إذا كنت ذكيا فأنت لا تحتاج الآخرين
الخميس / 8 / ذو القعدة / 1437 هـ - 20:30 - الخميس 11 أغسطس 2016 20:30
الجحيم هم الآخرون، على الأقل بالنسبة لأولئك الأذكياء حقا.
لا أحد يستطيع إنكار تأثير التواصل الإنساني ووجود الأصدقاء والعائلة على سعادة الإنسان، خاصة مع المعاناة الواضحة لإنسان المدن الحديثة من الوحدة والاكتئاب، وهي حالات سميت جميعها أمراض العصر.
عرضت صحيفة واشنطن بوست البحث الذي أجراه الباحثان 'ساتوشي كانازاوا، ونورمان لي' عن نمط الحياة المرتبط بالسعادة والوحدة، واستخدما ما أطلقا عليه نظرية: سافانا للسعادة.
ومن أجل تفسير البحث استطلعا عينة تتضمن 15000 شخص، تتراوح أعمارهم بين الـ18 والـ28، يعيشون في مناطق ذات كثافة سكانية متنوعة، ويتواصلون مع من حولهم بمعدلات مختلفة. وبعد تحليل البحث لخص العلماء الاستنتاجات في نتائج عدة:
أولا، الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة أقل سعادة.
ثانيا، كلما ازداد التواصل مع الأصدقاء والأشخاص الذين يشعر الشخص بالراحة معهم زادت السعادة.
عوالم الأذكياء الصغيرة: تكفي حاجتهم.
لكن طالما أن لكل قاعدة شواذ، فإنه لوحظ وجود استثناء لكل ما سبق، وهو يخص الأشخاص الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء عالية، وبقدرات عقلية متفردة.
تقول الدراسة إنه كلما ارتفع معدل الـ IQ لدى الشخص انخفض احتياجه للتواصل المستمر مع الآخرين، فالأذكياء يشعرون بعدم الرضا عن حياتهم إذا زاد معدل النشاط الاجتماعي بها، أو زاد معدل تواصلهم مع أصدقائهم، كما أنهم لا يشعرون بالارتياح وسط الجموع، فعندما يقضي الأذكياء وقتا أكبر مع أصدقائهم يصبحون أقل سعادة.
اقرأ ايضاَ .. 13 أداة نستخدمها ستختفي بحلول عام 2020
أدمغة الأشخاص الأكثر ذكاء تعمل بطريقة مختلفة حيال عملية التواصل، فهم يفضلون العيش في عوالم صغيرة. بالنسبة لهم التفاعل الاجتماعي يعد شرا لا بد منه وليس احتياجا جوهريا في حياتهم. الحقيقة أنه كلما اضطر هؤلاء العباقرة إلى التواصل بشكل متزايد قلت سعادتهم.
السبب في هذا الأمر يفسر عن طريق نظرية تسمى 'نظرية السافانا في السعادة'، حيث تقول: إن الإنسان ليس عبارة عن جينات فقط، لكنه أيضا يحمل ذاكرة أسلافه الذين عاشوا منذ آلاف السنين، أي إن أسلوب حياة الصيادين القدماء ما زال يؤثر علينا بشكل عام وعلى إحساسنا بالسعادة بشكل خاص.
نحن نشعر بالسعادة في المواقف نفسها التي كان أسلافنا يشعرون بالسعادة فيها منذ آلاف السنين. المجتمع عند أسلافنا في السافانا الأفريقية لم يكن يتعدى 150 شخصا، مما يعني بمعاييرنا نحن أنهم كانوا يعيشون في قرية صغيرة، كثافتها السكانية شخص واحد لكل كيلومتر مربع. على الرغم من ذلك، كان عليهم البقاء سويا للتغلب على ظروف بيئتهم القاسية والخطيرة.
نحن نعيش الآن في عصر التكنولوجيا، محاطين بأعداد هائلة من الآخرين، لكن معظم الناس ما زالوا يحملون داخلهم ذلك الإنسان القديم. كأن أجسادهم تحيا في عصر بينما تحيا عقولهم في عصر آخر. الأجساد تسكن المدن العملاقة التي كثافتها ألف نسمة لكل كيلو متر مربع، والعقول تسكن صحراء السافانا. تنطبق هذه النظرية على معظم البشر وليس جميعهم.
العباقرة يتغلبون على الماضي.
يتمكن العباقرة – بخلاف متوسطي الذكاء – من التغلب على الفجوة التي بين ذاكرة الماضي وظروف الوقت الحاضر. بشكل عام هم أكثر قدرة على التكيف من غيرهم. كأن الطبيعة تحاول من خلالهم إيجاد طريقة لحل المشكلات التطورية الجديدة. لهذا يتمكن العباقرة من العيش على طريقتهم الخاصة دون الارتباط كثيرا بجذورهم، إن قدراتهم العقلية المرتفعة تمنحهم قدرا من الحرية يجعلهم غير مضطرين للاعتماد على وجود الآخرين معظم الوقت، مما يعني العمل على أهدافهم بشكل مستقل هؤلاء الأشخاص منسجمون مع أنفسهم.
اقرأ ايضاَ .. المحاولة الثالثة للقضاء على سناب شات