العالم

الأرض المحروقة تكتيك روسي يعود في أوكرانيا

الصحف البريطانية: بوتين يستعين في الغزو بالسيناريو السوري خبراء الاتحاد الأوروبي يتوقعون فرار 7 ملايين لاجئ بسبب الحرب صن: ما حدث في حلب وجروزني ليس بعيدا عن المدن الأوكرانية تلجراف: حرب التضليل بدأت قبل الحرب وتشمل مواقع التواصل دايلي سيجنلس: سلاح اللاجئين أكبر ضربة موجهة للدول الغربية

لاجئان أوكرانيان يجلسان على الأرض في محطة القطار ببرلين (د ب أ)
فيما يشكو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن المدن التي دخلتها القوات الروسية باتت مدمرة تماما بعد استهداف البنية التحية، أكدت تقارير حديثة الهجوم على المحطات النووية في أوكرانيا، الأمر الذي يهدد بكارثة قد تصل تباعاتها إلى دول أخرى.

وأثارت الصحف الإنجليزية مخاوف حقيقية من أن يستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تكتيك «الأرض المحروقة» للقضاء على الأخضر واليابس في أوكرانيا الحالمة بالانضمام للاتحاد الأوروبي، ودللوا على ذلك بما حدث في حلب السورية وجروزني الشيشانية، وقالت إن القوات الروسية تسعى في حصارها للمدن الكبيرة في أوكرانيا إلى إعادة السيناريو ذاته الذي شهدته سوريا قبل 9 سنوات.

الأرض المحروقة

وتؤكد صحيفة «صن» البريطانية أن الغزو الروسي أظهر بشكل مثير للدهشة أن بوتين يتبع نفس الأسلوب الذي اتبعه في سوريا، والذي حول المدن السورية إلى أنقاض، وقالت في تقريرها، إنه في عام 2013، كان الكرملين وراء الهجمات الكيميائية التي شنها الأسد في سوريا، حيث وافق الروس على فكرة استخدام الأسلحة الكيميائية المحظورة وسمحوا للسوريين بتنفيذ تلك الهجمات على شعبهم، وهو ما يتكرر الآن حين هاجمت القوات الروسية المحطات النووية في أوكرانيا، ما يهدد بكارثة.

وتتوقع صحيفة «دايلي سينجنلس» أن تلجأ القوات الروسية إلى تكتيك «الأرض المحروقة»، التكتيك الذي استخدم في مدينتي: حلب في سوريا وجروزني في الشيشان، وتقول: «في هجماتها في سوريا، استهدفت روسيا عمدا البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق العامة ومحطات توليد الطاقة وإمدادات المياه، لحرمان المعارضة المسلحة من الدعم الشعبي ودفع اللاجئين إلى البلدان المجاورة، حيث دمرت القوات الروسية مدينة حلب، التي كانت معقل المقاومة، وتسببت في نزوح 6.8 ملايين لاجئ سوري إلى البلدان المجاورة والبلدان المجاورة للاتحاد الأوروبي، وشردت 6.7 ملايين مدني إضافي داخل سوريا».

سلاح اللاجئين

وتشير «دايلي سيجنلس» إلى أن بوتين قد يلجأ إلى استعمال اللاجئين الأوكرانيين كـ»سلاح» ضد الدول الغربية، كما فعل مع اللاجئين السوريين من قبل، إذ إن إجبار السوريين على مغادرة وطنهم أثقل بلدان الاستقبال المجاورة وبلدان الاتحاد الأوروبي، لافتة إلى أنه فر أكثر من مليون لاجئ أوكراني بالفعل من البلاد، وحذر الاتحاد الأوروبي من أن ما يصل إلى 7 ملايين لاجئ قد يغادرون البلاد في نهاية المطاف.

وقالت الصحيفة إن هذا التدفق سيعطل الاقتصادات والنظم الاجتماعية والسياسة في البلدان المجاورة، في حين يضعف اقتصاد أوكرانيا واستقلالها وقدرتها على المقاومة على المدى الطويل، مشيرة إلى أنه في جنوب شرق أوكرانيا، ستكون السيطرة على مدينة ماريوبول التي قصفها الروس وحلفاؤهم لعدة أيام، نقطة تحول مهمة منذ بداية الغزو، حيث ستؤدي السيطرة على المدينة إلى التحام القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي استولت مؤخرا على بيرديانسك وخيرسون، والقوات الانفصالية والروسية في دونباس وتوحيد هذه القوات للتحرك شمالا، ولفتت إلى أنه سيسمح للجيش الروسي الذي حقق تقدما كبيرا في الأراضي الأوكرانية، بتشديد الضغط العسكري على وسط البلاد وشمالها حيث يحتدم القتال، لا سيما في كييف وخاركيف.

