العالم

لجنة توثيق انتهاكات اليمن تتعهد بكشف المتورطين

في كل مرة يكون فيها الأمر متعلقا بادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان باليمن، يطل الانقلابيون ممثلين بالحوثي وقوات المخلوع صالح، كطرف معرقل لإجراءات التحقيق فيها، حيث أفادت اللجنة الوطنية المكلفة بالتحقيق في ادعاءات انتهاك حقوق الإنسان بأن الانقلابيين لم يستجيبوا لطلبها المتعلق بتعيين ضابط اتصال من قبلهم لاستكمال إجراءاتهم التحقيقية فيما يردهم، في الوقت الذي بادر فيه كل من التحالف العربي والحكومة الشرعية بتعيين ضابطي اتصال بغرض التعاون معها. وخلال فترة الـ5 أشهر الماضية، تمكنت اللجنة الوطنية المستقلة عبر 30 راصد (70% منهم من المحامين والقانونيين كما تقول عضو اللجنة إشراق المقطري)، من رصد وتوثيق والتحقيق في 9816 ادعاء في كل أرجاء اليمن، منها توثيق 3054 حالة قتل لمدنيين، بينهم 129 طفلا و102 من النساء، فيما وثقت سقوط 3906 جرحى نتيجة النزاع المسلح الذي يشهده اليمن. وفيما سلم القائمون على اللجنة تقريرها الأولي الذي أفصحت عنه أمس بمؤتمر صحفي عقدته في السفارة اليمنية بالرياض، إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، شددت على أن التقرير النهائي سيتضمن أسماء القائمين على تلك الانتهاكات، تمهيدا لتقديمه للمؤسسة القضائية ومجلس النواب. وفي المؤتمر الصحفي، أعلن رئيس اللجنة القاضي قاهر علي، أن قضايا الانتهاكات لا تسقط بالتقادم، وأن الضامن الوحيد لإحقاق الحق فيها يعود للقضاء الوطني، مبرزا إمكانية تمديد عمر ولاية اللجنة لسنة إضافية لتتمكن من إنهاء كل التحقيقات في ادعاءات الانتهاكات، فيما شدد زميله عبدالرحمن برمانع على أن أي من يثبت تسببه فيها لن يفلت من العقاب. ولم يتضمن التقرير أية إشارات للتوزيع الجغرافي للحوادث التي تم توثيقها، وأفاد مسؤولوها بأن ذلك الأمر سيؤخذ في الاعتبار خلال إعداد التقرير النهائي. وفيما أشارت اللجنة إلى رصدها وتحقيقها في 387 حالة تتعلق بتجنيد الأطفال، قال عضو اللجنة عبدالرحمن برمان إن هذا العدد لا يعكس فعليا حجم مشكلة تجنيد الأطفال باليمن، مبديا اعتقاده أن هناك آلاف الأطفال قد يكونون مجندين حاليا ويستعدون للتوجه لجبهات القتال. ولم تتطرق اللجنة إلى تحميل أي طرف من أطراف النزاع المسلح مسؤولية ما ثبت من انتهاكات، لكنها خلصت في واحدة من توصياتها إلى تنصل جماعة الحوثي وقوات المخلوع من الالتزام بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد، حيث وثقت 81 حالة ضحية ألغام موزعة بالمدن اليمنية. من جهة أخرى، أعلن فريق تقييم الحوادث المشترك أنه اطلع على ما ذكره الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ادعاء منظمة أطباء بلا حدود بأن التحالف استهدف مدرسة في صعدة. وانطلاقا من المهام الموكلة إليه يود الفريق التأكيد على أنه سيشرع في أولى الخطوات للتحقيق في هذا الادعاء ونشر النتائج حال الانتهاء من ذلك.