الرأي

دور المدراء في بناء بيئة عمل تشجع على الإبداع

سامي السيف
تسعى المؤسسات حول العالم إلى تحقيق التميز والجودة فيما تقوم به من أعمال ومهام وخدمات؛ لذلك نرى أن التكامل المهني والوظيفي داخل كل مؤسسة يسهم في خلق بيئة عمل إيجابية قادرة على العطاء، حيث إن بيئة العمل الصحية يمكن أن تؤثر على أداء الموظف على نحو إيجابي وفعال، وعلى العكس من ذلك، تشكل بيئة العمل السامة أو غير الصحية مصدرا كبيرا للضغط على الموظفين وحتى المدراء؛ لذا من الضروري أن يوفر مقر العمل بيئة العمل الصحية والملائمة لزيادة إنتاجية الموظفين وتوفير راحتهم.

يمكننا تعريف بيئة العمل الصحية بأنها «مكان العمل الذي يضمن سلامة وصحة الموظفين النفسية والجسدية، ويعزز نموهم الوظيفي ويشجعهم على تحقيق أهدافهم».

على المستوى الإجرائي يجب أن يقوم المدراء بتوفير أفكار إبداعية في بيئة العمل، ويعني هذا مجموعة الإجراءات التي يمكنهم القيام بها من أجل تحويل هذه البيئة إلى مكان مريح ومن أجل تعزيز إنتاجية الموظفين وقدرتهم على العطاء.

من المهم في أن يعمد المدير إلى فتح قنوات الحوار مع الموظفين من أجل تحفيزهم، وفي هذه الحالة يمكنه أن يعرف ما يشجعهم على العمل وما يمكن أن يؤثر عليهم بشكل إيجابي أو سلبي، كما يمكنه أن يدرك ما يلهمهم ويزيد قدرتهم على العطاء وعلى تحسين نوعية إنتاجهم، كذلك عليه أن يعرف ما يهتم به كل منهم وما يثير انتباهه وما يفضل القيام به؛ لأن هذا يساعد على تحقيق النجاح في أوساط الفريق ككل.

وكذلك يجب على المدراء التخطيط للنشاطات المشتركة بين الموظفين، حيث تعتبر النشاطات المشتركة عاملا أساسيا من عوامل تحفيز الموظف على العمل والإنتاج، ومن الأفضل في هذه الحالة أن تكون النشاطات ذات طابع مهني ترفيهي في الوقت نفسه؛ فهذا يساعد على تحسين علاقات العاملين فيما بينهم، كما أنه يتيح تقريب وجهات النظر بينهم وبين إداراتهم، ومن الممكن أن يسهم في حل بعض الخلافات وفي إزالة سوء الفهم الذي يمكن أن ينشأ بينهم بسبب الضغوط التي تفرضها بين الحين والآخر ظروف العمل.

ومن العوامل المهمة في بناء بيئة عمل تشجع على الإبداع تشجيع الموظفين على التعبير، حيث يجب أن تسمح الإدارة لكل من الموظفين بالتعبير عن ذاته وبإبراز قدراته وطاقاته وموهبته في مجال ما، ومن المهم أن تمنحهم حرية اختيار الطريقة التي يريدون أن يرتبوا بها مكاتبهم أو محيط عملهم والوسائل التي يرغبون في استخدامها من أجل أداء مهماتهم بها، ومن المهم جدا أن تفتح أمامهم أبواب الابتكار وتقديم الاقتراحات الجديدة.

وكذلك يجب على المدراء تشجيع مواجهة الفشل بإيجابية؛ لأنه من الممكن ألا ينجح الموظف في أداء مهمة موكلة إليه على أكمل وجه، ولهذا فإنه قد يشعر بالفشل ما يمكن أن ينعكس سلبا على أدائه المهني عموما، ولهذا على الإدارة تدارك ذلك والتعامل مع الأمر بطريقة إيجابية، وفي هذه الحالة عليها أن تواجه عدم النجاح بإيجابية وأن ترى فيه مجرد مرحلة يمكن تجاوزها في اتجاه النجاح؛ فالخوف من العقاب يمكن أن يمنع الموظف من التفكير بطريقة عقلانية وبصفاء ذهني ويحد من قدرته على العطاء ومن فاعليته.

وأخيرا يجب على الإدارة الاحتفال بالنجاح كلما أمكن ذلك، مع التركيز على صفات المشاركين أو المشارك في المشروع وتعداد مميزاته والثناء على طريقة عمله؛ فهذا يمكن أن يشيع الحماس والمنافسة الإيجابية في الوسط المهني، كما من المهم أن يحرص على تقديم المكافآت في حال تم بذل جهود إضافية من أجل إتمام مهمة ما، وهذا يعد من ضمن أفضل الأفكار الإبداعية في بيئة العمل.

@SamiAlsaifHR