العالم

هل أطلقت روسيا شرارة الحرب العالمية الثالثة؟

البداية بغارات تستهدف أنظمة القيادة والمطارات والدفاعات الجوية 190 ألف جندي ينتظرون شارة بوتين لبداية الاكتساح الشامل مئات الصواريخ الباليستية والقاذفات تتواكب مع حرب برية ساحقة أوكرانيا ستلجأ إلى حرب العصابات لتعطيل تقدم الجيش الروسي فورين أفيرز: سيستولون على العاصمة لتعيين حكومة موالية نيبينزيا: سيواجهون عواقب شديدة الخطورة إذا اقتربوا من دونياس

مقاتلون روس جاهزون للاكتساح البري (مكة)


أطلقت روسيا الشرارة الأولى للحرب العالمية الثالثة، بعدما اعترفت بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المنفصلتين عن أوكرانيا، وحشدت جيشها بصورة غير مسبوقة على حدود البلاد.

وفيما يرى المراقبون أن الحرب بدأت بالفعل، تؤكد مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية أن موسكو على وشك شن عملية عسكرية كبيرة ضد أوكرانيا، حيث بات الأمن الأوروبي على حافة الهاوية. وبالتواكب، هددت روسيا أوكرانيا بالمزيد من العواقب في حال مضت كييف في «خطط عسكرية»، بعد اعترافها باستقلال المنطقتين الانفصاليتين بشرق البلاد وإعلانها إرسال قوات إليهما.

قصف واستفزاز

قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن كييف لديها خطط لقصف واستفزاز لوهانسك ودونيتسك، المعروفتين بدونباس.

وحذر من أن هذا قد يكون له «عواقب شديدة الخطورة»، وذلك خلال اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن الدولي على إثر اعتراف موسكو بالمنطقتين.

وحمل نيبينزيا القيادة الأوكرانية المسؤولية عن تصعيد التوترات،

وقال إن «رفض كييف القاطع» التحدث مباشرة مع قادة الانفصاليين في دونباس كان دليلا على أن أوكرانيا لا تعتزم الوفاء بالتزاماتها في اتفاق مينسك، في إشارة إلى اتفاق أبرم بين روسيا وأوكرانيا عام 2015 لحل الصراع في منطقة دونباس، وشدد على ضرورة حمل أوكرانيا على إنهاء «استفزازاتها»، حتى لا تمضي الأمور باتجاه حرب.

حرب مدمرة

وأوضحت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية أن الغزو لن يكون على غرار الهجمات المحدودة التي شنتها روسيا في أوكرانيا في عامي 2014 و2015، وأسفرت عن استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم، ونشوء الأراضي الانفصالية، وإجبار كييف على قبول وقف إطلاق النار، بل ستكون مدمرة بشكل لا يصدق، وستنتج مستويات من العنف لم تشهدها أوروبا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي. وأشارت إلى أن موسكو لن تقيد نفسها هذه المرة، وستستخدم الجزء الأكبر من مواردها العسكرية من القوات البرية، والقوة الجوية، والمروحيات الهجومية، والصواريخ القوية، والبحرية، في صراع عنيف ومفتوح. كما أنها «ستحاول الاستيلاء على العاصمة بهدف تنصيب حكومة موالية لروسيا».

ضربات جوية

وأشارت المجلة إلى أن الضربات الجوية الروسية لن «تمر بدون نزاع»، حيث إن القوات الجوية الروسية «تفتقر إلى الخبرة في منع أو تدمير الدفاعات الجوية للعدو، ونادرا ما تستخدم الصواريخ المصممة لتدمير الرادار».

ورغم أن الدفاعات الجوية الأوكرانية لا تزال تشكل تحديا للقوات الروسية، إلا أن عددها قليل، ومن غير المرجح أن توفر غطاء فعالا لمعظم القوات البرية في البلاد. وأوضحت أن الجزء الأكبر من القوة النارية الروسية تتركز في قواتها البرية، لذا فإن موسكو ستشرع بسرعة في حملة برية، حيث ستستخدم بشكل استراتيجي المظليين والقوات الجوية والعربات المدرعة خلف خط المواجهة للاستيلاء على الجسور أو البنى التحتية الأخرى.

الحملة البرية

وأشارت إلى أن الجهد الرئيسي للحملة البرية الروسية سيكون في إنشاء حركة كماشة من الشمال لتطويق كييف، والجزء الأكبر من القوات البرية الأوكرانية في الجزء الشرقي من البلاد. ثم تقطع التشكيلات الروسية خطوط الإمداد الأوكرانية وتقسم الجيش الأوكراني إلى جيوب معزولة تحيط بها القوات الروسية، على أن توفر الطائرات بدون طيار والمروحيات القتالية الاستطلاع والغطاء للقوات البرية الروسية.

