الخمينية عدونا الأول!
الأربعاء / 27 / شعبان / 1443 هـ - 22:27 - الأربعاء 30 مارس 2022 22:27
الشاب السبعيني مصلح هرب من المصحة العقلية، علمت بذلك من الأصدقاء في الاستراحة، وأخذني الفضول إلى معرفة سبب دخوله المصحة أصلا، فقال أبوعثمان: مصلح وطني حتى النخاع، يستنفر كل قواه حين يجد تهما يتداولها المغرضون عن السعودية عبر مواقع التواصل، حتى أنه ليلة حطم التلفزيون حين وجد قناة (الحريرة) تبث أخبارا ملفقة من صحف غربية، ودفع قيمته عن رضا وهو يقول «شفيت غليلي»!
مصلح دخل مواقع التواصل الاجتماعي، وأخذ يتتبع الحسابات المغرضة، ويكشف عوارها وزيف دعاواها، ثم اصطدم بمشاكل جمة، فاخترقت حساباته، وأوقف بعضها، وفي كل مرة يعود منافحا، لكن هذه المرة أصيب بصدمة كبرى، فقد حضر أحد الملتقيات الثقافية الكبرى، الهوية الوطنية، وكسا جسده الضئيل بملابس المثقفين القدامى (قبعة تنطوي من الأمام/ وبنطال له مشدان مطاطيان أفقيان على الكتفين/ وقميص مقلم بخطوط متقاطعة) فاقترب من أحد الأدباء الكبار في بهو الفندق وتحدث معه قليلا، ثم قال بصوته الجهوري: هل لك قصيدة تدين فيها هجومات الإرهابيين الحوثيين على بلادنا ومنشآتنا المدنية؟ أو تهجم زعيم الإرهاب اللبناني على بلادنا؟
فصمت الجميع، ومصلح يتفحص الوجوه، ثم تدخل أديب آخر، وقال: يا أخ، دعنا من السياسة، نحن في ملتقى ثقافي! فثار مصلح: قبل قليل كنتم تنظّرون للهوية الوطنية، فهل الدفاع عن الوطن سياسة؟ هل انقطاع الماء والكهرباء والوقود عن بيوتنا سياسة؟ هل قتل المدنيين سياسة؟ أتظن حقا أنك مثقف حين تقول هذه العبارة القزمة؟ فرد عليه: إن لم ندخل في السياسة فسندخل في الطائفية؟ وهنا وقف مصلح، وضرب على صدره ضربتين، ثم قال بلهجة مصرية: «عليه العوض ومنو العوض»، وصفق بيديه على بعضهما وخرج من الجلسة، لكنه عاد سريعا، وقال:
«اسمعوا يا «رقّالة» تكون الأمور سياسية حتى تصل إلى المواجهة المسلحة، وتكون الأمور مذهبية حتى تصل إلى تبرير تخريب الأوطان، وينشئ ساسة يمتطون المذهب الأذرع المسلحة لخراب الأوطان، ويدعون قولا وفعلا إلى تقويض الأمن والسلم الاجتماعي، فما دخل السياسة والطائفية في الأمر؟ نحن لا نحارب الحوثيين لمذهبهم، بل لعقيدتهم السياسية العدائية المبنية على المشروع الإيراني، وتنفيذ أجندة الخمينية في المنطقة، وإني لأستغرب أن أرى بعض هذه القامات تسمي الأشياء بغير أسمائها، فهل أنتم خمينيون؟».
التفت القوم إلى بعضهم البعض، وقال بعضهم: كلامه صحيح، وآخرون صمتوا، وبعض آخر ابتسموا ابتسامة صفراء، لكن أحد الجالسين وقف قائلا: تحملناك كثيرا، يكفي هذه الملابس التي تشمئز منها القطط، أرجوك: خذ بعضك وامض بعيدا عنا!، فثار مصلح، وقال: الآن حصحص الحق، وظهر الخميني الأول، فأشار إليه بإصبعه: (تقدم)، فالتفت الرجل إلى الجالسين وهم يضحكون، فأخذته العزة بالإثم فتقدم، فأخذ مصلح هيئة لاعب (الجودو) فوقف الرجل حائرا ومصلح يهتز كالكوبرا أمام عازف الناي، فالتفت إلى أصحابه فقام أحدهم وآزره، ثم قام ثالث، فوقف رجل وقور وقال: يا إخوة، يبدو أن هذا الرجل مضطرب عقليا، دعوه، وما إن أنهى حديثه حتى أسرع مصلح باتجاهه كالسهم، فأرسل أحد الخبثاء قدمه أمام ساقي مصلح فتعثر بها وسقط على الأرض، وزلق على الأرضية الناعمة حتى اصطدم رأسه بالجدار، وكان سقوطه الأخير، ولم يصح إلا في المستشفى، لا يتذكر شيئا مما حدث، فأودع المصحة العقلية بعد شهر من الحادثة، ومكث فيها حتى وجد فرصة للهروب، ويقال إنه الآن يغرد عبر وسم #الخمينية_عدو_العرب، ولا يعرف مكانه!
