العالم

روسيا تقترب من الضغط على الزناد

إيكونوميست: مشهد طاولة الرئيس بوتين يثير رعب الأوروبيين

مشهد بوتين الذي أثار الرعب الأوروبي (مكة)
ماذا يحدث إذا رمشت عين روسيا في مواجهتها الأخيرة مع الغرب، أو أغلقت عينا فقط للتصويب جيدا والضغط على الزناد؟

سؤال طرحته مجلة «إيكونوميست» البريطانية، يخفي وراءه خوفا وشكوكا أوروبية حول الخطوات المقبلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فبعد أسابيع من الحشد العسكري الروسي الذي لم يهدأ حول أوكرانيا، وبعد التهديدات الغربية بفرض عقوبات غير مسبوقة إذا اجتاحتها، جذب مشهد في الكرملين انتباه العواصم الغربية وجعلها تزداد شكا وريبة.

ظهر الرئيس الروسي جالسا على طرف طاولة طويلة بلا نهاية، من النوع الذي أصبح ملازما للموضة الدبلوماسية لفلاديمير بوتين، واستدعى فريقه ليبلغه بالتقدم الذي حققه.

أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف أن رد الغرب كان مخيبا للآمال، ومهينا في بعض الأحيان، لكنه أشار إلى أن الغرب اهتز بفعل تصرفات روسيا، وإلى أن أمريكا بالتحديد ردت بإيجابية على بعض المطالب، على الأقل، خاصة الحد من التسلح في أوروبا، وأشار إلى صعوبة استمرار المحادثات، لكنه أوصى بتكثيف الاتصالات الدبلوماسية. وقال إنه يبدو أن الاحتمالات الروسية بعيدة عن استنفادها وهو أمر وافقه عليه بوتين.

وبعد ذلك بفترة قصيرة، أعلن وزير الدفاع سيرجي شويغو انتهاء بعض التدريبات العسكرية الروسية وأن البعض الآخر قريب من ذلك.

بالتواكب، صدرت إشارة أخرى من كييف عن تحرك دبلوماسي محتمل. وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، إن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي غير مطروحة على الطاولة، وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واقفا إلى جانبه حين أعلن أن الانضمام إلى التحالف العسكري «حلم»، رغم أنه منصوص عليه في الدستور.

بكلمات أخرى، لم يخضع أي من الرجلين لمطالب روسيا بضمانة رسمية عن منع انضمام أوكرانيا إلى الحلف. لكنهما كانا أكثر صراحة، عندما قالا إن الانضمام مؤجل، إذا حصل أساسا.

وفي اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قال الرجلان، إنه لا تزال هناك «نافذة جوهرية» للدبلوماسية.

توحي هذه الإشارات بأن تفادي حرب محدقة أمر محتمل إذا اختار بوتين ذلك. وأمريكا التي كانت تحذر من اجتياح روسي وشيك، رحبت بتصريحات لافروف بحذر، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن تصريحاته طابقت مؤشرات تحدث عنها في لقاءات خاصة مع الوزير أنتوني بلينكن، دون إعلان أي اجتماعات جديدة.

وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس إنه يجب أن تترافق الملامح الدبلوماسية الروسية مع «خفض التصعيد» لكن لا دليل على ذلك حتى اللحظة.

وبالفعل، يواصل بوتين زيادة قواته حول أوكرانيا حسب مسؤولين غربيين. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن بوتين «يستمر في فعل أمور تتوقعونها من شخص يخطط لتحرك عسكري بارز، وهي زيادة حدة الجاهزية وإضافة إمكانات إلى قوته».

وأغلقت السفارة الأمريكية مقرها في كييف، وانتقل موظفوها إلى مدينة لفيف في غرب أوكرانيا.

وأرسل الناتو قوات متواضعة لطمأنة الحلفاء في أوروبا الوسطى والشرقية، أرسل الحلف الآلاف من قواته مقابل 130 ألف جندي روسي حسب التقديرات، وقبل يومين بدأ مئات الجنود الألمان يصلون إلى ليتوانيا، وحطت ثماني مقاتلات أمريكية إضافية في بولونيا.

تحركات روسيا:
  • 14 كتيبة تكتيكية إضافية تنضم إلى مئة أخرى انتشرت حول أوكرانيا.
  • قوات سبيتسناز الخاصة، وبطاريات صواريخ إسكندر باتت جاهزة.
  • أسطول روسي في البحر الأسود يستعد لنشر وحدة إنزال برمائية وإطلاق قذائف دقيقة.
  • اندفاع من بيلاروسيا يمثل تهديدا كبيرا للعاصمة الأوكرانية كييف.
  • الميليشيات الانفصالية تسيطر على جيبين حول مدينتي دونتسك، ولوغانسك.