لا تنس نفسك!
الاثنين / 27 / رجب / 1443 هـ - 20:35 - الاثنين 28 فبراير 2022 20:35
في غمرة انشغالك في عملك قد تنسى نفسك، فتطول جلستك فيتألم ظهرك، أحيانا؛ تحافظ على جلسة محددة في القيادة فتؤلمك قدمك أو ساقك لأنك نسيت نفسك مع طول المدة، وتضغط بقوة بيدك وأنت تعمل لإصلاح شيء ما، فتنسى نفسك فتؤلمك، هكذا ينسى الإنسان نفسه، يدك عضوك المادي الذي ترى وتلمس وتحس بالألم، فتنبه له فتعتني به طوعا أو قسرا، ولكن ماذا عن نفسك عندما تنساها، فلا تحس بها ولا تشعر بألمها إلا بعد كمال إهمالها فتتألم، وللأسف كثيرا جدا لا نعرف لماذا ولا كيف ولا أثر ولا سبب لذلك حتى أن بعضنا لا يشعر بنفسه أصلا.
تنسى نفسك في العمل فتعمل باجتهاد واضح وتهمل نفسك وأسرتك وجسدك، وبعد مدة تجد نفسك أمام أبواب التقاعد، أو يصيبك مرض أو تتأثر نفسيتك، بعد أن فقدت مهارات التعرف على أصدقاء جدد أو إمضاء لحظات سعيدة خاصة بك، أو ترتيب فرح في داخلك فتأكد أنك السبب؛ لأنك قدست العمل وأهملت نفسك حتى اعتادت نفسك على الإهمال فلمّا جاء وقت الفراغ شعرت بالألم بعد فوات الأوان.
وتنسى نفسك وتهتم بأسرتك، والاهتمام بالأسرة أجمل الأشياء وأمتعها؛ لكن لا تنس نفسك فاحتفظ بحظ كبير لنفسك، حتى إذا كبرت وانشغلت الزوجة والأولاد عنك تتذكر أنك أعطيتهم كثيرا وأعطيت نفسك كثيرا ولم تهمل نفسك، أما إن حدث العكس فلا تلم إلا نفسك، فأسوأ الأشياء أن تقدم العطاء لكل الناس إلا نفسك!
وتنسى نفسك مع أصدقائك، فتقدم تضحياتك، الواحدة تلو الأخرى، وتنتظر منهم أن يردوا الجميل فلا يرده أحد، فتستعين بالكلمات والأمثال «افعل الخير وارمه بالبحر» وأخيرا تجد الخير كله في الساحل وأنت من صرت في البحر وحيدا، فاعتن بأصدقائك أيضا ولكن لا تهمل نفسك، وجدد أصدقاءك واحدا تلو الآخر بقدر ما تعتني به ويعتني بك حتى تكون الصداقة أخذا وعطاء ومتعة ولا تكن الصداقة تضحيات من طرف واحد، أنت الطرف الخاسر فيها!
ولا تنس عقلك، وغذاء الروح، فتغرق نفسك بالماديات، ليلة بعد أخرى، ويوما بعد يوم حتى تصل إلى سنوات من الانشغال بالماديات على حساب غذاء عقلك وروحك، فتنسى تقرأ وتنسى تكتب، وتنسى تجمل وتلطف روحك، وتنسى تعالجها إذا ألمت بها أمراض النفس بحجة أنك رجل قوي، أو امرأة مشغولة، أو أن الدنيا لا وقت فيها للعواطف والأحاسيس، فيأتي الوقت الذي تزداد فيه الرغبة للعواطف والمشاعر، ثم تجد أن أول قاتل لها هو أنت فكيف تعتب على الآخرين ولا تعتب على نفسك!
ولكن لا تفرط في العناية في نفسك لدرجة أن تهمل أسرتك وعملك وأصدقاءك فتخسر نفسك المدللة التي اعتادت على الفرح والعناية المفرطة، وتخسر أهلك وأسرتك ومن حولك بسبب حالة عدم التوازن التي انتهجتها فقمة اللذة أن تعرف نفسك فلا تنساها، وتعرف حق غيرك فلا تنساه!
Halemalbaarrak@
تنسى نفسك في العمل فتعمل باجتهاد واضح وتهمل نفسك وأسرتك وجسدك، وبعد مدة تجد نفسك أمام أبواب التقاعد، أو يصيبك مرض أو تتأثر نفسيتك، بعد أن فقدت مهارات التعرف على أصدقاء جدد أو إمضاء لحظات سعيدة خاصة بك، أو ترتيب فرح في داخلك فتأكد أنك السبب؛ لأنك قدست العمل وأهملت نفسك حتى اعتادت نفسك على الإهمال فلمّا جاء وقت الفراغ شعرت بالألم بعد فوات الأوان.
وتنسى نفسك وتهتم بأسرتك، والاهتمام بالأسرة أجمل الأشياء وأمتعها؛ لكن لا تنس نفسك فاحتفظ بحظ كبير لنفسك، حتى إذا كبرت وانشغلت الزوجة والأولاد عنك تتذكر أنك أعطيتهم كثيرا وأعطيت نفسك كثيرا ولم تهمل نفسك، أما إن حدث العكس فلا تلم إلا نفسك، فأسوأ الأشياء أن تقدم العطاء لكل الناس إلا نفسك!
وتنسى نفسك مع أصدقائك، فتقدم تضحياتك، الواحدة تلو الأخرى، وتنتظر منهم أن يردوا الجميل فلا يرده أحد، فتستعين بالكلمات والأمثال «افعل الخير وارمه بالبحر» وأخيرا تجد الخير كله في الساحل وأنت من صرت في البحر وحيدا، فاعتن بأصدقائك أيضا ولكن لا تهمل نفسك، وجدد أصدقاءك واحدا تلو الآخر بقدر ما تعتني به ويعتني بك حتى تكون الصداقة أخذا وعطاء ومتعة ولا تكن الصداقة تضحيات من طرف واحد، أنت الطرف الخاسر فيها!
ولا تنس عقلك، وغذاء الروح، فتغرق نفسك بالماديات، ليلة بعد أخرى، ويوما بعد يوم حتى تصل إلى سنوات من الانشغال بالماديات على حساب غذاء عقلك وروحك، فتنسى تقرأ وتنسى تكتب، وتنسى تجمل وتلطف روحك، وتنسى تعالجها إذا ألمت بها أمراض النفس بحجة أنك رجل قوي، أو امرأة مشغولة، أو أن الدنيا لا وقت فيها للعواطف والأحاسيس، فيأتي الوقت الذي تزداد فيه الرغبة للعواطف والمشاعر، ثم تجد أن أول قاتل لها هو أنت فكيف تعتب على الآخرين ولا تعتب على نفسك!
ولكن لا تفرط في العناية في نفسك لدرجة أن تهمل أسرتك وعملك وأصدقاءك فتخسر نفسك المدللة التي اعتادت على الفرح والعناية المفرطة، وتخسر أهلك وأسرتك ومن حولك بسبب حالة عدم التوازن التي انتهجتها فقمة اللذة أن تعرف نفسك فلا تنساها، وتعرف حق غيرك فلا تنساه!
Halemalbaarrak@