نفير المريضات لأماكن الصراع: العلم صعب القراءة!
السبت / 10 / ذو القعدة / 1437 هـ - 22:15 - السبت 13 أغسطس 2016 22:15
في محاولات فهم عدم رغبة بعض الشباب نحو دراسة العلوم كالرياضيات والكيمياء وعدم إبداعهم فيها، يرى التفسير العلمي السائد بأن العلم في الغالب صعب القراءة، حيث يفترض معظم الناس أن الصعوبات بالضرورة مولودة من المفهوم العلمي المعقد على الاستيعاب العقلي البسيط عند هؤلاء الناس.
ولكن من وجهة نظر العلم أيضا فالفكرة المعقدة ليست بالضرورة سببا لعدم اختراقها لأنها لا تمتلك حواجز وهمية عالية الحماية. فالفكرة المعقدة يمكن حلها وتبسيطها إذا توصل العقل إلى ذكائه في استغلال مهاراته في تفكيك الأفكار المعقدة وتشريحها ومحاولة استبصار ما وراء هذا التعقيد من أجل البرهنة على وجود عدد من المبادئ البلاغية التي يمكن لها أن تنتج وضوحا في توصيل كل التفاصيل المهيمنة على كومة التعقيد الفكري.
وإذا كان الغرض الأساسي في المجالات العلمية البحتة من الخطاب العلمي هو لمجرد عرض المعلومات أو توصيل المفاهيم المؤمنة للتواصل الفعلي، فالغرض الأساسي في مجالات محاولات كشف الفكر الأيدولوجي أيضا هي لمجرد عرض المعلومات المفسرة بتطرف، ومن ثم توصيل المفاهيم النفسية والظروف العقلية وماذا كان يرمي إليه من امتهن تعقيد تفسير النصوص الفكرية وتدبيجها بمآسي المرحلة التاريخية التي عاشها ذلك الفقيه المتطرف.
نهاية الأسبوع الماضي تناقلت الأخبار المحلية استرجاع وزارة الداخلية السعودية إحدى السعوديات بأطفالها من لبنان بعد أن عزمت على شد الرحال إلى سوريا. لم يعد الأمر مجديا فيما يبدو لوصف كل من يقاوم تغيير الفكر أنه متشدد أو متطرف لأن المسألة هذه جعلت هالة الغموض تحيط بعلم الفكرة المعقدة في رأس من يحملها.
التطرف فكر لم يواز لحد الآن بنقيضه من أجل إحداث صدمة له في عالمه الفكري، لماذا لا يكون الفكر المتشدد هو الوجه الآخر للإلحاد؟ فالإلحاد يلغي فكرة وجود خالق للكون وما إن يشار لمعتنقه بأصابع الاتهام حتى ينبذ سريعا في داخل المجتمع ويحال للعقوبة بعد الاستتابة، وعليه فالتطرف إلحاد على النقيض يلغي فكرة وجود خالق للكون يمتلك صفات التفرد بالقدرة على تدبير أمور البشر، وهو ما يستدعي المتطرف إلى تمثل شيء من روح القداسة لإدارة أمور الكون المحيط به من خلال طغيان الجبروت في سفك دماء الضعفاء والمستهدفين الآمنين والمستغفلين.
أفضل طريقة لتحسين كتابة الحياة لأولئك الملحدين الجدد هو فهم كيف تسير قراءة التطرف لديهم كقراء للفكر الغاوي المتطرف، ثم السعي إلى استغلال جميع السبل الممكنة لإفهامهم كقراء ومعتنقين للفكر المتطرف عن ماذا بني عليه وماذا كان يرمي إليه كتاب ذلك الفكر المريض.
Seham.t@makkahnp.com