أخبار السوق

ابتكارات غير مسبوقة لقطاع الطاقة في المملكة العربية السعودية

ابتكارات غير مسبوقة لقطاع الطاقة
عادة ما نرى الأضواء الملونة تتحرك بمختلف الاتجاهات في الحفلات والمناسبات، إلا أن هذا الأمر يبدو بوضوح في مختبر الأبحاث الهندسية المتقدمة في الدمام بالمملكة العربية السعودية.

ومع ذلك، فإن مشاهدة تقنية الماسح الضوئي الأزرق الآلي الخاص بالمختبر وهو يتحرك حول جزء من توربينات الغاز ويلتقط صوراً رقمية هو بالتأكيد شيء يمكن لكامل الطيبي وفريقه الحديث عنه بكل فخر.

يقود الطيبي الفريق الهندسي المتخصص بعلم القياس المتقدم في مركز التميز في بحوث وتطوير البيئات الحارة والقاسية، ضمن 'مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا'، ويضم هذا الموقع أحد أكبر مراكز خدمة توربينات جنرال إلكتريك لطاقة الغاز حول العالم.

ويدعم فريق عمله، الذي يضم مواطنين سعوديين، مركز الإصلاح بأساليب جديدة ومبتكرة لتقييم مكونات التوربينات الغازية على مستوى قابلية استخدامها. وتغطي أعمالهم البحثية الأخرى مستشعرات الاهتزاز على شفرات التوربينات، حيث يقومون بتحديد أي خلل أو ضعف يستدعي الإصلاح.

وتعتبر تقنية المسح الضوئي الأزرق الرقمية في المركز، والمثبتة على ذراع روبوتية مبرمجة، الوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وحرص فريق بحوث وتطوير البيئات الحارة والقاسية على القيام ببحوث معمقة لتحسين نتائج هذه التقنية المبتكرة لتلبي متطلبات الإنتاجية في المركز، مع تقديم أعلى مستويات الجودة أثناء فحص المكونات وذلك بأسلوب فائق السهولة، ووفق نموذج عمل رقمي. وبذل فريق العمل أيضاً جهوداً حثيثة لتجاوز أسلوب العمل التقليدي في تطبيق الماسحات الضوئية اليدوية لبدء أساليب جديدة لتنفيذ خدمات الإصلاح، أبرزها على المراوح ومكونات التوربينات. ووقع الاختيار على هذا العمل المبتكر ليتم عرضه في مؤتمر التصنيع المتقدم والإصلاح لتوربينات الغاز، أحد أبرز مؤتمرات الهندسة الميكانيكية الدولية التي تستضيفها الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين.

وفي هذا السياق، قال الطيبي: 'باعتبارنا فريق عمل متخصص في البحوث المتقدمة، نحرص على تخطي الحدود المألوفة لما يمكن لماسحات الضوء الأزرق الرقمية القيام به. ولاشك أننا الوحيدون الذين نقوم بذلك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا'.

ومن الأمثلة على منهجية فريق البحث والتطوير في المملكة العربية السعودية، سعيه لاستكشاف فوائد تثبيت الماسح الضوئي على ذراع روبوتية.

وأضاف الطيبي: 'قمنا بإجراء تحليل للسبب الرئيسي، وتساءلنا حول سبل تحسين استخدام الروبوت من خلال تخصيصه للقيام بأقل عدد مطلوب من عمليات المسح من زوايا مثالية. ومن خلال تعديل تسلسل هذه العمليات، وزاوية المسح، وحركة الذراع، نجحنا بتقليص زمن دورات المسح بشكل كبير'.

وأتاح هذا الحل للفنيين في 'مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا' فحص المزيد من الأجزاء بسرعة أكبر، مع الحفاظ على مستويات الموثوقية الضرورية لنتائج المسح. ويساعد ذلك المنشأة في تقليص زمن العمليات، الأمر الذي يساهم في المقابل بتقديم خدمة الإصلاح بشكل أسرع لمحطات الطاقة عند توقفها عن العمل.

وأشار الطيبي: 'يعكس عملنا، بما يشمل حل الماسح الضوئي المذكور، حجم استثمار ’جنرال إلكتريك‘ في المنطقة، وكيف تضع استثماراتها في مسار أهداف رؤية السعودية 2030، ناهيك عن عمق دعمها لشباب المملكة العربية السعودية. فأحد المساهمين الرئيسيين في هذا النجاح هو بديع القزيز، المهندس الشاب السعودي الذي استخدم هذه التقنية على الآلاف من مكونات التوربينات. وانخرط في مشاريع فريدة من نوعها ولا تجري في أي مكان آخر حول العالم'.

يشكل الطيبي، وهو كندي الجنسية، نواة فريق العمل مع اثنين من المهندسين السعوديين، أحدهما حاصل على شهادة الدراسات العليا من المملكة المتحدة والآخر حديث التخرج من جامعة الملك سعود. إلى جانب باحث رابع حاصل على شهادة الهندسة من الهند.

وبعد تلقي التدريب في سويسرا وخلال عملهم في الدمام، عمل الفريق على مشاريع هندسية رئيسية لشركة 'جنرال إلكتريك' تشمل تشخيص مكونات التوربينات باستخدام القياس البصري الرقمي عبر تقنية المسح الضوئي الأزرق، حيث قاموا بتفحص مئات المكونات والأجزاء من مختلف الأحجام والأشكال وبمستويات تعقيد متنوعة.

وأردف الطيبي: 'بعد هذه التجربة الواسعة، وضمن ’مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا‘، اكتسب فريق العمل خبرات هائلة. وساهم تنوع طلبات التشخيص الرقمي بتقنية المسح الضوئي الأزرق للضوء، وإجرائها في الورشة في توسيع خبراتهم'.

تأسس مركز بحوث وتطوير البيئات الحارة والقاسية، والذي يضم فريق عمل متخصص في بحوث علم القياس المتقدم، للتعامل مع الظروف القاسية التي تتعرض لها التوربينات الغازية في مناطق مثل الشرق الأوسط وأفريقيا، ومناطق أخرى حول العالم.

وتنطوي هذه الأبحاث على أهمية كبيرة للمنطقة، نظراً للظروف القاسية التي تتعرض لها التوربينات الغازية فيها مثل الحرارة المرتفعة والرياح المحملة بالأتربة، والتي تضع التوربينات تحت ضغوط متزايدة. وكذلك، يستخدم زيت الوقود الثقيل في منطقة الخليج العربي على نطاق واسع بسبب وفرته وانخفاض تكلفته. ومع ذلك، فإن التعامل مع هذا الوقود من قبل التوربينات هو أمر أكثر صعوبة مقارنة بالغاز الطبيعي، وبالتالي فإن أصول توليد الطاقة التي تعمل باستخدامه تحتاج لتكرار الصيانة أكثر. وبالتالي تساعد أبحاث المركز العملاء في معالجة جميع هذه التحديات، ومختلف القضايا التي تواجههم.

إن العمل الذي قام به فريق القياس والتشخيص في مركز بحوث وتطوير البيئات الحارة والقاسية، يدعم الأهداف الرئيسية لرؤية السعودية 2030، بما يشمل تعزيز الابتكارات المحلية، وتأسيس كوادر عمل وطنية، وتطوير القطاع الصناعي في المملكة.

وعند النظر إلى الصورة الشاملة، ندرك أن هذه الجهود تستحق إلقاء الضوء عليها.