العالم

فيلق القدس لن يغادر القائمة السوداء

أمريكا ترفض كل الضغوط الإيرانية في مفاوضات فيينا وتعلن قرارها النهائي

عناصر من فيلق القدس الإيراني (مكة)
رفضت الولايات المتحدة الأمريكية كل الضغوط الإيرانية خلال مفاوضات فيينا النووية، وأعلنت بشكل نهائي أنها ستبقي على ميليشيات فيلق القدس التابع للحرس الثوري على لائحتها السوداء للمنظمات الإرهابية، وهي مسألة أساسية من المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني.

وقال رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارك ميلي «في رأيي الشخصي، أعتقد أن فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبه من قائمة المنظمات الإرهابية».

وردا على سؤال عن مشاركة إدارة الرئيس جو بايدن هذا الرأي مع الجنرال ميلي، بدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكي غالينا بورتر مؤيدة للأمر، وقالت لصحفيين «إن الرئيس يتشارك الرأي مع رئيس الأركان، في أن فيلق القدس بالحرس الثوري إرهابي».

حل وسط

وأدرجت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب الحرس، خاصة فيلق القدس، على هذه القائمة السوداء في 2019 بعد زهاء عام من قراره الانسحاب الأحادي من الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى في 2015.

وفي وقت تسعى فيه إدارة بايدن منذ عام إلى إحياء الاتفاق، تتعثر المفاوضات مع إيران خاصة بسبب هذه المسألة، إذ تطالب السلطات الإيرانية بشطب الحرس عن اللائحة السوداء، ما أثار غضب جزء من الطبقة السياسية الأمريكية خاصة المعارضة اليمينية.

ويبدو أن الجنرال ميلي ومعه الآن بشكل رسمي أكثر الإدارة الأمريكية، يفرقان بين الحرس الثوري وفيلق القدس اللذين نسبت إليهما العديد من الأنشطة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، مما يعطي مؤشرا على مقترح أمريكي بحل وسط، ومن الممكن نظريا شطب الحرس الثوري من اللائحة وإبقاء فيلق القدس فيها.

العقوبات مستمرة

وأكد المفاوض الأمريكي روب مالي أواخر مارس أن الحرس الثوري سيبقى خاضعا للعقوبات الأمريكية حتى لو شطب من اللائحة السوداء، وأن نظرة الولايات المتحدة للحرس لن تتغير.

وحسب خبراء، فإن هذا التصريح لا يعني بالضرورة أن الأمريكيين يرفضون شطب الحرس لأن قادة الحرس سيبقون على أي حال تحت وطأة عقوبات أخرى.

وبدت غالينا بورتر تدعم هذه الفكرة، فقالت «أريد أن أذكر أن من أصل 107 إدراجات مرتبطة بإيران على اللائحة السوداء قررتها إدارة بايدن، هناك 86 تستهدف بشكل محدد مرتبطين بالحرس أو بجماعات تابعة له»، إلا أنها أكدت مجددا أن إحياء الاتفاق النووي ليس «وشيكا ولا مؤكدا في هذه المرحلة».

قرصنة إيرانية

وفي تطور جديد يكشف مدى القرصنة الإيرانية، استولى الحرس الثوري الإيراني أمس على سفينة محملة بالبترول في مياه الخليج، وقال رئيس دائرة القضاة في محافظة هرمزجان المحاذية لمضيق هرمز «إن القوة البحرية للحرس الثوري استولت على سفينة أجنبية في مياه الخليج العربي، زاعما أنها تحمل «220 ألف لتر من الوقود المهرب» واعتقلت 11 من طاقم السفينة وجميعهم أجانب»، لكن لم يذكر جنسية المعتقلين أو الجهة المالكة للسفينة المحجوزة.

وبحسب وكالة مهر للأنباء، شبه الرسمية، فقد أعلن رئيس دائرة القضاء، مجتبى قهرماني أمس، احتجاز السفينة في المياه الإقليمية الإيرانية بواسطة «كتيبة ذو الفقار البحرية» التابعة للحرس الثوري الإيراني.

سلسلة انتهاكات

ويأتي حادث أمس استمرارا للانتهاكات المتواصلة للحرس الثوري، الذي استولى في السنوات الأخيرة مرارا على سفن أجنبية زاعما أنها «تنتهك المياه الإقليمية» أو تقوم «بتهريب وقود»، وكان بعضها مثيرا للجدل كمصادرة ناقلة نفط فيتنامية، وقدم حينها الحرس الثوري روايات متناقضة حول اختطافها إلا أنه أفرج عنها بعد تفريغ حمولتها.

وفي ديسمبر 2020، احتجز الحرس الثوري ناقلة نفط كورية جنوبية لعدة أيام بذريعة «التلوث البيئي»، لكن أُعلن لاحقا أنه استولى على السفينة للضغط على سيول من أجل الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة والتي تبلغ 7 مليارات دولار.