التكريم يمكن أن ينحرف ويتحول إلى دعوة للفساد، مع أنه ثقافة إدارية جميلة، سادت في كثير من المنظمات العامة والخاصة، عند نهاية العمل كشكر وتقدير لمن قام بأعمال تستحق ثناء قد يقام له احتفالات كبيرة ومآدب طعام أكبر، وقد لا يعدو شهادة شكر غصت بالأخطاء اللغوية.

وفي الغالب يكون التكريم من نصيب المنتهي تكليفهم بأعمال قيادية، وأيضا المنجزين لأعمال برزوا بها، وأيضا المتقاعدين وهذا له أثر إيجابي على المكرم، وعلى زملائه، إذ هو تكريس لصورة ذهنية تتضمن أن من يقدم عملا متميزا، أو يمضي سنوات من التفاني والإخلاص في عمله فسيكون ختام عمله التكريم، لكن عندما يقام تكريم لمسؤول ثبت فساده وكثرت تجاوزاته واستغلاله للوظيفة، والانتفاع غير المشروع منها؛ فالرسالة الضمنية وما يلمح به التكريم للموظفين، أن هذه الجهة تدعو للفساد وتكريم الفاسدين.

وقد يرسخ انطباعا أن أقصر الطرق للتكريم في هذه الجهة هو الفساد، وإن كان ذلك بعلم معاليه فيتحمل المسؤولية. فيكون من الأفضل أن تشرف جهة رقابية على كل تكريم في تلك الجهة حتى لا يفهم الموظفون أن معاليه يدعو للفساد ويشجع الفاسدين، بدلا عن محاربته ومعاقبة الفاسدين.

@drmafareh