العالم

هل يتآمر الناتو لإطالة حرب أوكرانيا؟

روسيا تتقدم لحسم المعركة قبل أعياد النصر.. وتركيا تتهم دولا أوروبية

رئيسا وزراء إسبانيا والدنمارك في أوكرانيا (د ب أ)
ألمح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى وجود مؤامرة لبعض أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أجل استمرار الحرب في أوكرانيا، بهدف إنهاك روسيا.

ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عنه القول في مقابلة تلفزيونية «تشكلت لدي قناعة بعد اجتماع وزراء خارجية الناتو بأن هناك بعض الأعضاء الذين يرغبون في استمرار هذه الحرب، بهدف إنهاك روسيا».

وأكد أهمية عدم اعتبار أوكرانيا ساحة للتنافس. وقال «الظروف الميدانية تزداد صعوبة، وبالتالي تزداد صعوبة المفاوضات أيضا».

وحول احتمال اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تركيا، أفاد تشاووش أوغلو بأن «الرئيسين يدليان من حيث المبدأ بتصريحات إيجابية حول إمكانية اللقاء، لدى تحقق الظروف المناسبة».

وأشار إلى أن روسيا تريد أن تصبح أوكرانيا دولة محايدة والأخيرة تريد ضمانات، ولفت إلى أن «الموضوع الأكثر حساسية هو وضع شبه جزيرة القرم ودونباس، وهذا هو أصعب موضوع في رأيي، وربما يكون هناك اتجاه لمناقشة ذلك بعد وقف إطلاق النار»، ولفت إلى أن بلاده وافقت من حيث المبدأ على أن تكون إحدى الدول الضامنة لتحقيق أمن أوكرانيا في اتفاق محتمل بين موسكو وكييف.

إلى ذلك، أحكمت روسيا قبضتها على مدينة ماريوبول، وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف أن القوات الأوكرانية المتبقية في ماريوبول أصبحت محاصرة في آزوفستال، فيما جرى تطهير باقي المدينة منهم، وسبق أن أعطت روسيا المحاصرين أكثر من مهلة للاستسلام، إلا أنهم لم يفعلوا.

ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات الجيش بعدم اقتحام منطقة مصنع «آزوفستال» بمدينة ماريوبول، مشددا على ضرورة إحكام الحصار عليه «كي لا تقدر حتى الذبابة على المرور»، ونقل موقع قناة «آر تي عربية» عن بوتين القول خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرجي شويجو أمس «أعتبر الاقتحام المقترح للمنطقة الصناعية أمرا غير مجد، وآمر بإلغائه».

وعلل بوتين إلغاء اقتحام آزوفستال باعتبارات إنقاذ أرواح الجنود الروس، وقال «هذا هو الحال عندما يجب أن نعتني - أكثر من أي وقت آخر - بالحفاظ على حياة وصحة جنودنا وضباطنا. ليست هناك حاجة للنزول إلى السراديب والزحف تحت أرض هذه المنشآت الصناعية»، وأضاف «أغلقوا هذه المنطقة الصناعية حتى لا تستطيع الذبابة المرور بها»، وأكد بوتين أن روسيا تضمن الحياة والمعاملة اللائقة لعناصر الجيش الأوكراني إذا قرروا الخروج من آزوفستال.

وعلى صعيد متصل، قال حاكم منطقة لوهانسك سيرهي هايداي إن الوحدات العسكرية الروسية باتت تسيطر الآن على نحو 80% من المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا.

وأضاف في تصريحات عبر صفحته على «تليجرام» إن مدينتي روبيشن وبوباسنا في منطقة لوهانسك تخضعان «جزئيا» للسيطرة الروسية، مشيرا إلى اندلاع اشتباكات عنيفة وتزايد للقصف منذ أسابيع للسيطرة على تلك المدينتين.

ومنذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، سيطر الانفصاليون من جمهورية لوهانسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، على نحو 30% من منطقة لوهانسك.

ويتردد بأن نحو 70 ألف شخص لا يزالون في المنطقة.

وأشار هايداي إلى أنه في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في عيد الفصح الأرثوذكسي، الذي يوافق يوم الأحد المقبل، فإن السلطات الأوكرانية ستسعى خلال هذه المناسبة قدر الإمكان للقيام بعمليات إجلاء للسكان وتسليم مساعدات إنسانية.

وأفاد تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية، بشأن التطورات في أوكرانيا، بأن روسيا تتطلع على الأرجح لتحقيق نجاحات كبيرة في أوكرانيا قبل احتفالات «يوم النصر» التي تحل في التاسع من مايو، ولفت التقييم إلى أن هذا الأمر قد يؤثر على مدى السرعة والقوة التي تحاول بها روسيا تسيير العمليات حتى هذا التوقيت.