العالم

رسائل شر إيرانية تستبيح سيادة العراق

طهران تتحدى العالم وتؤكد أنها لن تتوقف عن قصف شمال العراق مريم رجوي: تصعيد عدواني جديد.. جريمة حرب وعمل لا إنساني إندبندنت: القصف رسالة لقادة الأكراد بعد تحالفهم مع الصدر والحلبوسي مجلس وزراء كردستان: التذرع بوجود قاعدة إسرائيلية كذبة كبيرة العراق يحتج ويستدعي السفير.. والكاظمي يتابع ميدانيا من أربيل

من آثار التدمير في أربيل (مكة)
صدم نظام الملالي العالم بعدما أعلن أمس أنه لن يتوقف عن قصف شمال العراق، وضرب الإيرانيون عرض الحائط ببيانات الغضب والاستنكار الصادرة من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية أمس.

وبينما وصفت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وغالبية الدول العربية ضرب مدينة أربيل بـ12 صاروخا بالعمل الهمجي، واعتبرته استباحة مرفوضة لأراضي دولة عربية، وصفت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي الاعتداء الصاروخي على مدينة أربيل بجريمة الحرب والعمل اللا إنساني.

وأكد مراقبون أن القصف الإيراني الغاشم لا يستهدف العراق فقط، بل يحمل رسائل شر تخريبية للعراق والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بعد فشل مفاوضات فيينا، الأمر الذي يعني فقدان نظام الملالي الكثير من المكاسب التي كان يسعى إليها.

جريمة حرب

وأكدت مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، أن الهجوم الصاروخي لنظام الملالي على مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق هو جريمة حرب وعمل لا إنساني تستحق العقاب ومن الواضح أن الملالي يريدون تصعيد عدوانهم في سوريا واليمن والعراق ولبنان.

وقالت في حسابها على تويتر «هذا النظام هو البنك المركزي للتحريض على الحرب والإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة ويبحث عن قنبلة ذرية، الحل هو الإطاحة بالفاشية الدينية الحاكمة في إيران».

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول عسكري أمريكي قوله «إن الصواريخ أطلقت من إيران على أربيل وسقطت بالقرب من القنصلية الأمريكية في المدينة، وأصدرت قوات الحرس لنظام الملالي بيانا تتبنى فيه الهجوم الصاروخي على أربيل.

اعتداء جبان

وأدان مجلس وزراء إقليم كردستان الاعتداء الصاروخي، واصفا إياه بالجبان، مؤكدا أن التذرع بوجود قاعدة إسرائيلية بالقرب من القنصلية الأمريكية عار من الصحة.

كما أكد في بيان أن «الموقع المستهدف مدني، معتبرا أن التبرير الذي سيق لقصفه يهدف إلى إخفاء دوافع تلك الجريمة الشنيعة، وأن مزاعم مقترفي الهجوم أبعد ما تكون عن الحقيقة».

وأضاف أن إيران كررت مثل تلك الهجمات مرات عديدة، معتبرا أن صمت المجتمع الدولي إزاءها سيمهد الطريق لمواصلتها، ودعا البيان الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والحكومة الاتحادية والبرلمان العراقي إلى التحقيق العاجل في هذا القصف، والكشف عن الحقائق إلى الرأي العام، واتخاذ موقف حازم وقوي من تلك الهجمات.

صدمة إيرانية

في المقابل، صدم تصريح المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده العالم، إذ أكد إن بلاده ترفض الدعوات العراقية والدولية بعدم قصف شمال العراق.

وادعى في مؤتمره الصحفي الأسبوعي «إن إيران وجهت تحذيرات للعراق مرارا لمنع استخدام حدوده وأراضيه أن تصبح بؤرة للتخريب وإرسال الجماعات الإرهابية إلى إيران»، وأضاف «ليس من المقبول إطلاقا أن يصبح أحد جيراننا، الذي تربطه علاقات عميقة بنا العراق، مركز تهديد لإيران».

وتابع «لقد وعدنا الجانب العراقي في اجتماعات مختلفة بحل قضية الأنشطة المخربة التي تنطلق من العراق ضد إيران»، مبينا «نتوقع من الحكومة المركزية العراقية أن تضع حدا نهائيا لهذه القضية ولا تسمح بإساءة استغلال حدودها».

رسائل إيرانية

وقال موقع «إندبندنت عربية» «إن القصف الإيراني رسالة من طهران إلى القادة الأكراد، في وقت تخشى فيه القوى الموالية لها في بغداد احتمالات إقصائها عن السلطة، بعد الخلافات داخل «البيت الشيعي» من جهة مقابل اتساع التعاون بين الأكراد والسنة من جهة أخرى.