@ahmad_helali
مصلح دخل مواقع التواصل الاجتماعي، وأخذ يتتبع الحسابات المغرضة، ويكشف عوارها وزيف دعاواها، ثم اصطدم بمشاكل جمة، فاخترقت حساباته، وأوقف بعضها، وفي كل مرة يعود منافحا، لكن هذه المرة أصيب بصدمة كبرى، فقد حضر أحد الملتقيات الثقافية الكبرى، الهوية الوطنية، وكسا جسده الضئيل بملابس المثقفين القدامى (قبعة تنطوي من الأمام/ وبنطال له مشدان مطاطيان أفقيان على الكتفين/ وقميص مقلم بخطوط متقاطعة) فاقترب من أحد الأدباء الكبار في بهو الفندق وتحدث معه قليلا، ثم قال بصوته الجهوري: هل لك قصيدة تدين فيها هجومات الإرهابيين الحوثيين على بلادنا ومنشآتنا المدنية؟ أو تهجم زعيم الإرهاب اللبناني على بلادنا؟
فصمت الجميع، ومصلح يتفحص الوجوه، ثم تدخل أديب آخر، وقال: يا أخ، دعنا من السياسة، نحن في ملتقى ثقافي! فثار مصلح: قبل قليل كنتم تنظّرون للهوية الوطنية، فهل الدفاع عن الوطن سياسة؟ هل انقطاع الماء والكهرباء والوقود عن بيوتنا سياسة؟ هل قتل المدنيين سياسة؟ أتظن حقا أنك مثقف حين تقول هذه العبارة القزمة؟ فرد عليه: إن لم ندخل في السياسة فسندخل في الطائفية؟ وهنا وقف مصلح، وضرب على صدره ضربتين، ثم قال بلهجة مصرية: «عليه العوض ومنو العوض»، وصفق بيديه على بعضهما وخرج من الجلسة، لكنه عاد سريعا، وقال:
«اسمعوا يا «رقّالة» تكون الأمور سياسية حتى تصل إلى المواجهة المسلحة، وتكون الأمور مذهبية حتى تصل إلى تبرير تخريب الأوطان، وينشئ ساسة يمتطون المذهب الأذرع المسلحة لخراب الأوطان، ويدعون قولا وفعلا إلى تقويض الأمن والسلم الاجتماعي، فما دخل السياسة والطائفية في الأمر؟ نحن لا نحارب الحوثيين لمذهبهم، بل لعقيدتهم السياسية العدائية المبنية على المشروع الإيراني، وتنفيذ أجندة الخمينية في المنطقة، وإني لأستغرب أن أرى بعض هذه القامات تسمي الأشياء بغير أسمائها، فهل أنتم خمينيون؟».
التفت القوم إلى بعضهم البعض، وقال بعضهم: كلامه صحيح، وآخرون صمتوا، وبعض آخر ابتسموا ابتسامة صفراء، لكن أحد الجالسين وقف قائلا: تحملناك كثيرا، يكفي هذه الملابس التي تشمئز منها القطط، أرجوك: خذ بعضك وامض بعيدا عنا!، فثار مصلح، وقال: الآن حصحص الحق، وظهر الخميني الأول، فأشار إليه بإصبعه: (تقدم)، فالتفت الرجل إلى الجالسين وهم يضحكون، فأخذته العزة بالإثم فتقدم، فأخذ مصلح هيئة لاعب (الجودو) فوقف الرجل حائرا ومصلح يهتز كالكوبرا أمام عازف الناي، فالتفت إلى أصحابه فقام أحدهم وآزره، ثم قام ثالث، فوقف رجل وقور وقال: يا إخوة، يبدو أن هذا الرجل مضطرب عقليا، دعوه، وما إن أنهى حديثه حتى أسرع مصلح باتجاهه كالسهم، فأرسل أحد الخبثاء قدمه أمام ساقي مصلح فتعثر بها وسقط على الأرض، وزلق على الأرضية الناعمة حتى اصطدم رأسه بالجدار، وكان سقوطه الأخير، ولم يصح إلا في المستشفى، لا يتذكر شيئا مما حدث، فأودع المصحة العقلية بعد شهر من الحادثة، ومكث فيها حتى وجد فرصة للهروب، ويقال إنه الآن يغرد عبر وسم #الخمينية_عدو_العرب، ولا يعرف مكانه!
@ahmad_helali