مكة المكرمة.. والعشر الأواخر
الخميس / 20 / رمضان / 1443 هـ - 22:07 - الخميس 21 أبريل 2022 22:07
ها نحن نصل إلى زبدة الشهر الفضيل التي يضاعف فيها العمل والعبادة فيتضاعف معها الجزاء، فالعشر الأواخر من شهر رمضان هي أيام مباركة قالت فيها السيدة عائشة - رضي الله عنها -: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله» لأنه - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - يعلم ما لهذه الليالي من فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالى، بل كرم الله بها عباده النجباء الذين يعملون الخيرات في يومهم فأعمال البر ليس لها حدود، وأوجه البر متعددة، فالإسلام فتح أبوابها وشجع عليها كإطعام الفقراء وإفطارهم ومشاركتهم الأكل والشراب؛ فمن شعائر الصوم الشعور بما يحسه الفقير من جوع، والخير أن يسارع المسلم بعد هذا الشعور باقتسام أكله مع المحتاجين، أما بالليل فإن المسلمين يجتهدون في عبادة خالقهم فتجد المساجد عامرة بالمصلين لأداء صلاة التراويح وصلاة التهجد مقبلين غير مدبرين وقلوبهم خاضعة خاشعة لله ترى الدمع في مقلهم سائلين أرحم الرحمين أن يغفر ذنوبهم.
من فاته شيء في بداية رمضان.. العشر الأواخر محطة روحية وفرصة ومفازة كثير من المسلمين تلههم مشاغل الدنيا لإحياء هذا الشهر الفضيل بما يتناسب مع فضله ومكانته، فتجدهم يندمون على ما ضاع من الأيام الأولى من شهر الله الفضيل، لكننا نقول إن أبواب الله مفتوحة ورحمته سابقة، وقد منح للذين فاتهم من عبادات في بداية الشهر وشجعهم على الإقبال على الباقيات الصالحات «والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا»، لذلك فلنعمل جميعا على حسن إحياء هذه الليالي الأخيرة خاصة أن فيها ليلة مباركة يستجاب فيها الدعاء ويغفر فيها الذنوب، فطوبى لمن صبر وأناب وأكثر الاستغفار «وبالأسحار هم يستغفرون» ولم يغفل عن ذكر ربه في ليال أنزل فيها نور الله وقرآنه الذي جعله لنا تبيانا لكل شيء ودليلا يرشدنا إلى الحق والصراط المستقيم.
مكة تضج بأصوات الخاشعين في ليالي القدر إن إحياء العشر الأواخر في خير بقاع الأرض مكة المكرمة له رونقه وهيبته وجماله، فمن ذاق هذه النعمة يعرف جيدا حلاوة هذا الشعور الممزوج بمشاعر الحب ودموع الأوبة والرغبة في الوصول إلى مقام عباد الله الصالحين الذين يقولوا لهم ادخلوا الجنة فائزين مطمئنين، ما أطيب ذلك الشعور وأنت تنظر إلى الكعبة وقلبك يشع نورا والملائكة يسبحون ربهم مع عباده لتتعالى الأصوات وتعلو إلى بارئها وهو يسمع ويرى وهو أقرب إلى عباده من حبل الوريد، عباده الذين جاؤوا من كل فج عميق ليكونوا في الزمان المبارك والمكان المقدس، وهم جميعا على قلب رجل واحد بتنوع مذاهبهم وجنسياتهم ولغاتهم وأعراقهم، وقلوبهم كلها متوجهة إلى قبلة واحدة ورب واحد راجين منه العفو والمغفرة، فهنيئا لمن كرمه الله فكان يطوف بالبيت ويشهد منافع له في هذه الليالي المباركة فقد فاز فوزا مبينا ودعوتنا أن «سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض».
Elhusseinif@
من فاته شيء في بداية رمضان.. العشر الأواخر محطة روحية وفرصة ومفازة كثير من المسلمين تلههم مشاغل الدنيا لإحياء هذا الشهر الفضيل بما يتناسب مع فضله ومكانته، فتجدهم يندمون على ما ضاع من الأيام الأولى من شهر الله الفضيل، لكننا نقول إن أبواب الله مفتوحة ورحمته سابقة، وقد منح للذين فاتهم من عبادات في بداية الشهر وشجعهم على الإقبال على الباقيات الصالحات «والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا»، لذلك فلنعمل جميعا على حسن إحياء هذه الليالي الأخيرة خاصة أن فيها ليلة مباركة يستجاب فيها الدعاء ويغفر فيها الذنوب، فطوبى لمن صبر وأناب وأكثر الاستغفار «وبالأسحار هم يستغفرون» ولم يغفل عن ذكر ربه في ليال أنزل فيها نور الله وقرآنه الذي جعله لنا تبيانا لكل شيء ودليلا يرشدنا إلى الحق والصراط المستقيم.
مكة تضج بأصوات الخاشعين في ليالي القدر إن إحياء العشر الأواخر في خير بقاع الأرض مكة المكرمة له رونقه وهيبته وجماله، فمن ذاق هذه النعمة يعرف جيدا حلاوة هذا الشعور الممزوج بمشاعر الحب ودموع الأوبة والرغبة في الوصول إلى مقام عباد الله الصالحين الذين يقولوا لهم ادخلوا الجنة فائزين مطمئنين، ما أطيب ذلك الشعور وأنت تنظر إلى الكعبة وقلبك يشع نورا والملائكة يسبحون ربهم مع عباده لتتعالى الأصوات وتعلو إلى بارئها وهو يسمع ويرى وهو أقرب إلى عباده من حبل الوريد، عباده الذين جاؤوا من كل فج عميق ليكونوا في الزمان المبارك والمكان المقدس، وهم جميعا على قلب رجل واحد بتنوع مذاهبهم وجنسياتهم ولغاتهم وأعراقهم، وقلوبهم كلها متوجهة إلى قبلة واحدة ورب واحد راجين منه العفو والمغفرة، فهنيئا لمن كرمه الله فكان يطوف بالبيت ويشهد منافع له في هذه الليالي المباركة فقد فاز فوزا مبينا ودعوتنا أن «سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض».
Elhusseinif@