العالم

عراقيات كردستان يتوشحن بالسواد

حوادث قتل وانتحار وحوادث عنف ضد امرأة بداعي غسل العار

كرديات يحتججن على ظاهرة القتل (مكة)
توشحت النساء في كردستان العراقية بالسواد حزنا على مقتل شابة على يد شقيقها بداعي خروجها على الأعراف، بالتواكب مع احتفالات العالم بيوم المرأة العالمي.

أطلق الشاب 8 رصاصات على شقيقته التي تعمل مقدمة برامج دينية وترتدي الحجاب، قبل أن يختفي هاربا، في جريمة تتكرر كثيرا في بلد يواجه متغيرات اجتماعية كبيرة.

وتشير نائبات ومنظمات حقوقية إلى أن نحو 15 امرأة «إما قتلن وإما انتحرن» في الإقليم منذ مطلع العام الحالي، في ارتفاع ملحوظ للظاهرة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2021.

ونظمت ناشطات عراقيات وقفات احتجاجية في كل من أربيل والسليمانية، رفعت خلالها صور الضحايا اللواتي قتلن منذ مطلع العام الحالي. وطالبت المشاركات السلطات المعنية «بوضع حد لتفاقم ظاهرة قتل النساء بدواعي غسل العار، والعمل على مراجعة القوانين وتطبيقها».. وفقا لـ»اندبندنت عربية».

وحذرن من «حالات الإفلات من العقاب تحت غطاء الأعراف والتقاليد العشائرية المحافظة»، ودعت الناشطات اللواتي ارتدين الأسود حزنا على الضحايا الحكومة والجهات المعنية إلى تشريع قوانين أشد صرامة تجاه الظاهرة التي باتت تهدد المجتمع.

وحذرت منظمات مدنية، في بيان، من تداعيات تزايد الجرائم التي ترتكب بحق المرأة الكردية. وطالبت باعتبار يوم 20 فبراير من كل عام يوما لمناهضة العنف ضد المرأة في الإقليم، إذ قتلت امرأة حرقا على يد زوجها في مدينة السليمانية بعدما سكب عليها الوقود وأشعل فيها النار. وحثت المنظمات السلطات على إجراء تعديلات على القوانين وتشريع قوانين جديدة، والحد من التدخل في شؤون القضاء، وتقديم مزيد من الدعم للمؤسسات المعنية بشؤون المرأة.

وشهدت مدينة أربيل احتفالا في مناسبة يوم المرأة العالمي، تحت شعار «تحقيق المساواة بين الجنسين ضمان لمستقبل واعد». وأشاد رئيس الحكومة مسرور بارزاني بالدور الذي لعبته المرأة الكردية عبر تاريخ نضال الشعب الكردي وتنامي مشاركتها في الحياة على مختلف المستويات. وأضاف، لكن من المؤسف أن نعاني ظاهرة العنف ضد النساء في المجتمع الكردستاني مثل العديد من المجتمعات، لكننا نعمل بقوة للقضاء على أشكال العنف من خلال تعزيز دور المرأة في السلطة والمجتمع، وتطبيق القوانين وتعزيز دور المحاكم ومحاسبة ممارسي العنف.

ويرى ناشطون في مجال حقوق المرأة أن ما بذل من جهود للحد من ظاهرة العنف ضد النساء، على الرغم من أهميتها، «لم يكن ذا جدوى». ما يتطلب وضع خطط استراتيجية بعيدة المدى، مثل إجراء مراجعة للنظام القضائي والقوانين ذات العلاقة وتطبيق عقوبات صارمة ورادعة، في ظل إمكان إفلات الجناة من العقاب عبر الإفراج عنهم وفق قرار الكفالة والتوقيع على تعهد خطي، فضلا عن «وضع مناهج للمراحل الدراسية الأولى، ونشر الوعي على مختلف المستويات». واستهلت رئيسة البرلمان ريواز فائق كلمتها أمام البرلمان بعبارة خذوا الثامن من مارس لكم، وأعطونا بقية أيام السنة. وأوضحت «إننا نشهد أرقاما قياسية في جرائم قتل النساء، والجناة يبررون جرائمهم بأعذار مخجلة، رجل مخمور يسكب على زوجته الوقود ويحرقها، أي ظلام تعيشه المرأة؟». وأضافت، «صحيح إن قوانين شرعت لصالح المرأة، وأقر لها نظام الكوتا للتمثيل النيابي وغيرها من الحقوق، لكن للأزمة أبعادا اجتماعية وليست سياسية، لذا يجب تكثيف الجهود على المستوى الاجتماعي».

وعلى مستوى مواقف القوى السياسية، وجهت رئيسة كتلة «التغيير» النيابية كولستان سعيد انتقادات حادة إلى نائب رئيس الحكومة قباد طالباني، تعقيبا على تعميمه رسالة نصية قصيرة عبر الهاتف في مناسبة يوم المرأة، حث فيها كل مواطن على أن يبدأ من بيته من أجل المساواة بين الرجل والمرأة.

قتل النساء في كردستان:
  • 15 قتلن أو انتحرن منذ بداية 2022.
  • 10 نساء قتلن في 2021.
  • 41 منتحرة العام الماضي.
  • 45 محاولة انتحار.
  • 77 اعتداء جنسي.
  • 8 آلاف شكوى مرفوعة من نساء.