من أنتم وماذا قدمتم؟
الأربعاء / 29 / رجب / 1443 هـ - 20:54 - الأربعاء 2 مارس 2022 20:54
أهنئ جميع العاملين والمختصين والاستشاريين والباحثين في مجال تقديم الخدمات الاجتماعية باعتبار أن شهر مارس من كل عام هو شهر الخدمة الاجتماعية بحسب ما ذكرته الجمعية الوطنية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين؛ كل عام وأنتم الخير لتقدموا كل ما هو خير لمجتمعاتكم كل في مجاله.
الخدمة في مفهومها المبادرة والسعي لتقديم المساعدة المعنوية والمادية للآخرين؛ وتوفير عناية لجهة محددة، أو لعموم الناس، والقيام بنشاط معين لصالح الأفراد أو الجمهور؛ والخدمات تختلف في شكلها ونوعها وغايتها؛ فالخدمة مقابل أجر مالي تختلف عن تلك التي تقدم بدون مقابل؛ علما بأنه في المجالات المجتمعية قد يندمج النوعان معا للوصول إلى غاية نبيلة تمس الناحية الإنسانية لدعم وتقوية النسيج المجتمعي.
ابن خلدون هو عراب علم الاجتماع وأبو العلوم الإنسانية الذي قدم للبشرية الكثير من النظريات التي ساعدتهم في تطوير المجتمعات؛ وهذا بطبيعة الحال مدعاة لفخرنا واعتزازنا برائد هذا العلم الذي طور من مفهوم الخدمة الاجتماعية ورسم خارطة طريقه للباحثين والمستفيدين.
أورد في مقدمته الشهيرة؛ نظريته الخالدة بأن الاحتياجات الإنسانية يستمدها البشر من طبيعتهم المعيشية وأيضا من طريقة عاداتهم وتقاليدهم وسماتهم الشخصية التي تجمعهم في مكان واحد مع وجود المعرفة والذكاء اللذين يقودان إلى نشوء الخدمة وبالتالي سد العوز؛ فأهل الساحل يختلفون عن أهل الصحراء كذلك هو الاختلاف وارد بين سكان أهل المرتفعات عن السهول والأودية والمدن والقرى؛ مما يدفعهم إلى طلب تلك الحاجات الأولية الرئيسة كالطعام والمأوى والأمن والعلاج ثم تلمس الاحتياجات الثانوية التابعة مثل الملبس وتحقيق الذات وغيرها من الاحتياجات المكملة؛ بطبيعة الحال اختلف ترتيب هذه الأولويات على مختلف العصور وصولا إلى عصرنا التقني الحديث.
من منطلق هذه الحاجات تبرز الخدمات وطريقة تقديمها والتي اعتبرها ابن خلدون في نظريته بداية لظهور مجمل حضارات المجتمعات؛ حيث قاس المجتمع المتحضر بمدى قدرته على التكاتف والتأييد وذلك التكتل الذي يلبي خدمات بعضهم بعضا ويسد الثغرات الإنسانية والمطالب البشرية الجسدية والروحية؛ فالنفس تحتاج إلى خدمة مثلما الجسد كذلك؛ لأنهما خطان متوازيان يلتقيان في نهاية المطاف لدفع الضرر أو جلب المنفعة للإنسان بالتالي للمجتمع.
من نحن وما ذا قدمنا للمجتمع؟ هذا التساؤل يجب أن نعيه ونتعلمه ونعلمه نظريا وتطبيقيا خصوصا ونحن في هذه الفترة التي تعتبر موسم انبثاق الخدمة الاجتماعية؛ كلنا مسؤول وكلنا ذلك الراعي لرعيته وجميعنا ذلك الجندي في خندقه؛ نستطيع أن نبادر ونقدم كل ما نستطيع تقديمه من خدمات نرجو من ورائها رضا المولى عز وجل أولا ثم الأخوة الإنسانية التي تربط المجتمع ببعضه.
هنالك من يحتاج للخدمات الصحية، وآخرون يرغبون في الخدمات التعليمية وجهات لها مطالب ثقافية وأفراد ينتظرون تقديم الخدمات الغذائية؛ هذا التكامل متاح ولله الحمد في مملكتنا الحبيبة مملكة الإنسانية التي وظفت وزاراتها وهيئاتها وجميع مرافقها العامة وقدمت الدعم للمنظمات الخاصة لتحقيق التكامل المجتمعي.
(جاء رجل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله، سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربه أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا). هذا في مجمله يختزل الخدمات الاجتماعية.
