العالم

اللعب بالنار يهدد بتفجير معركة الأقصى

تحرك عربي ودولي لوقف الانتهاكات والاعتداءات على الفلسطينيين إمام الأقصى: الضغوط ستؤدي للانفجار وكل شيء محتمل في القدس حالة استنفار وتأهب وعمليات تحشيد كبرى للفصائل المسلحة وول ستريت جورنال تتوقع انهيار الائتلاف الإسرائيلي الهش

فصائل فلسطينية تؤكد استعدادها للدفاع عن الأقصى
فيما وصف خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أمس استمرار القوات الإسرائيلية في اعتداءاتها واقتحاماتها للمسجد بأنه «لعب بالنار»، تسارعت الجهود العربية والدولية لنزع فتيل توتر يتكرر في هذا التوقيت من كل عام خلال السنوات القليلة الماضية مع إصرار متطرفين يهود على اقتحام باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، ونشوب مواجهات شبه يومية بينهم مع الشرطة الإسرائيلية من جهة، وبين فلسطينيين من جهة أخرى.

أجرت الإدارة الأمريكية سلسلة اتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وأطراف أخرى دعت خلالها إلى المحافظة على «الوضع التاريخي» في حرم المسجد الأقصى، ووقف «الاستفزازات» الإسرائيلية في الأماكن المقدسة.

وتحدثت مصادر فلسطينية عن تحركات مكثفة لمصر والأمم المتحدة للتوسط بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، بعد تهديد الأخيرة بالرد على «الاعتداءات» في المسجد الأقصى.

تجنب الاستفزازات

أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اتصالين هاتفيين بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، بهدف دفع جهود التهدئة، وشدد غوتيريس على ضرورة «تجنب أي استفزاز بأي ثمن».

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مغلقة بناء على طلب من الإمارات وفرنسا والصين والنرويج وإيرلندا بشأن التوترات والمواجهات في القدس، إلا أن الانقسام كان سيد الموقف، فدعت خمس دول أوروبية، لم تنضم إليها الإمارات ولا الصين، إلى إنهاء المواجهات والتوتر وإدانة «جميع أعمال الإرهاب وإطلاق الصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل».

وقالت إيرلندا وفرنسا وإستونيا والنرويج وألبانيا في بيان مشترك «يجب أن يتوقف العنف فورا. يجب تجنب وقوع المزيد من الضحايا المدنيين. يجب أن يتم احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة بالكامل».

هجمة شرسة

ووسط عمليات التحشيد المتواصلة، أعلنت الفصائل الفلسطينية «حالة الاستنفار والتأهب» في صفوفها خلال الأيام المقبلة، وأكدت في بيان، عقب اجتماع مشترك لها بدعوة من حركة حماس في غزة، «استمرار رفع حالة الاستنفار العام حماية للأقصى والقدس من عدوان الاحتلال».

ودعت الفصائل إلى «استمرار حالة الاشتباك الدائمة بكل أشكالها مع الاحتلال في الضفة الغربية والقدس والخليل دفاعا عن المقدسات ورفضا للاحتلال والاستيطان والتهويد».

وحذرت من أن «الهجمة الشرسة التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى لن تقتصر على اليومين المتبقيين من عيد الفصح اليهودي، وهي مستمرة خلال الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك والأيام التي تلي عيد الفطر السعيد».

مشاهد مصورة

وعرضت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس مشاهد مصورة لاستهداف مسلحيها طائرات حربية إسرائيلية أثناء شنها غارات على قطاع غزة، وذكرت مصادر فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية قصفت بعدد من الصواريخ موقعا تابعا لأجنحة عسكرية في خانيونس جنوب القطاع، ما خلف أضرارا مادية. وكانت هذه المرة الأولى التي تشن فيها إسرائيل غارات على غزة منذ أشهر.

في غضون ذلك ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن الشرطة الإسرائيلية ستمنع غير المسلمين من زيارة الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى بدءا من بعد غد الجمعة حتى نهاية شهر رمضان.