ونقل الموقع أن القصف الإيراني يحمل في مضمونه تحذيرا مبطنا لأربيل التي يحكمها الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني الذي بات يتهم من جانب أوساط إيرانية بالإسهام في تشتيت «البيت الشيعي» في أعقاب تحالفه مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي».

ونقل الموقع عن آخرين، أن القصف رد من إيران على تمادي أربيل في ضرب مصالح طهران الإقليمية، من خلال تكثيف مساعيها لتصدير الغاز إلى تركيا الباحثة عن بدائل للغاز الإيراني والروسي، تزامنا مع عودة علاقاتها إلى طبيعتها مع إسرائيل».

أمر خامنئي

وكشفت مصادر إيرانية أن المرشد الإيراني على خامنئي، أمر بقصف أربيل العراقية، في اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في طهران، ردا على مقتل ضابطين من الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وللرد على الضغوط في المفاوضات النووية بعد إعلان تعليقها.

وذكرت الصحيفة أن الاجتماع برئاسة خامنئي يشير إلى أن المفاوضات النووية تمر بمنعرج خطير، وأن القيادة الإيرانية ستصعد هجماتها في مياه الخليج العربي، لتستهدف مصادر الطاقة.

وكشفت المصادر، أنه بعد مقتل قيادات عليا ميدانية من الحرس في سوريا وعودة الفريق النووي الإيراني المفاوض من فيينا إلى طهران بعد تعليق المفاوضات، اجتمع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بحضور المرشد علي خامنئي مساء السبت في مكتب المرشد في طهران، حيث قدم الحرس الثوري خلال الاجتماع عدة اقتراحات للرد على مقتل اثنين من كبار قادته في سوريا، وأيضا للرد على الضغوط الجديدة في المفاوضات النووية بعد تعليقها».

توقيت القصف

وأوضح المصدر الإيراني أن المرشد خامنئي وافق على استهداف المصالح الأمريكية في العراق بعد تأكيد جنرالات الحرس الثوري على أهمية الرد العسكري على ما تتعرض له قواتهم في سوريا.

وكشفت المصادر، أن قرار القصف وتهديد مصادر الطاقة في الخليج سببه أيضا تأخير حرمان النفط الإيراني إلى الأسواق، ما يحرم إيران من موارد مالية هائلة تحتاجها، خاصة بعد الارتفاع الكبير في أسعار النفط بسبب الأزمة الأوكرانية.

وتحدثت صحيفة «العرب» اللندنية إلى تزامن القصف مع تعليق المحادثات بين السعودية وإيران، ويعتقد مراقبون أن طهران تبحث عن ذرائع للتنصل من أي اتفاقيات مع المملكة، خاصة أنها ترى أن التوصل إلى اتفاق نووي بالصيغة القديمة يشرع لها المجال للعودة إلى المنظومة الدولية دون اضطرارها لتقديم أي تنازلات في علاقة بأجندتها الإقليمية.

إرهاب وعنف

وأدانت رابطة العالم الإسلامي الهجوم الصاروخي الذي استهدف مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، وندد الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد العيسى بالاعتداء على أمن العراق وسلامة شعبه، مجددا الرفض القاطع لكل ممارسات التطرف والإرهاب والعنف.

وأكد باسم الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي ومجامعها وهيئاتها ومجالسها العالمية التضامن الكامل مع العراق في وجه كل ما يهدد أمنه واستقراره، سائلا الله تعالى أن يحفظ العراق وشعبه العزيز من كل سوء ومكروه.

وقالت الولايات المتحدة في بيان «إن الهجمات كانت انتهاكا شائنا لسيادة العراق، لم تتعرض أي منشآت أمريكية لأي أضرار كما لم يصب أي أشخاص، وليس لدينا أي مؤشرات إلى أن الهجوم كان موجها إلى الولايات المتحدة»

وأضاف البيان أنه يتعين على إيران أن توقف على الفور هجماتها، وتحترم السيادة العراقية، وتوقف تدخلها في الشؤون الداخلية للعراق».

استدعاء السفير

واستدعت العراق سفير إيران في بغداد، وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد الصحاف، «إنه تم تسليم السفير رسالة احتجاج من الحكومة العراقية على خلفية قصف مدينة أربيل بالصواريخ لما يشكله هذا القصف من انتهاك لأمن وسيادة العراق»، وأضاف أن العراق ينتظر وصول رد من الحكومة الإيرانية على هذا القصف الذي يصنف بأنه عدوان سافر ومروع للمدنيين.

وكان رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة وصل أربيل أمس برفقة وفد وزاري وأمني كبيرين إلى محافظة أربيل لبحث تداعيات القصف الصاروخي الإيراني، وأجرى سلسلة اجتماعات مع رئاسة إقليم كردستان والحكومة المحلية ويزور المواقع التي تعرضت للقصف الصاروخي في أربيل.