العالم

صراع السلطة يفجر الأوضاع في ليبيا

باشاغا يبدأ مهام حكومته من سرت.. ومجلس الدولة يطالبه بالاستقالة

فتحي باشاغا
تسبب الصراع على السلطة في تزايد تفجير الأوضاع في ليبيا، ففي حين أعلن رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا عن بدء ممارسة حكومته عملها من مدينة سرت ابتداء من أمس، دعاه المجلس الأعلى للدولة إلى الاستقالة. وفي كلمة متلفزة أكد باشاغا قدرته على دخول طرابلس بالقوة، وتأثيره على القوى المسلحة على الأرض، موضحا أنه لن يلجأ لهذه الوسائل كما فعلت الحكومات السابقة، وأنه يرفض ذلك حقنا للدماء. وأوضح باشاغا أن دخوله فجر أمس الأول إلى العاصمة تم بسيارتين مدنيتين دون حمل أي سلاح، مؤكدا استقبالهم من بعض الأهالي، قبل أن تقوم ثلاث كتائب أمنية بعض قيادتها مطلوبون دوليا بتحريك الاشتباكات مدعومة بجهة مالية كبرى، لينتج عنها وفاة شخص برصاصة طائشة عندما كان مارا بسيارته من المنطقة.

فاقدة الشرعية

واعتبر باشاغا ما حدث في طرابلس دليل على أن حكومة الدبيبة لا تسيطر على المدينة، وجدد اعتبارها فاقدة للشرعية ومنتهية الولاية، وقال بصددها «لقد عطلت الانتخابات رغم تعهدها بعدم خوضها. وهي حكومة فاقدة للشرعية محليا ودوليا وأخلاقيا، وقد قامت باستغلال المال العام من

أجل شراء الولاءات، وهي مستعدة لإشعال حرب في سبيل الحفاظ على موقعها، واستمرارها يعني أنها ستعيد المشانق إلى ميدان الشهداء في طرابلس كما فعل الاحتلال من قبل». وجدد باشاغا تعهده بعدم الترشح للانتخابات المقبلة. وقال بالخصوص «نحن دعاة دولة ونظام واستقرار،

نؤمن بالعملية الديمقراطية، وقد دفعنا الكثير من الدماء من أجل التداول السلمي للسلطة. وكلنا يريد الانتخابات ولكن السؤال هو من سيقودنا نحو إجرائها».

لسنا طلاب سلطة

وأضاف «لسنا طلابا للسلطة ولا نبحث عن المنفعة الشخصية وأنه وبالرغم من الشبهات التي تدور حول حكومة الدبيبة غير أننا وأثناء انتخابها لم نقف في وجهها حفاظا على استقرار البلاد وتداولنا السلطة بشكل سلمي».

وأشار إلى أنه بالرغم من قوتنا ونفوذنا لم نلجأ لاستخدام السلاح بل لجأنا لما نص عليه الاتفاق السياسي، رغم مواجهة الحكومة لنا بالسب وخطاب الكراهية. ونوه باشاغا بأن دماء مئات الشباب التي سالت من أجل التداول السلمي على السلطة لن تضيع هباء رغم تحايل حكومة الدبيبة من

أجل تعطيل الانتخابات بترشحها للانتخابات رغم تعهدها الدولي بعدم خوضها، وحذر أن حكومة الدبيبة سوف تعيد المشانق إلى ميدان الشهداء إذا استقر حكمها.

فرض الواقع

في المقابل، أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري رفضه محاولة رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا الدخول إلى طرابلس، واعتبر في لقاء مع قناة «ليبيا الأحرار» ليلة الثلاثاء/الأربعاء حكومة باشاغا «محل نزاع»، ودخولها طرابلس بدون توافق

«محاولة فرض أمر واقع مرفوض».

ونصح المشري باشاغا بتقديم استقالته، ودعا رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة إلى قبول التغيير. وقال «الحكومتان لا تريدان الذهاب للانتخابات حتى بعد 5 سنوات، وحكومة الدبيبة لا تستطيع إجراءها، لأن نفوذها مقتصر على طرابلس وبعض المدن. وعلينا التوافق على قاعدة

دستورية وحكومة مصغرة هدفها إجراء الانتخابات فقط».

اشتباكات مسلحة

وكان باشاغا أعلن دخول طرابلس بمعية إحدى الكتائب المسلحة «كتيبة النواصي»، الأمر الذي رفضته كتائب أخرى داعمة لحكومة الدبيبة، قامت بمحاصرة مقر كتيبة النواصي وسط طرابلس. وبعد اشتباكات مسلحة، قام آمر اللواء 444 بالتوسط وتوصل إلى اتفاق يقضي بخروج باشاغا

والقوات التابعة له، وجدد الدبيبة تمسكه بالسلطة.