العالم

خان ينتصر وينجو من مؤامرة

رئيس وزراء باكستان يدعو لانتخابات مبكرة لحل البرلمان ووقف مسلسل الإطاحة

عمران خان يبدو فخورا بانتصاره (مكة)
نجا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مما سماه «المؤامرة» للإطاحة به، بعدما تدخل رئيس البرلمان قاسم سوري وأوقف عملية التصويت على حجب الثقة، في ظل انضمام عدد كبير من أتباعه إلى صفوف المعارضة وتشكيل التكتل الأكبر.

وفيما قرر خان حل الحكومة ودعا لانتخابات مبكرة، هدد زعيم المعارضة الغاضب شهباز شريف، بتسجيل قضية خيانة ضد رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب بموجب المادة 6 من الدستور الباكستاني، بعد أن فاجأه قرار السلطة التشريعية غير المتوقع.

ووسط حالة من الجدل السياسي هزت الشارع الباكستاني، صادق رئيس البرلمان على كلام خان، وأكد وجود مؤامرة أمريكية للإطاحة بالأخير، وبرر قراره بوقف التصويت قائلا «اقتراح حجب الثقة عن رئيس الوزراء مدعوم من قوة أجنبية»، في إشارة إلى التدخل الأمريكي، ووصف نائب رئيس البرلمان الباكستاني سحب الثقة من رئيس الحكومة بأنه «غير دستوري»، ومخالف لمضمون المادة الخامسة من دستور البلاد.

انتصار خان

خرج رئيس الحكومة منتصرا من المعركة الأشرس في تاريخه، لينصح رئيس البلاد عارف علوي بحل البرلمان، داعيا الباكستانيين للاستعداد لانتخابات مبكرة، بهدف القضاء على التكتل المعارض الذي يواجهه داخل البرلمان.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني إن «مليارات الروبيات» التي تم إنفاقها على «شراء» أصوات النواب سوف تضيع، ونصح أولئك الذين أخذوا الأموال بالتبرع بها لدور الأيتام والفقراء.

وأضاف قائلا «استعدوا للانتخابات. لن تقرر أي قوى فاسدة مستقبل البلاد. وعندما يحل البرلمان سيبدأ إجراءات الانتخابات المقبلة، وتبدأ الحكومة تصريف الأعمال».

فصل حاسم

وقال وزير الإعلام فؤاد شودري إن نصيحة رئيس الوزراء بحل «مجلس الأمة» قد أرسلت إلى الرئيس عارف علوي بموجب المادة 58 من الدستور، فيما أعلن وزير الدولة للإعلام والإذاعة، فروخ حبيب، أن الانتخابات الجديدة ستجرى في غضون 90 يوما.

وطبقا للمادة 58 «يحل الرئيس مجلس الأمة إذا نصح بذلك رئيس الوزراء؛ ويظل البرلمان قائما، ما لم يتم حله على وجه الاستعجال».

ويبدو أن الرياح جرت في المعركة السياسية الأخيرة في باكستان، بما تشتهيه سفن عمران خان، الذي يبدو أن خطاباته بشأن مؤامرة خارجية، ودعم أنصاره أقنع رئاسة البرلمان بوجاهة رأيه، لكن إجراء انتخابات جديدة، سيكون فيصلا حاسما في مستقبل زعيم حزب «حركة إنصاف» عمران خان، الذي خسر غالبيته البرلمانية الأسبوع الماضي عندما أعلن حزب حليف له أن نوابه السبعة سيصوتون إلى جانب المعارضة.

معركة سياسية

وانتخب خان في يوليو 2018، رئيسا للوزراء بعد معركة سياسية مضنية، انتصرت فيها وعوده الانتخابية ببناء الدولة وتحسين التعليم والصحة وتعزيز نظام الضرائب والحد من الفساد.

ويتولى خان، وهو بطل لعبة الكريكيت الشهيرة في باكستان، زعامة حركة إنصاف محتفظا بتاريخ سياسي مميز بعد أن أصبح عضوا في الجمعية الوطنية من عام 2013 إلى عام 2018، وهو المقعد الذي فاز به في الانتخابات العامة عام 2013.

واشتهر الزعيم السياسي بمناهضة حكام باكستان السابقين، مثل برويز مشرف، وآصف علي زرداري، ومعارضته للسياسة الخارجية للمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

لصوص وجبناء

وذكرت وسائل إعلام محلية أن خان تلقى تقريرا من سفير باكستان في واشنطن سجل لقاء مع موظف أمريكي رفيع المستوى قال له إن علاقات البلدين ستكون أفضل في حال مغادرة رئيس الوزراء منصبه، ونفت واشنطن أن تكون قالت ذلك.

واتهم خان الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل في الشؤون الداخلية الباكستانية، ودعا أنصاره إلى النزول إلى الشارع للتظاهر سلميا احتجاجا على ما وصفه بأنه «مؤامرة» مدبرة في الخارج لطرده من السلطة.

ووصف معارضيه بأنهم «لصوص» وجبناء، وألمح إلى أنه لا يزال يملك ورقة في يده، ووعد قائلا «لدي خطة.. لا تقلقوا. سأثبت لهم أنني سأهزمهم أمام البرلمان».

أرقام باكستانية مهمة:
  • 342 عدد نواب البرلمان.
  • 172 صوتا ضده كانت ستؤدي لحجب الثقة.
  • 12 عضوا من حركة إنصاف انشقوا عليه.
  • 7 من حلفائه أعلنوا التصويت ضده.