أوقفوا ولائم العزاء!
الاثنين / 3 / رمضان / 1443 هـ - 00:19 - الاثنين 4 أبريل 2022 00:19
أثناء قراءة الجميع لهذه السطور سيكون على الأغلب اليوم هو اليوم الثاني أو الثالث من رمضان الجاري، وفي هذا الشهر الكريم يتدفق الكرم عنوة على موائد الصائمين، وستندلع معركة حامية نشهدها سنويا بين معدتنا الموقرة وبين نصائح وتعليمات الأطباء المتخصصين في مجال التغذية أو الجهاز الهضمي، ولأنني والعياذ بالله ممن يحبون الخروج عن المألوف حين يكون هذا المألوف في خانة العادات الخاطئة سأجد نفسي هنا في موقع المعارض للولائم في غير محلها!
وبما أن الحديث هنا عن ولائم الطعام فكنت ولا زلت وسأظل من أكبر المعارضين وأعتى الممانعين لعادة سيئة يقوم بها الجميع وحتى أهرب من التعميم سأقول الغالبية العظمى بدلا من التبعيض!
ولائم العزاء هذا السلوك الغريب الذي لم أجد له أصلا شرعيا ولا أرى فيه إلا حملا ثقيلا على أهل الميت مهما كانت ملاءتهم المالية، فالحديث هنا ليس عن القدرة بل عن الفكرة، فما الفائدة من تجمع المعزين بعد ترحمهم على الميت حول طبق من الرز بحمص!
من الذي أوجب على الناس وكلفهم بتقديم وجبة عشاء لثلاث ليال ثقال على ورثة الميت وذويه؟
وقد يقول قائل إن هذا من الكرم وأقول أي كرم؟
الكرم الحقيقي كرم الأخلاق في التخفيف على أهل الميت بعدم الإثقال عليهم بتكاليف ما أنزل الله بها من سلطان، وقد تعودت في السنوات الأخيرة على القيام بواجب العزاء ثم الهروب فورا قبل مد السفر المليئة بما لذ وطاب هذه قناعاتي، فمن يوافقني؟
الله أعلم أن من يوافقني قلة لكنني أطمح بأن يكونوا يوما ما هم الكثرة وحتى ذلك الحين هات حبة سمبوسة!
BASSAM_FATINY@