الرأي

الصحة والتحديات الخمسة الكبرى

u0627u0633u0645u0627u0639u064au0644 u062au0631u0643u0633u062au0627u0646u064a
بناء على ما هو معروف (وقد يكون غير معروف لدى البعض)، هناك خمسة تحديات كبيرة تواجه الخدمات الصحية، وهي: أولا: (الدعم المادي)، ثانيا: (استخدام أنظمة الحاسوب الآلي)، ثالثا: (مدى قناعة ورضى المستفيد من الخدمات الصحية بما يقدم له)، رابعا: (تحسين آليات التطبيق عن طريق الاستراتيجيات وبرامج الصحة المختلفة)، خامسا: التنظيمات الإدارية والقوى العاملة (على مختلف فئاتها). ولكي أتحدث عن تلك التحديات الخمسة، قد أحتاج إلى صفحة كاملة من جريدة مكة (العزيزة إلى نفسي)، ولكنني أفضل تطبيق المثل القائل (خير الكلام ما قل ودل). بالنسبة للتحدي الأول (وكما هو معروف) فهناك نمو مطرد من قبل المستفيدين من تطبيقات الخدمات الصحية، لماذا؟ وبكل بساطة، هي نتيجة طبيعية وذلك لزيادة التعقيدات في حياة الإنسان وتفاعله مع البيئة المحيطة به، نتج عنها زيادة في الحالات المرضية إلى أضعاف لا يمكن السيطرة عليها (وهناك من الأمثلة ما يشيب لها الرأس)، ونتيجة لذلك لا يمكن أن يكون الدعم المادي (بعد خمس سنوات) للخدمات الصحية مساويا للدعم المادي لهذا العام. وبالنسبة للتحدي الثاني، استخدام (IT) أصبح عاملا ضروريا وزاوية هامة في الاستخدام الأمثل للخدمات الصحية والمتابعة من قبل المستفيد (المريض) أو المقدم (المركز أو المستشفى)، وهو ما يسمى بالتسجيل الآلي الصحي (EHR). بالنسبة للتحدي الثالث، لا بد أن يدرك مقدم الخدمة الصحية أن عمله ليس هبة منه (أو كرما) للشخص المستفيد من الخدمات الصحية. ولكي أوضح هذا المعنى، نجد أن كثيرا من الشركات الكبرى والتي تقدم خدماتها لمختلف شرائح المجتمع، توجه سؤالا إلى الشخص المستفيد: هل أنت مقتنع أو راض عن مستوى الخدمة المقدمة لك؟ وهذا السؤال مفقود وللأسف في معظم المراكز الصحية والمستشفيات (ولو اقترح أحد العاملين هذا الاستبيان، سوف يكون رد القائد الصحي عليه: لا تفتح باب جهنم علينا!). بالنسبة للتحدي الرابع، هو (من وجهة نظري) في كيفية إيصال أفضل وأكمل الخدمات الصحية، وذلك عن طريق صرف أقل ما يمكن (وقد تكون الاستفادة من رؤية الشركات بهذا الشأن.. مفيدة). وقد يحتمل هذا التحدي أوجها متعددة أيضا. وأخيرا مع التحدي الخامس، الكوادر الصحية، التوظيف، الميزات المالية، التدريب والحلول الإدارية والفنية لكثير من المشاكل التوظيفية، فليس كل من يحمل شهادة مهنية (طبية أو فنية) مؤهلا للعمل في الخدمات الصحية (والأمثلة متعددة من واقعنا المحلي). باختصار.. لا بد أن يكون هناك لقاء صحي (مؤتمرات، ورش عمل) لأصحاب الخبرات الصحية (الحقيقيين) والمؤهلين للحديث عن تلك التحديات الخمسة بكل شفافية ووضوح، مع وضع الحلول والتوصيات التي تناسب بيئتنا المحلية (بمعنى أن تكون مستمدة من واقعنا) ولا يؤتى بها من بيئة أخرى.. وللحديث بقية.