كلمات: معان ودلالات
الخميس / 28 / شعبان / 1443 هـ - 20:06 - الخميس 31 مارس 2022 20:06
للكلمات معان ودلالات، فتنطلق الكلمة من لسان صاحبها تريد معنى محددا صريحا، أو تُكتب في كتاب يريد صاحبه إيضاح فكرة بعينها، أو وصف حادثة بتفاصيلها، فيسمعها هذا ويقرؤها ذاك، فتأتي المعاني متسارعة من هنا وهناك، وتأبى التلاقي والاتفاق، فتنشأ الفرقة ويشتد الشقاق، وهذا أحد أسباب الخلافات الزوجية والاجتماعية والدينية، وفي هذا الإطار يقول (ابن حزم الأندلسي): «الأصل في كل بلاء وعماء وتخليط وفساد، اختلاط الأسماء، ووقوع اسم واحد على معان كثيرة، فيخبر المخبر بذلك الاسم، وهو يريد أحد المعاني التي تحته، فيحمله السامع على غير ذلك المعنى الذي أراد المُخبر، فيقع البلاء والإشكال».
حتى ترتيب الكلمات له علاقة بالمعنى، فتأتي الكلمة وأختها بمعنى، وبمجرد أن تتقدم الثانية على الأولى يتغير المعنى، في كتاب (عبقرية الصدّيق) يقول (العقّاد) واصفا الفرق بين (أبي بكر الصديق) و(عمر بن الخطاب) رضي الله عنهما: «إن تقديم وصف على موصوف يكفي في الإبانة عن هذا الفرق الدقيق الذي لا ينفسح حتى يتسع لأكثر من هذا التفريق.
فأبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يُعجب بـ (محمد النبي) صلى الله عليه وسلم، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يُعجب بـ (النبي محمد) صلى الله عليه وسلم، إن حب أبي بكر لشخص محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي هداه إلى الإيمان بنبوته وتصديق وحيه. وإن اقتناع عمر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي هداه إلى حبه والولاء له والحرص على سنته، وعلى رضاه».
وقد تختلف معاني الكلمات ودلالاتها باختلاف جنس مُصدرها ومتلقيها، فالكلمات التي تنطقها المرأة لأخرى، قد يتبدل معناها إذا ما وقعت في أذن الرجل، حتى حالة الصمت والامتناع عن الكلام، يحترمها الرجال فيما بينهم، فيما النساء يسئن فهمها، يقول (جون غراي) في كتاب (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة): «إن أحد التحديات الكبيرة للرجال هو التأويل الصحيح ومساندة المرأة عندما تتحدث عن مشاعرها. وأكبر تحد للمرأة هو التأويل الصحيح ومساندة الرجل عندما يمسك عن الحديث؛ فالنساء يُسِئن تفسير الصمت بسهولة».
هناك كلمات قد تبدو للوهلة الأولى أنها تتشابه في معانيها وإن اختلفت مبانيها، بينما في الحقيقة هي مختلفة تماما في الاستخدام والتعبير، وفي الأثر والتأثير، فلو أخذنا مثلا: (الفكاهة) و(السخرية)، سنجد من يخلط بينهما مع أن الفروق واضحة وكثيرة، (فالفكاهة) هي نوع من الملاطفة والمداعبة وإدخال السرور، ترويح للنفس وراحة للقلب، تجمع الناس وتفرحهم، بساطة وخفة ظل وأمل، تثير الضحك البريء، وتستدعي المعاني اللطيفة، فيها التقارب والمودة والحب، بينما (السخرية) هي نوع من الانتقاص والتنمر والاستهزاء، كبر وتعال، عنف وفوقية، تجريح وإهانة، إحباط وأذى، تثير دموعا مكبوتة، وأحقادا مكتومة، فيها البغض والقسوة والفرقة، لذلك تتجنب النفوس الطاهرة (السخرية المريرة) وتتجه إلى (الفكاهة البريئة).
