ماكرون الذي نما كالفطر
الثلاثاء / 25 / رمضان / 1443 هـ - 20:48 - الثلاثاء 26 أبريل 2022 20:48
ماكرون «رئيس الأغنياء» الذي نما كالفطر، كعلامة «انقلاب» في الجمهورية الخامسة، ذلك الخصم الذي كان انتخابه هو خيار فرضته الظروف، قد يتحول إلى بطة عرجاء في مواجهة استياء اجتماعي كبير والذي وعدهم الماكر بأنه «لن يعاني أحد من الإهمال والتهميش».. وحري به أن يخطو بحذر إذا كان لا يريد أن ينفجر الوضع مرة أخرى باحتجاجات «السترات الصفراء» وما حدث في عام 2018، من أسوأ الاضطرابات الاجتماعية في فرنسا منذ ثورة الطلاب في عام 1968، إذن فهو لن ينعم «بشهر عسل» بالإليزيه جراء فشله المجتمعي، حيث يترنح ماكرون في الهواء لا ميلا لليمين
المتطرف بزعامة مارين لوبن، ولا لليسار المتطرف بزعامة جان لوك ميلانشون، ولا على الواقع العملي بينهما، لأنه شخص متفرد يظن أنه «الملك»، كونه أنهى تداول السلطة بين الحزب الديغولي الذي قدم خمسة رؤساء وبين الحزب الاشتراكي الذي قدم رئيسين، بينما أوروبا لا تزال محكومة بالتنافس بين أحزاب اليمين الوسط واليسار الوسط.
وماكرون يتصدر الحراك السياسي السلطوي فيها فهو أوروبي الهوى كان شعار برنامجه هو «أمة فرنسية أكثر استقلالا في إطار أوروبا أقوى». ولعل اختيار الشعب الفرنسي لحزب «الجمهورية إلى الأمام»، لهو استمرارية لما كان يتراكم بهدوء على مراحل خمس سنوات مضت، لقطع الطريق على التغيير الجذري لأفكار حزب مارين لوبن «الجبهة الوطنية» المتشددة، أكثر مما عبر عن تأييد لسياسته في لعبة ربح فيها متخطيا «أفيال» الأحزاب التقليدية.. وهو ما نراه في خطاب طمأنة ماكرون للفرنسيين وكأن الرسالة قد وصلت: «أعرف أن اختياركم لأفكاري كان لقطع الطريق أمام أفكار اليمين، وأنا مدين لهذا الانتخاب».
هذه الحقبة الرئاسية الجديدة أمامها سدود كبيرة أولها التحدي الأوروبي والمواجهة الروسية في ظل وضع اقتصادي صعب على الصعيدين الوطني والعالمي، فالدين العام وصل 112.9% مع تباطؤ النمو في ظل لجوء البنك المركزي الأوروبي إلى رفع نسبة الفوائد، وسوء إدارته في نظام «نصف رئاسي» لم يحقق أي برنامج إصلاحي فرنسي داخلي، والظهور بشبيه الملك خارجيا والمبالغة في دور فرنسا على المستويين الدولي والإقليمي بل الأفريقي والخليجي، وكنا سنقع في فخ مغالاة عدوته ذات اليمين المتطرف لوبن ورغبتها في التخلص من اللاجئين إليها، لا سيما المسلمين منهم، والخروج من قيادة
الحلف الأطلسي وتعديل الدستور ليصبح «القانون الفرنسي فوق القوانين الأوروبية»، والخروج من الاتحاد الأوروبي «فريكست» على طريقة الخروج البريطاني «بريكست»،
وكليهما مقلقان، فلا شفاء لهوس «نيروني» عند ماكرون أو لوبن، ليعيش الفرنسيون شبح البحث عن سراب جمهوريتهم عن «رمز ضائع» هو الملكية التي تبدلت، ويتمسك ماكرون بدستورها الذي يعطي الرئيس صلاحيات «شبه ملكية»، ففرنسا لم تعد تشبه نفسها في شموخها، ولا تشبه أوروبا التي تطمح إلى قيادتها، ولم يبق من رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي سوى شهرين.
