادة تعلم اللغة الإنجليزية، وهذا صحيح، ولكن هناك برامج أكاديمية فعالة تسمى (الإنجليزية لأغراض محددة)، وربما تتبناها معاهد اللغات الأجنبية في جامعاتنا؛ حيث تقوم بتأهيل وتدريب الطالب لغويا لهدف معين.
الأمثلة أعلاه بينت بعضا من الفوائد المباشرة التي قد تتحقق للطالب إذا ما اختار تخصصا فرعيا خلال رحلته الجامعية، وهنا أود أن أزيدك من الشعر بيتا؛ حيث إن هناك أيضا فوائد أخرى غير مباشرة قد تتحقق من خلال هذه الممارسة، ألا وهي التنوع في العلاقات التي سيخرج بها الطالب؛ حيث إن هذه الممارسة قد تتيح للطالب بناء علاقات مع زملاء له خارج تخصصه الرئيس، وهو الأمر الذي بدوره سيفتح الأبواب ربما لشراكات مستقبلية لم تكن لتتم سابقا، وقد يكون لها بصمة كبيرة في اقتصادنا.
إن مرحلة البكالوريوس قد تعد أهم مرحلة في حياة الشخص؛ ولهذا فإنني أؤمن بأن الجامعة يقع على عاتقها عبء كبير ليس بإعداد الطالب لسوق العمل فقط، وإنما للحياة بشكل عام؛ حيث توفر له البيئة المعرضة (Exposure environment) للعديد من التجارب والفرص التي توسع آفاقه.
وعليه، فإنني أرى بأنه يجب أن تقوم جامعاتنا بعمل تطبيق مبدئي على تخصصات معينة، ودراسة أثرها ومدى قدرتها على القيام بهذا الأمر، وبذلك تستطيع عمل خطة تدريجية للسنوات القادمة؛ لتتمكن من استيعاب هذه الممارسة وتوفيرها لطلابها من أجل مستقبل أفضل.
@SaadMaghamsi