أما بالنسبة إلى البحرية الروسية، فستلعب دورا داعما في الحملة، وقد عملت موسكو جاهدة لتحديث أسطولها في البحر الأسود، الذي لديه الآن منصات- من الغواصات التقليدية المتقدمة إلى الطرادات- يمكنها إطلاق صواريخ كروز دقيقة التوجيه. ومع مدى أطول من 1000 ميل، يمكن لهذه الصواريخ أن تضرب أي جزء من أوكرانيا، كما عززت روسيا أسطول البحر الأسود بسفن إنزال من أساطيل أخرى، ويمكنها إجراء عملية برمائية كبيرة، باستخدام 1000 إلى 2000 جندي، لمساعدة القوات الروسية على الهجوم عبر البرزخ الضيق الذي يفصل شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا.

حرب الكترونية

إضافة إلى الاعتماد على القوة النارية التقليدية، رجحت المجلة أن تدعم الحرب الالكترونية العملية العسكرية الروسية، حيث يمتلك الجيش الروسي مجموعة شاملة من القدرات الرقمية التي يمكن استخدامها لتعطيل أنظمة الملاحة والاتصالات التابعة للقوات الأوكرانية، بحيث قد يجد القادة الأوكرانيون أنه من المستحيل استخدام القنوات القائمة لتنسيق ردهم على الغزو الروسي، مما يجبرهم على استخدام وسائل اتصال أقل أمانا.

وأوضحت أن تحقيق الهيمنة على المعلومات أثناء الصراع يشكل حجر الزاوية في الاستراتيجية العسكرية الروسية، وسوف تستخدم موسكو أيضا قدراتها السيبرانية للانخراط في حرب نفسية.

وقالت «على أمل إرباك وإقناع مواطني أوكرانيا وقادتها وأفرادها العسكريين، فإن موسكو سوف تنشر المعلومات المضللة على الإنترنت، وتمنع الوصول إلى الخدمات عبر الإنترنت، وتعيق الاتصالات، كما أنه يمكن للهجمات الالكترونية تعطيل البنية التحتية الرئيسية موقتا، مثل الكهرباء».

شرارة البداية

ينتظر 190 ألف جندي حشدتهم روسيا على الحدود مع أوكرانيا، شرارة البدء من الرئيس فلاديمير بوتين، من بينهم القوات الانفصالية في إقليم دونباس، والتي قد يبلغ عددها 15 ألفا، وقوات الحرس الوطني الروسي، وقوات مساعدة أخرى.

وتشير هذه الأرقام إلى أن موسكو لا تخطط لتوغل محدود وأنها قد تحاول التمسك بأجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة.

ورجحت المجلة أن يفتتح الجيش الروسي حملته بغارات جوية تستهدف أنظمة القيادة والسيطرة، والمراكز اللوجستية، والمطارات، والدفاعات الجوية، وغيرها من البنى التحتية الحيوية.

ومن أجل تنفيذ هذه المرحلة، يمكن لموسكو استخدام مئات القاذفات وكذلك الصواريخ الباليستية التي تطلق من الأرض. كما نشر الجيش الروسي بالقرب من أوكرانيا مدفعية عالية القوة وأنظمة صواريخ بعيدة المدى لدعم قواته البرية بقوة نيران ساحقة.

حرب عصابات

وتوقعت المجلة أن يجد الجيش الأوكراني نفسه مرتبكا بسرعة، وقد يتبنى «حرب العصابات»، ويقسم نفسه إلى تشكيلات تكتيكية أصغر حجما تتمتع بأقصى قدر من الاستقلالية. ويستلزم ذلك التخلي عن معظم دروعه الثقيلة ومدفعيته والتركيز بدلا من ذلك على المشاة المسلحين بصواريخ محمولة على الكتف لضرب الدبابات أو الطائرات. لكن المجلة أشارت إلى أن مثل هذا التحول أسهل من الناحية النظرية منه في الممارسة العملية، حيث جرى تدريب الجيش الأوكراني على العمل في وحدات أكبر مزودة بالدروع والمدفعية؛ لا يمكن أن تتحول بسهولة إلى «حرب عصابات».

صفقات إقليمية

ورجحت المجلة أن تلجأ موسكو، من أجل تفادي حرب المدن، إلى إبرام صفقات مع النخب الإقليمية التي قد تنقل السيطرة على المدن إلى السياسيين الموالين لروسيا. ولا شك أن موسكو تخطط لربط المخططات السياسية بعمليتها العسكرية بطرق أخرى أيضا. فإذا نجحت روسيا في مناوراتها السياسية، فقد تحقق بالفعل نصرا أوليا حاسما.

ولكن هذا افتراض محفوف بالمخاطر، إذ إن القليل من الأشياء تسير كما هو مخطط لها في الحرب، ومن الصعب التكهن بما سيحدث بعد إطلاق الطلقات الافتتاحية. أما بالنسبة إلى أوكرانيا، سيكون للحرب مجموعة من العواقب المحتملة على المدى الطويل.

أرقام خلف الحرب

190 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا.

15 ألف جندي من الانفصاليين سيقاتلون بجانب روسيا.

1000 ميل مدى الصواريخ الروسية المتوقع إطلاقها.

2000 جندي مستعدون للهجوم عبر البحر.

120 كتيبة روسية تقود الهجوم البري.

50 كتيبة أوكرانية للدفاع.