إذن ليتعايش الفرنسيون مع الرئيس الجديد والبحث عن مسمار جحا المصري في المثل الفرنسي القائل: «فرنسا لا تتغير إلا وظهرها إلى الحائط»، أي أنه يحتاج إلى قبول فكرة التفاوض والتشاور، فلا يمكنه اتخاذ قرار بشأن كل شيء من الأعلى، فهو ليس رئيس شركة بل هو بحاجة ماسة إلى استشارة المشرعين والنقابات والمجتمع المدني بصورة أكبر والتخلص من أسلوب حكمه الذي كان مميزا لولايته الأولى والتي وصفها بنفسه بأنها «كوكب المشتري».
المتطرف بزعامة مارين لوبن، ولا لليسار المتطرف بزعامة جان لوك ميلانشون، ولا على الواقع العملي بينهما، لأنه شخص متفرد يظن أنه «الملك»، كونه أنهى تداول السلطة بين الحزب الديغولي الذي قدم خمسة رؤساء وبين الحزب الاشتراكي الذي قدم رئيسين، بينما أوروبا لا تزال محكومة بالتنافس بين أحزاب اليمين الوسط واليسار الوسط.
وماكرون يتصدر الحراك السياسي السلطوي فيها فهو أوروبي الهوى كان شعار برنامجه هو «أمة فرنسية أكثر استقلالا في إطار أوروبا أقوى». ولعل اختيار الشعب الفرنسي لحزب «الجمهورية إلى الأمام»، لهو استمرارية لما كان يتراكم بهدوء على مراحل خمس سنوات مضت، لقطع الطريق على التغيير الجذري لأفكار حزب مارين لوبن «الجبهة الوطنية» المتشددة، أكثر مما عبر عن تأييد لسياسته في لعبة ربح فيها متخطيا «أفيال» الأحزاب التقليدية.. وهو ما نراه في خطاب طمأنة ماكرون للفرنسيين وكأن الرسالة قد وصلت: «أعرف أن اختياركم لأفكاري كان لقطع الطريق أمام أفكار اليمين، وأنا مدين لهذا الانتخاب».
هذه الحقبة الرئاسية الجديدة أمامها سدود كبيرة أولها التحدي الأوروبي والمواجهة الروسية في ظل وضع اقتصادي صعب على الصعيدين الوطني والعالمي، فالدين العام وصل 112.9% مع تباطؤ النمو في ظل لجوء البنك المركزي الأوروبي إلى رفع نسبة الفوائد، وسوء إدارته في نظام «نصف رئاسي» لم يحقق أي برنامج إصلاحي فرنسي داخلي، والظهور بشبيه الملك خارجيا والمبالغة في دور فرنسا على المستويين الدولي والإقليمي بل الأفريقي والخليجي، وكنا سنقع في فخ مغالاة عدوته ذات اليمين المتطرف لوبن ورغبتها في التخلص من اللاجئين إليها، لا سيما المسلمين منهم، والخروج من قيادة
الحلف الأطلسي وتعديل الدستور ليصبح «القانون الفرنسي فوق القوانين الأوروبية»، والخروج من الاتحاد الأوروبي «فريكست» على طريقة الخروج البريطاني «بريكست»،
وكليهما مقلقان، فلا شفاء لهوس «نيروني» عند ماكرون أو لوبن، ليعيش الفرنسيون شبح البحث عن سراب جمهوريتهم عن «رمز ضائع» هو الملكية التي تبدلت، ويتمسك ماكرون بدستورها الذي يعطي الرئيس صلاحيات «شبه ملكية»، ففرنسا لم تعد تشبه نفسها في شموخها، ولا تشبه أوروبا التي تطمح إلى قيادتها، ولم يبق من رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي سوى شهرين.
إذن ليتعايش الفرنسيون مع الرئيس الجديد والبحث عن مسمار جحا المصري في المثل الفرنسي القائل: «فرنسا لا تتغير إلا وظهرها إلى الحائط»، أي أنه يحتاج إلى قبول فكرة التفاوض والتشاور، فلا يمكنه اتخاذ قرار بشأن كل شيء من الأعلى، فهو ليس رئيس شركة بل هو بحاجة ماسة إلى استشارة المشرعين والنقابات والمجتمع المدني بصورة أكبر والتخلص من أسلوب حكمه الذي كان مميزا لولايته الأولى والتي وصفها بنفسه بأنها «كوكب المشتري».