الرأي

الصحة تخطئ خطأ جسيما

سعود الشهري
أصبحت الآلية الجديدة بعدما يولد المولود هي تسليم شهادة الميلاد مباشرة لوالديه دون اشتراط التطعيم؛ علما أنه كان في السابق عكس ذلك تماما، والنتيجة والفرق واضح.

ببساطة سيتقاعس أولياء الأمور عن تحصين أطفالهم وهنا تدخل الآراء الشخصية والتحليلات «المجالسية» ويفتح للإشاعات باب عظيم كانت في انتظاره طويلا منذ 1399.

قبل عام 1399 كانت نسبة التغطية بالتطعيمات فقط 20%؛ وصدرت التوجيهات باحتجاز شهادة الميلاد حتى الشهر السادس، وبعد ذلك حتى الشهر التاسع من عمر الطفل، فارتفع مستوى التغطية إلى أكثر من 97%، مما جعل المملكة في قائمة أعلى خمس دول عالميا في نسبة التغطية بالتحصينات.

لم تنته هنا القصة بل بدأت؛ كان لهذا الرأي الحكيم أثر كبير في الصحة العامة للمجتمع السعودي؛ انخفض شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية والنكاف وغيرها بنسبة 99%، فبالتالي قلت الوفيات في الأطفال بشكل كبير.

ومواصلة للعمل الرائع وبالاستمرارية تم بفضل الله استئصال شلل الأطفال والكزاز من المملكة بحلول عام 1994، في إنجاز رائع عاد على الصحة العامة بالبناء وعلى ميزانيات الدولة بالتوفير.

وها نحن الآن نلحظ من وزارة الصحة هذا القرار الذي أستغربه جدا بتسليم شهادة الميلاد دون تطعيم جرعات الولادة على الأقل جرعة الدرن والكبد الوبائي.

الغريب جدا هو أن يصدر هذا التنظيم خصوصا الآن، في الوقت الذي فيه المجتمع أشد ما يكون للقاحات في جائحة كورونا؛ وما أخشاه أن يتم العكس تماما؛ تقاعس عن لقاحات الأطفال في ظل التقاعس عن لقاح «كوفيد 19» من قبل البعض تحت طائلة الإشاعات من الشرق والغرب.

عندما رأت وزارة الصحة أن تعتمد على الثقافة الصحية الذاتية للآباء وأنهم سيسارعون لإعطاء أطفالهم التطعيمات الروتينية؛ في ذات الوقت الذي تقصر فيه الوزارة في الدور التوعوي الصحي بشكل لافت، فهي تتركهم للإشاعات وسوالف «مقاطع الواتس» المنددة باللقاحات والتي تحدثت عنها كثيرا في زميلتنا «الوطن»، لقاح MMR يسبب التوحد؛ لقاح الإنفلونزا يسبب العقم، وغيرها من مقالاتي السابقة.

زبدة الموضوع لم يكن من الحكمة في رأيي أن يتم هذا الأمر إطلاقا، وخصوصا في وقت مثل أزمة كورونا.. عندما نصبح في مدينة أفلاطونية حتى على مستوى الفيروسات والبكتيريا الأفلاطونية ويصفو العالم ويصبح لا داعي حتى للتثقيف الصحي؛ حينها قرروا مثل هذا القرار يا وزير الصحة.. على كل حال عليكم بتطعيم أطفالكم يا أصدقائي، فصحتهم أمانة تسألون عنها؛ دمتم بصحة.

@saud_alshehry_