(فاشنيستا، مودل، باريستا، ايفنت،....) كلمات غريبة غربية، فيها دعوة للتقليد والتبعية، وخطوة للانسلاخ من الهوية، فضفاضة غير واضحة الملامح، إما بغرض الإبهار والانبهار أو التسويق أو التمويه، ولم يسلم من سطوتها سوى أصحاب النفوس الفخورة بلغتها، والعقول الشامخة بهويتها، أما الآخرون في دروبها يترنحون، أغوتهم وخدعتهم، فأصبحت ألسنتهم ممسوخة مشوهة، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ينتمون، وتجاهلوا الحقيقة التي تقول: ليست مجرد كلمات، بل هي معان ودلالات.
basem_slr@
حتى ترتيب الكلمات له علاقة بالمعنى، فتأتي الكلمة وأختها بمعنى، وبمجرد أن تتقدم الثانية على الأولى يتغير المعنى، في كتاب (عبقرية الصدّيق) يقول (العقّاد) واصفا الفرق بين (أبي بكر الصديق) و(عمر بن الخطاب) رضي الله عنهما: «إن تقديم وصف على موصوف يكفي في الإبانة عن هذا الفرق الدقيق الذي لا ينفسح حتى يتسع لأكثر من هذا التفريق.
فأبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يُعجب بـ (محمد النبي) صلى الله عليه وسلم، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يُعجب بـ (النبي محمد) صلى الله عليه وسلم، إن حب أبي بكر لشخص محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي هداه إلى الإيمان بنبوته وتصديق وحيه. وإن اقتناع عمر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي هداه إلى حبه والولاء له والحرص على سنته، وعلى رضاه».
وقد تختلف معاني الكلمات ودلالاتها باختلاف جنس مُصدرها ومتلقيها، فالكلمات التي تنطقها المرأة لأخرى، قد يتبدل معناها إذا ما وقعت في أذن الرجل، حتى حالة الصمت والامتناع عن الكلام، يحترمها الرجال فيما بينهم، فيما النساء يسئن فهمها، يقول (جون غراي) في كتاب (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة): «إن أحد التحديات الكبيرة للرجال هو التأويل الصحيح ومساندة المرأة عندما تتحدث عن مشاعرها. وأكبر تحد للمرأة هو التأويل الصحيح ومساندة الرجل عندما يمسك عن الحديث؛ فالنساء يُسِئن تفسير الصمت بسهولة».
هناك كلمات قد تبدو للوهلة الأولى أنها تتشابه في معانيها وإن اختلفت مبانيها، بينما في الحقيقة هي مختلفة تماما في الاستخدام والتعبير، وفي الأثر والتأثير، فلو أخذنا مثلا: (الفكاهة) و(السخرية)، سنجد من يخلط بينهما مع أن الفروق واضحة وكثيرة، (فالفكاهة) هي نوع من الملاطفة والمداعبة وإدخال السرور، ترويح للنفس وراحة للقلب، تجمع الناس وتفرحهم، بساطة وخفة ظل وأمل، تثير الضحك البريء، وتستدعي المعاني اللطيفة، فيها التقارب والمودة والحب، بينما (السخرية) هي نوع من الانتقاص والتنمر والاستهزاء، كبر وتعال، عنف وفوقية، تجريح وإهانة، إحباط وأذى، تثير دموعا مكبوتة، وأحقادا مكتومة، فيها البغض والقسوة والفرقة، لذلك تتجنب النفوس الطاهرة (السخرية المريرة) وتتجه إلى (الفكاهة البريئة).
(فاشنيستا، مودل، باريستا، ايفنت،....) كلمات غريبة غربية، فيها دعوة للتقليد والتبعية، وخطوة للانسلاخ من الهوية، فضفاضة غير واضحة الملامح، إما بغرض الإبهار والانبهار أو التسويق أو التمويه، ولم يسلم من سطوتها سوى أصحاب النفوس الفخورة بلغتها، والعقول الشامخة بهويتها، أما الآخرون في دروبها يترنحون، أغوتهم وخدعتهم، فأصبحت ألسنتهم ممسوخة مشوهة، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ينتمون، وتجاهلوا الحقيقة التي تقول: ليست مجرد كلمات، بل هي معان ودلالات.
basem_slr@