الرأي

غياب أم غيبوبة!

عادل الحميدان
لا يمكن فهم غياب الهيئات والجمعيات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني عن التفاعل مع الأحداث والفعاليات التي يعيشها الوطن ومع هموم وتطلعات المواطن.

معظم هذه الهيئات ورغم تمثيلها لفئات مهنية أو تبنيها لشرائح أو شؤون معينة في المجتمع تبدو بعيدة كل البعد عما يحدث في المجتمع من حراك، ناهيك عن قيامها بأي مبادرات ذات طابع وطني.

الغياب الغريب لهذه الهيئات والجمعيات والمؤسسات والمراكز عن المشهد، خاصة في ظل تسارع وتيرة البناء والتحديث في المملكة يرسم العديد من علامات الاستفهام عن الهدف من قيام هذه الهيئات والجدوى من استمرار وجودها.

والحديث بالعموم هنا لا يلغي المسؤولية المضاعفة للبعض من هذه الهيئات والجمعيات بحكم اختصاصها في أوقات تتطلب فيها مضاعفة الجهود في مساندة الأجهزة الحكومية في تحقيق الأهداف العامة للدولة، خاصة وأنها تحظى بدعم حكومي مباشر أو غير مباشر، يضاف إلى ذلك تحول عضوية بعضها إلى شرط رئيس للحصول على رخصة عمل أو الدخول في مشروع حكومي.

لا يسعنا في هذا المقال تسمية أو ضرب أمثلة نظرا لكثرتها من جانب، والحساسية المفرطة تجاه النقد لدى القائمين عليها من جانب آخر، وعزاؤنا هنا هو أن القارئ يدرك هذا الغياب، كما يعي تماما أن طول فترة الغياب أدخلت هذه المؤسسات في مرحلة أشبه بالغيبوبة فلا هي حية فترجى ولا ميتة فتنعى.

وبعيدا عن الوضع الماضي والحالي لهذه الهيئات والجمعيات فإنه قد آن الأوان لقطار التحديث أن يتوقف عند محطتها، والتعرف على الأسباب التي جعلتها معطلة عاجزة عن تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، وإعادة تنظيمها أو النظر في بقائها من الأساس في حال عدم وضوح الأهداف أو تغيرها عما كانت عليه وقت إنشائها.

الطموح كبير والتحديات كثيرة، والمملكة تعيش حاليا تطورا مذهلا في مختلف المجالات والأداء الحكومي يتخذ مسارا تصاعدي يتطلب حضورا يوازيه من قبل الهيئات المهنية على وجه الخصوص، إضافة إلى قيام كافة الهيئات والجمعيات غير الربحية بأداء أدوار أكثر فاعلية بعيدا عن مقاعد المتفرجين.

وعن الفاعلية والحضور فإن الحديث يطول، وإن كان أول سطر يكتب.. عزيزي المواطن.. كم مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني تعرف؟ وما أعمالها؟

@Unitedadel