قرصنة وتضليل

وأوضحت صحيفة التلجراف في مقال لمراسلتها جوزي إينسور أن سيناريوهات التضليل والقرصنة بدأت قبل الحرب، وتحدثت عن تجربتها عندما تعرضت قبل سنوات إلى القرصنة الالكترونية من قبل مجموعة تابعة للحكومة الروسية، وعنونت مقالها «لقد استهدفت من قبل آلة الدعاية الروسية في زمن الحرب في سوريا. يجب أن نخاف على أوكرانيا».

وقالت إينسور «صباح 22 أبريل 2018 وصل البريد الالكتروني من نائب رئيس الأمن في مايكروسوفت يقول إن فريق استخبارات التهديدات في الشركة اكتشف دليلا على أني مستهدفة من قبل مجموعة APT التابعة للدولة».

وأضافت «في وقت لاحق من ذلك اليوم أجرت مكالمة هاتفية مع نائب الرئيس عبر خدمة الرسائل المشفرة سيجنال أخبرني أن روسيا هي الجاني، وأنني لم أكن أول صحفي يتم استهدافه».

وأوضحت المراسلة أن «القراصنة الالكترونيين بدؤوا في إنشاء حسابات على موقع لينكد إن والبريد الالكتروني باسمي بهدف تشويه تقاريري عن الحرب الأهلية السورية ونشر معلومات مضللة قد تكون ضارة».

هجوم كيماوي

وكانت إينسور تعمل مراسلة في الشرق الأوسط لصحيفة التلجراف، ونشرت مقالا عن هجوم بالأسلحة الكيماوية على مدينة دوما السورية أودى بحياة العشرات، وقالت «روسيا تدعم نظام بشار الأسد وتقريري لا يتناسب مع روايتهم. لم يكن من المحتمل أن يكون الأسد وراء ذلك، فقد احتج مسؤولو الحكومة الروسية على وسائل الإعلام الحكومية، وتعهدت موسكو بإزالة مخزون دمشق الكيماوي قبل بضع سنوات».

وأضافت «بذل الكرملين جهودا متضافرة خلال ذروة الصراع السوري لمحاولة تشويه سمعة المعارضة، وشمل ذلك الإعلام الغربي»، وأكدت أنه «على مر السنين، أصبحت روسيا واحدة من أكثر مزودي العالم براعة للتضليل والتلفيق».

وقالت «لقد بدت البيانات الروسية بشأن أوكرانيا هذا الأسبوع مألوفة للغاية لأولئك منا الذين كلفوا بتغطية مساعيها العسكرية السابقة»، واعتبرت أنه «في حين أن هناك حربا واحدة يتم خوضها على الأرض، هناك حرب منفصلة تماما تشن عبر الإنترنت».

وقالت «قبل الهجوم الذي كتبت عنه في 2018، نشرت روسيا مزاعم عبر قنواتها الإعلامية بأن المتمردين السوريين كانوا يجهزون أسلحة كيماوية بمساعدة الغرب».

الخوذ البيضاء

وأشارت إينسور إلى أنه «ربما كان هدف حملة التضليل الروسية الأكثر استمرارا هو الخوذ البيضاء».

وأوضحت «الخوذ البيضاء، المعروفة رسميا باسم الدفاع المدني السوري، هي مجموعة من عمال الإنقاذ المتطوعين الذين يعملون في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وينفذون مهام الإنقاذ في أعقاب القصف الحكومي السوري والروسي».

وكانت موسكو قد زعمت، بحسب المراسلة، «أنها كانت تستخدم بشكل منتظم الجهات الفاعلة في الأزمات وتشن هجمات من أجل دفع الولايات المتحدة وحلفائها إلى حرب للإطاحة بالرئيس الأسد»، وقالت «بفضل آلة الدعاية الروسية المصممة، أصبحت المنظمة المرشحة لجائزة نوبل للسلام واحدة من أكثر المنظمات تعرضا للتدقيق في العالم».

وأشارت إلى أن «المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اتهم قبل أيام أوكرانيا بتزوير مقتل مدنيين، وقارن الفعل المفترض بقتلى سوريين».

وأضافت «تتمثل الاستراتيجية الأخرى لروسيا في إغراق النظام البيئي الإعلامي بأكاذيب مصممة لتقويض ثقة الجمهور».

أرقام الحرب:

24 فبراير 2022بداية انطلاق الغزو

190 ألف جندي روسي يشاركون في المعركة

350 مدنيا قتلوا خلال أول 10 أيام

9 آلاف روسي قتلوا في الفترة نفسها وفق حكومة أوكرانيا

2870 قتيلا على الجانب الأوكراني وفق بيان روسي

498 قتيلا في صفوف روسيا.. حسب تأكيداتها