الرأي

جلد المخطئ.. لو اعتذر

تقريبا

فواز عزيز
• لماذا نحن نحب جلد الذات، ونستمتع بممارسته دائما..؟! • لولا الأخطاء لما كان الخلاف والاختلاف والنقد والانتقاد والبحث والتقصي.. ولولا الخطأ لما كان للخبرة والتجربة قيمة. • الأخطاء جزء من حياتنا، منها نتعلم ونكتسب الخبرة؛ لولا الإسراف بجلد الذات، والمبالغة في انتقاد المخطئ. • «لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم»، هكذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم. • لولا الخطأ لم يكن «التسامح» خصلة حسنة، ولم يكن «العفو» من شيم الكبار. • الحياة بلا أخطاء.. ليست من «الواقع».. ومحاولة تصحيح الأخطاء بـ «الجلد» و«الانتقاد» و«القسوة»، جزء من أخطاء الحياة التي نرتكبها فنزيد الطين بلة!. • من الطبيعي ألا نقبل بالخطأ، لكن من غير الطبيعي أن يكون همنا إثبات «الخطأ» و«المخطئ» في سجلات التاريخ أكثر من تصويبه وتصحيحه..! • كثيرة هي الأخطاء التي دونها التاريخ؛ لكن هل تعلمنا منها، بقدر ما نستجرها في حياتنا..؟ • الحياة هي خليط من الخطأ والصواب.. نتبادل فيها الأدوار بين «مخطئ» و«مصلح»، فبينما تكون يوما في هذا الجانب، ربما تكون في الجانب الآخر يوما ما. • كنا سابقا نطالب المخطئ بالاعتذار، بحجة أن الاعتذار شجاعة، بينما اليوم يزيدنا اعتذار المخطئ قسوة عليه، وعلى كل من يحسن الظن فيه ويلتمس له العذر.. لماذا؟! • نقدر الشخص ونحترمه في كل شؤون الحياة حتى التي لا يجيدها، وننسف كل ذلك التقدير والاحترام بخطأ واحد، وكأنه لم يكن في حياته إلا خطّاء! • متى يكون اعتذار المخطئ نقطة لنهاية سطر الانتقاد؛ إن كان القصد من الانتقاد تصويب الخطأ؟ وإلا فإن «نقدنا» من أجل الانتقاد فقط أكبر من خطأ المنتقد.! • لنحارب «الأخطاء» بالتصويب والتصحيح أكثر من النقد والانتقاد.. ليكون الاختلاف جزءا نافعا من حياتنا. • أحيانا.. المبالغة في الانتقاد، تجر المنتقد إلى ركن «المكابرة». f.aziz@makkahnp.com