حلف الناتو.. مصالح أم غطرسة؟!
الأربعاء / 10 / شوال / 1443 هـ - 19:56 - الأربعاء 11 مايو 2022 19:56
تعودنا في أي قراءة سياسية أن نبحث عن المصالح طالما أنها هي معيار العلاقات الدولية البينية، بيد أن ما يلفت أنظار المتابعين للحالة اليوم أمران عجيبان في الحالة الدولية قد يتناقضان مع هذا المفهوم، الأول يتعلق بإصرار الاتحاد الأوروبي على فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على موسكو، فالتحريض الإعلامي على بقية الدول الأوروبية بسرعة الاستغناء عن غاز موسكو أمر في غاية الغرابة دون النظر في إيجاد البدائل الواقعية للطاقة الروسية.
الإعلام الفرنسي تحدث عن أعضاء في مجلس الشيوخ الفرنسي قد عبروا عن استيائهم وبصراحة عن مدى جدوى تلك العقوبات التي ألحقت الضرر بأوروبا نفسها أكثر مما ألحقته بموسكو، فعلى الرغم من قساوة تلك العقوبات وإضرارها بالاقتصاد الروسي إلا أن موسكو من وجهة نظر هؤلاء الأعضاء قد تمكنت من تحييد أثر تلك العقوبات حتى الآن.
الحالة الثانية تتعلق بالولايات المتحدة صاحبة قرار الحظر، فقد قرر الكرملين بيع النفط والغاز للدول غير الصديقة حسب معياره بعملته المحلية الروبل، وبما أن روسيا من كبار منتجي النفط والغاز في العالم فقد تؤثر هذه الخطوة مستقبليا على مكانة الدولار الاقتصادية كعملة احتياطية
عالمية وأداة من أدوات الهيمنة الاقتصادية لواشنطن.
السؤال الآن أين لغة المصالح في هذه الحالة وهي خطوات قد تفسر أنها تجلب الضرر لاقتصاديات حلف الناتو، هذا التساؤل يأتي اليوم بعد الحديث الإعلامي الذي تداولته بعض الوسائل الأمريكية حول فكرة تشريع قانون ضد الدول المصدرة للنفط، وهذه الخطوة الصعبة واللاعقلانية لو تمت فقد تضر بالاقتصاد الأمريكي نفسه وبصورة سلبية جدا، فقد تصبح الأسواق العالمية في حالة فوضى عارمة، وستضرب أسعار النفط أرقاما فلكية ربما لم يشهد لها التاريخ مثيلا، فضلا أن ذلك قد يشجع العديد من الدول المصدرة للنفط بالبيع بعملتها المحلية مثلما فعلت موسكو، وهذه
الخطوة قد تضرب الدولار في الصميم وربما قد يخسر مكانته الدولية كعملة احتياطية مع الذهب.
وفي الختام.. لماذا يتجه حلف الناتو إلى تأزيم الأوضاع الاقتصادية العالمية لهذه الدرجة؟ فالقرارات في ظاهرها الإعلامي أنها عقوبات ضد الغير من أجل مصالحها بينما باطنها يؤكد أنها قرارات تضر بمصالحها المحورية وواقعها الاقتصادي قبل غيرها، فهل نفسر تلك القرارات أنها
غطرسة الرأسمالية الغربية أم أنها حسابات دقيقة لا تفسر بهذه السطحية؟!
@albakry1814
الإعلام الفرنسي تحدث عن أعضاء في مجلس الشيوخ الفرنسي قد عبروا عن استيائهم وبصراحة عن مدى جدوى تلك العقوبات التي ألحقت الضرر بأوروبا نفسها أكثر مما ألحقته بموسكو، فعلى الرغم من قساوة تلك العقوبات وإضرارها بالاقتصاد الروسي إلا أن موسكو من وجهة نظر هؤلاء الأعضاء قد تمكنت من تحييد أثر تلك العقوبات حتى الآن.
الحالة الثانية تتعلق بالولايات المتحدة صاحبة قرار الحظر، فقد قرر الكرملين بيع النفط والغاز للدول غير الصديقة حسب معياره بعملته المحلية الروبل، وبما أن روسيا من كبار منتجي النفط والغاز في العالم فقد تؤثر هذه الخطوة مستقبليا على مكانة الدولار الاقتصادية كعملة احتياطية
عالمية وأداة من أدوات الهيمنة الاقتصادية لواشنطن.
السؤال الآن أين لغة المصالح في هذه الحالة وهي خطوات قد تفسر أنها تجلب الضرر لاقتصاديات حلف الناتو، هذا التساؤل يأتي اليوم بعد الحديث الإعلامي الذي تداولته بعض الوسائل الأمريكية حول فكرة تشريع قانون ضد الدول المصدرة للنفط، وهذه الخطوة الصعبة واللاعقلانية لو تمت فقد تضر بالاقتصاد الأمريكي نفسه وبصورة سلبية جدا، فقد تصبح الأسواق العالمية في حالة فوضى عارمة، وستضرب أسعار النفط أرقاما فلكية ربما لم يشهد لها التاريخ مثيلا، فضلا أن ذلك قد يشجع العديد من الدول المصدرة للنفط بالبيع بعملتها المحلية مثلما فعلت موسكو، وهذه
الخطوة قد تضرب الدولار في الصميم وربما قد يخسر مكانته الدولية كعملة احتياطية مع الذهب.
وفي الختام.. لماذا يتجه حلف الناتو إلى تأزيم الأوضاع الاقتصادية العالمية لهذه الدرجة؟ فالقرارات في ظاهرها الإعلامي أنها عقوبات ضد الغير من أجل مصالحها بينما باطنها يؤكد أنها قرارات تضر بمصالحها المحورية وواقعها الاقتصادي قبل غيرها، فهل نفسر تلك القرارات أنها
غطرسة الرأسمالية الغربية أم أنها حسابات دقيقة لا تفسر بهذه السطحية؟!
@albakry1814