وقالت الصحيفة إنه تم تسريب الخطة إلى عدد من وسائل الإعلام العبرية، مما أثار غضب مشرعين يمينيين وخبراء، انتقدوا الحكومة بسبب ما أسموه «الرضوخ للإرهاب».

الانهيار الوشيك

ويرى مراقبون أنه مع تصاعد نذر اندلاع مواجهة جديدة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية ربما يكون مستقبل الائتلاف الإسرائيلي الهش على المحك وسط انسحابات منه وتعليق القائمة العربية مشاركتها فيه بسبب الاعتداءات على الأراضي الفلسطينية والأقصى.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الحكومة الإسرائيلية تواجه خطر «الانهيار الوشيك». وتابعت الصحيفة في تحليل لها أن «الائتلاف الحاكم الإسرائيلي يواجه تمردا محتملا من جانب حزب عربي مستقل حذر من أنه سيترك الحكومة إذا استمر العنف حول المسجد الأقصى»، في إشارة للقائمة العربية الموحدة.

ورأت الصحيفة أنه إذا انسحب حزب «القائمة العربية الموحدة» أو حتى أحد أعضائه، من الائتلاف الحاكم، فسيؤدي ذلك إلى أن تتحول حكومة نفتالي بينيت إلى حكومة أقلية، ومن ثم يستحضر سيناريو التصويت على حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات برلمانية خامسة في فترة تزيد قليلا عن ثلاث سنوات.

جنوح المتطرفين

ويقول محللون إن الحكومة الإسرائيلية تحاول من هذا المنطلق احتواء الأمور وعدم التصعيد، إلا أنها تدفع من قبل بعض المتطرفين إلى تحركات لا ترغبها.

ويرى نهاد أبوغوش الكاتب الفلسطيني أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اعتادت احتواء التيارات الأصولية، وإشراكها وفق حصة محدودة وغير حاسمة»، ولكن في العقدين الماضيين «بتنا نشهد جنوحا متزايدا من قبل المجتمع الإسرائيلي وتياراته المختلفة نحو اليمين واليمين المتطرف».

وعزا ذلك لأسباب كثيرة من بينها «ارتفاع نسبة المستوطنين في القدس والضفة إلى مجمل اليهود في المجتمع الإسرائيلي، حيث تضاعف عددهم أكثر من ست مرات منذ توقيع اتفاق أوسلو (1993) حتى الآن، أي من نحو 120 ألف مستوطن إلى أكثر من 750 ألفا. وزادت نسبتهم في المجتمع الإسرائيلي من حوالي 3% إلى أكثر من 12% حاليا».

فهل يعمل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم على احتواء التوتر وعدم المجازفة بعملية عسكرية موسعة من أجل التفرغ لترميم صفوفه، أم إنه سيجد في تنفيذ عمل عسكري جديد على قطاع غزة طوق النجاة لتثبيت أقدامه؟

لعب بالنار

من جهته، وصف خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أمس استمرار القوات الإسرائيلية في اعتداءاتها واقتحاماتها للمسجد، بأنه «لعب بالنار».

ونقلت وكالة «شهاب» للأنباء الفلسطينية عن صبري قوله «إننا لا نأمن الاحتلال لأن صفته الغدر، لذا سنبقى على الرباط وحماية المسجد الأقصى»، مضيفا أن «المسجد ليس للفلسطينيين وحدهم، بل على كل العرب والمسلمين أن يأخذوا دورهم».

وتوقع خطيب المسجد الأقصى أن تؤدي كثرة الضغوط إلى الانفجار، مؤكدا أن «كل شيء محتمل في القدس»، فيما أفاد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني بأن نحو 705 مستوطنين اقتحموا صباح أمس باحات المسجد الأقصى.

ارتفاع ضحايا الأقصى:

52 شهيدا من بداية 2022

23 شهيدا فلسطينيا في آخر 30 يوما

500 مصاب وأكثر في الشهر الأخير

150 مصابا في أحداث الجمعة الماضي

9 أطفال بين الشهداء

3 نساء استشهدن