جميع تلك المبادرات المجتمعية والتي يطرحها الأفراد والمنظمات على حد سواء هي دلالة على من نحن وماذا قدمنا لمجتمعنا الذي ينتظر المزيد منا.
@Yos123Omar
الخدمة في مفهومها المبادرة والسعي لتقديم المساعدة المعنوية والمادية للآخرين؛ وتوفير عناية لجهة محددة، أو لعموم الناس، والقيام بنشاط معين لصالح الأفراد أو الجمهور؛ والخدمات تختلف في شكلها ونوعها وغايتها؛ فالخدمة مقابل أجر مالي تختلف عن تلك التي تقدم بدون مقابل؛ علما بأنه في المجالات المجتمعية قد يندمج النوعان معا للوصول إلى غاية نبيلة تمس الناحية الإنسانية لدعم وتقوية النسيج المجتمعي.
ابن خلدون هو عراب علم الاجتماع وأبو العلوم الإنسانية الذي قدم للبشرية الكثير من النظريات التي ساعدتهم في تطوير المجتمعات؛ وهذا بطبيعة الحال مدعاة لفخرنا واعتزازنا برائد هذا العلم الذي طور من مفهوم الخدمة الاجتماعية ورسم خارطة طريقه للباحثين والمستفيدين.
أورد في مقدمته الشهيرة؛ نظريته الخالدة بأن الاحتياجات الإنسانية يستمدها البشر من طبيعتهم المعيشية وأيضا من طريقة عاداتهم وتقاليدهم وسماتهم الشخصية التي تجمعهم في مكان واحد مع وجود المعرفة والذكاء اللذين يقودان إلى نشوء الخدمة وبالتالي سد العوز؛ فأهل الساحل يختلفون عن أهل الصحراء كذلك هو الاختلاف وارد بين سكان أهل المرتفعات عن السهول والأودية والمدن والقرى؛ مما يدفعهم إلى طلب تلك الحاجات الأولية الرئيسة كالطعام والمأوى والأمن والعلاج ثم تلمس الاحتياجات الثانوية التابعة مثل الملبس وتحقيق الذات وغيرها من الاحتياجات المكملة؛ بطبيعة الحال اختلف ترتيب هذه الأولويات على مختلف العصور وصولا إلى عصرنا التقني الحديث.
من منطلق هذه الحاجات تبرز الخدمات وطريقة تقديمها والتي اعتبرها ابن خلدون في نظريته بداية لظهور مجمل حضارات المجتمعات؛ حيث قاس المجتمع المتحضر بمدى قدرته على التكاتف والتأييد وذلك التكتل الذي يلبي خدمات بعضهم بعضا ويسد الثغرات الإنسانية والمطالب البشرية الجسدية والروحية؛ فالنفس تحتاج إلى خدمة مثلما الجسد كذلك؛ لأنهما خطان متوازيان يلتقيان في نهاية المطاف لدفع الضرر أو جلب المنفعة للإنسان بالتالي للمجتمع.
من نحن وما ذا قدمنا للمجتمع؟ هذا التساؤل يجب أن نعيه ونتعلمه ونعلمه نظريا وتطبيقيا خصوصا ونحن في هذه الفترة التي تعتبر موسم انبثاق الخدمة الاجتماعية؛ كلنا مسؤول وكلنا ذلك الراعي لرعيته وجميعنا ذلك الجندي في خندقه؛ نستطيع أن نبادر ونقدم كل ما نستطيع تقديمه من خدمات نرجو من ورائها رضا المولى عز وجل أولا ثم الأخوة الإنسانية التي تربط المجتمع ببعضه.
هنالك من يحتاج للخدمات الصحية، وآخرون يرغبون في الخدمات التعليمية وجهات لها مطالب ثقافية وأفراد ينتظرون تقديم الخدمات الغذائية؛ هذا التكامل متاح ولله الحمد في مملكتنا الحبيبة مملكة الإنسانية التي وظفت وزاراتها وهيئاتها وجميع مرافقها العامة وقدمت الدعم للمنظمات الخاصة لتحقيق التكامل المجتمعي.
(جاء رجل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله، سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربه أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا). هذا في مجمله يختزل الخدمات الاجتماعية.
جميع تلك المبادرات المجتمعية والتي يطرحها الأفراد والمنظمات على حد سواء هي دلالة على من نحن وماذا قدمنا لمجتمعنا الذي ينتظر المزيد منا.
@Yos123Omar